التقى الرئيس بوتفليقة، لأول مرة، مع رئيس المجلس الانتقالي الليبي، مصطفى عبد الجليل، بينما كان أمير قطر ثالثهما في محادثات على هامش أشغال أول قمة لمنتدى رؤساء دول وحكومات البلدان المصدرة للغاز الطبيعي، الجاري بالعاصمة القطرية الدوحة. ويعد اللقاء سابقة تحدث لأول مرة، بين الرئيس بوتفليقة ومصطفى عبد الجليل، بعد الخلافات الحادة التي حدثت بين المجلس الليبي و الجزائر على خلفية الثورة التي قام بها حلف الناتو لإزاحة نظام العقيد القذافي من الحكم واغتياله، وكان أمير قطر، الذي أدت بلاده دورا كبيرا إلى جانب حلف الناتو في مستنقع الدم الليبي من خلال الدعم بالأسلحة و الأموال، قد سعا جاهدا لإقناع الجزائر بدعم الرؤية التي حملتها قطر وحلفائها من الذين حولوا ليبيا على حمام دم، انتقاما من القذافي ، غير أن الرئيس بوتفليقة رفض التنازل عن مبدا الجزائر القاضي بعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول، في الوقت الذي شن فيه المجلس الانتقالي الليبي، حربا شعواء على الجزائر، على أنها أرسلت مرتزقة للقتال إلى جانب قوات القذافي، وموقفها غير الداعم للثوار. وتريد قطر أن تلعب دورا ما بعد نظام القذافي ، من خلال مساندتها غير المشروطة لقوى الغرب العاملة على تأليب الأوضاع في الدول العربية، بينما كان يرتقب أن يزور وفدا من الانتقالي إلى الجزائر في الأسابيع الماضية إلا أن ذلك لم يتم، موازاة مع صدمة الرأي العام الدولي حيال طريقة مقتل الزعيم الليبي، والتي أساءت لسمعة المجلس الانتقالي. ولم تعترف الجزائر بالمجلس الانتقالي علنا، لكنها ضمنت تصريحات تفيد بذلك وهي أخر دولة تعترف به، في المنطقة، الجزائر آخر من يعترف به في المنطقة. من خلال المشاركة في مؤتمر باريس شهر سبتمبر الماضي، كما كثفت الخارجية التصريحات حول وجود لقاءات رسمية بين البلدين.وكان وزير الخارجية مراد مدلسي أعلن قبل أسبوعين أن "الأشقاء الليبيين بصدد تحضير حكومة جديدة وعلينا أن نترك لهم الوقت الكافي للقيام بذلك وسيرحب بهم (بعد ذلك)".قبل ذلك، كانت التوترات تعمقت بين الجزائر وليبيا بعدما استقبلت الحكومة أفرادا من عائلة الزعيم الليبي السابق معمر القذافي "لدواع إنسانية". الأمر الذي لم يتقبله أعضاء المجلس الانتقالي الذين أطلقوا تصريحات عدائية تفيد بأنه سيلاحقون عائلة القذافي في أي بقعة في العالم، في تحد جديد للجزائر التي رفضت الرد على هاته الاستفزازات . وضلت الجزائر تباشر حملة تحسيسية وتحذيرية مع الجيران و القوى الكبرى، من انتشار الأسلحة الليبية والتهديدات التي تمثلها في المنطقة، بينما التقى الرئيس بوتفليقة مع مصطفى عبد الجليل في الوقت الذي أعلن فيه مسؤول أميركي في الجزائر انه ليس هناك "أدلة" تؤكد حصول مجموعات إرهابية على صواريخ ارض جو من مخزون أسلحة الزعيم الليبي السابق معمر القذافي ولا سيما في منطقة الساحل.وأكد ديرين سميث رئيس مجموعة العمل الأميركية الخاصة "مانبادس تاسك فورس" انه "ليس هناك ادلة او مؤشرات مؤكدة الى وصول انظمة دفاع جوي محمولة على الكتف (مانبادس) الى ايدي مجرمين او مجموعات إرهابية".