بدأت يوم الثلاثاء بمقر الجامعة العربية في القاهرة أشغال ندوة حول الأمن القومي لبحث مصادر وطبيعة الأخطار والتحديات الجديدة التي تهدد المنطقة وتفعيل الآليات في إطار التعاون العربي لمجابهتها والاستفادة من هذه الأفكار في تحديث وثيقة الأمن القومي العربي. و تميزت أشغال الندوة التي ينظمها البرلمان العربي بمشاركة نخبة من الخبراء والأكاديميين والسياسيين والبرلمانيين بعدة مداخلات ومناقشات. وشكل الامن القومي العربي احد أهم الموضوعات التي طرحت على أشغال القمم العربية واجتماعات البرلمان العربي الذي اصدر وثيقة حول الموضوع عام 2007 بناء على توصيات قمة الرياض حدد فيها مفهوم الأمن القومي العربي والحالة الراهنة للأمة العربية وانعكاساتها ومصادر التهديد الداخلية والإقليمية والعالمية ووضع إستراتيجية عربية للأمن القومي العربي وكيفية تنفيذها في إطار الآليات العربية القائمة. و كانت قمة الرياض (2007) قد اسفرت عن قرارين الاول يتعلق بالامن القومي العربي والاخر حول مجابهة الإرهاب، حيث أوصت بتشكيل مجموعة عمل مفتوحة العضوية على مستوى الخبراء المتخصصين لدراسة وتحديد طبيعة الأخطار والتحديات التي تواجه الأمة العربية. و اوصت القمة بإعداد مقترحات للتنسيق بين مختلف الآليات القائمة في إطار جامعة الدول العربية المعنية بالأمن القومي العربي ووسائل تطوير وتفعيل المعاهدات وتنفيذ الاتفاقيات والقرارات ذات الصلة وإعداد مقترحات عملية لتطوير أشكال التعاون والتكامل بين الدول العربية في الميادين المتعلقة بالأمن القومي العربي والاعتماد على شبكة المراكز العربية المتخصصة في البحوث والدراسات الإستراتيجية وتقديم تقرير بشأن نتائج الدراسة لعرضها على اجتماع مجلس الجامعة على مستوى القمة. وعقدت مجموعة العمل هذه ثلاث اجتماعات منذ جويلية 2007 وحتى جانفي 2009 صادقت خلالها على ورقتين استرشاديتين حول الامن القومي العربي تم عرضهما للإثراء والاقتراح من طرف الدول العربية الأعضاء وانتهت بوضع مقترحات وتوصيات بشأن التحديات تم رفعها إلى مجلس الجامعة على المستوى الوزاري في دورته العادية ال131 لرفعها إلى القمم العربية. الا ان الموضوع تراجع من أوليات اهتمام القمم العربية اللاحقة حيث ركز جدول أعمال قمة سرت عام 2010 على مجابهة الإرهاب الدولي فيما لم يتطرق إعلان بغداد في قمة عام 2012 للموضوع. و أعادت الدورة ال142 لمجلس وزراء الخارجية العرب المنعقد في بداية سبتمبر عام 2014 بمقر الجامعة الموضوع إلى الصدارة، حيث أصدرت قرارا خاصا تحت عنوان "صيانة الأمن القومي العربي ومكافحة الجماعات الإرهابية المتطرفة" اذ أكد المجلس الموقف العربي الحازم باتخاذ التدابير اللازمة لصيانة الأمن القومي العربي والتصدي لجميع التنظيمات الإرهابية المتطرفة بما فيها تنظيم"داعش" ومكافحة امتداداته وأنشطته في المنطقة واتخاذ ما يلزم من تدابير عاجلة على جميع المستويات للقضاء على هذه الظاهرة الإرهابية. وطلب المجلس من الأمين العام للجامعة العربية الاستعانة بمن يراه من الخبراء والمتخصصين لدراسة أسباب تفشي ظاهرة الإرهاب و بلورة مقترحات محددة وإجراءات عملية قابلة للتنفيذ للتصدي له واجتثاث جذوره وللتعامل مع ما يحمله من تحديات ومخاطر على الأمن القومي العربي تمهيدا لعرض المقترحات على اجتماع خاص لمجلس الجامعة على المستوى الوزاري قبل نهاية العام الجاري 2014 على أن يسبقه اجتماع لمسؤولي الأجهزة الأمنية والقضائية المختصة وذلك للنظر فيها واتخاذ ما يلزم من قرارات في هذا الشأن .