التكفل بالأضرار المسجلة على مستوى السكنات والمباني كشف المفتش العام لوزارة الداخلية والجماعات المحلية والتهيئة العمرانية، عبد الرحمان سيديني، بتبسة، عن الشروع في أقرب الآجال في إعداد دراسة تقنية وعلمية معمقة لتجسيد مشروع حماية مدينة تبسة من المخاطر الطبيعية وخاصة الفيضانات. وأوضح ذات المسؤول الذي ترأس اللجنة الوزارية المشتركة التي أوفدتها وزارة الداخلية والجماعات المحلية والتهيئة العمرانية لمعاينة وتقييم الأضرار الناجمة عن تقلبات الطقس التي تعرضت لها مدينة تبسة، أن السلطات المحلية ستعمل على إعداد دراسة تقنية حول مشروع حماية المدينة من الفيضانات ورفعها، كما أضاف، إلى السلطات المركزية للحصول على الاعتمادات المالية قبل الشروع في تنفيذها وذلك بهدف حماية الأشخاص والممتلكات من فيضانات محتملة. وفي رده على أسئلة الصحفيين، أكد ذات المتحدث بالمناسبة أن ولاية تبسة لم تستفد من قبل من أي اعتمادات مالية لتجسيد هذا المشروع، مشيرا إلى أن مختلف العمليات التي شهدتها تمثلت في عمليات تنظيف وتنقية مجاري المياه والأودية وصيانتها. واعتبر المتحدث أن ذلك لا يكفي وحده لحماية مدينة تبسة التي تضم عددا من الأودية من بينها وادي الناقص وواد زعرور ووادي رفانة وغيرها من خطر الفيضانات. وقد شرعت اللجنة الوزارية المشتركة التي أوفدتها وزارة الداخلية والجماعات المحلية والتهيئة العمرانية المكونة من مفتشين عامين من وزارتي الداخلية والموارد المائية إلى جانب المدير العام للهياكل بوزارة الأشغال العمومية والنقل في زيارة إلى تبسة لمعاينة وتقييم الأوضاع التي خلفتها التقلبات الجوية الأخيرة، حيث تنقلت رفقة السلطات المحلية إلى الأحياء والنقاط السوداء التي تم حصرها من أجل رفع التقارير عن الحالة وحصر الأضرار من أجل رصد المبالغ المالية اللازمة والتي ستخصص لعمليات الترميم وإعادة التهيئة والتأهيل. وفي سياق متصل، أوضح سيديني أنه سيتم البحث عن العوامل التي ساعدت على حدوث الفيضانات الأخيرة واتخاذ الإجراءات الضرورية لتفادي تكرارها خاصة وأن فصل الشتاء على الأبواب، كما قال. من جهته، أفاد المفتش العام لوزارة الموارد المائية، سليمان زناقي، أنه تم الحصول على الموافقة المبدئية لتنفيذ هذا المشروع فور الانتهاء من إعداد الدراسة التقنية والمصادقة عليها، مؤكدا أنه سيتم رصد المبالغ المالية اللازمة للشروع في تجسيده في أقرب الآجال الممكنة بغية حماية الولاية ككل وعاصمتها من الفيضانات. وفي حديثه مع بعض السكان، دعا والي تبسة عطا الله مولاتي إلى التحلي بالصبروالهدوء ومساعدة السلطات المحلية لتجاوز هذه الوضعية الاستثنائية، مشيرا إلى أنه يتم العمل حاليا على إعادة فتح الطرقات والشوارع الرئيسية لتسهيل حركة المرور، ليتم بعدها حصر الأضرار المسجلة على مستوى السكنات والمباني والتكفل بها. للتذكير، فقد شهدت مدينة تبسة مساء الأربعاء الماضي تساقط كميات غزيرة من الأمطار بلغت 50 ملم على مدار حوالي ساعة مصحوبة بحبات البرد تسببت في فيضان وادي الناقص الذي أحدث سيولا جارفة غمرت الأحياء والمباني والإدارات العمومية و المحلات التجارية ما أدى إلى وفاة طفل صغير (5 سنوات) وإصابة 18 شخصا آخر وتضرر عشرات السيارات والطرقات وحوافها. وقد سخرت السلطات المحلية في حينها كافة الوسائل المادية والبشرية من عتاد وآليات و أعوان تم إرسالهم من 5 ولايات بشرق البلاد (سوق أهراس وخنشلة وأم البواقي وباتنة وڤالمة) لأجل إعادة فتح الطرقات وإزالة الأوحال التي تسببت فيها السيول الجارفة. 5 ملايين دج لإجراء دراسة تقنية لإعادة تأهيل واد بتبسة تم تخصيص غلاف مالي هام بقيمة 5 ملايين دج لإجراء دراسة تقنية لإعادة تأهيل وادي تاغدة من الجهة الشرقية لمدينة تبسة. وأوضح والي الولاية، عطاء الله مولاتي، خلال إشرافه على عمليات إزالة آثار تقلبات الطقس التي شهدتها مدينة تبسة مساء الأربعاء الماضي، أن هذا المبلغ المالي سيتم إقتطاعه من ميزانية الولاية، للشروع في إنجاز دراسة تقنية لتهيئة وادي تاغدة من أجل حماية البناءات الهشة المتواجدة على محيطه من خطر فيضانات محتملة، خاصة وأن فصل الشتاء على الأبواب. وصرح الوالي أنه أعطى تعليمات للسلطات المحلية المختصة للشروع فورا في إعداد هذه الدراسة ورفعها للسلطات المركزية، بغية الحصول على الإعتمادات المالية في إطار البرامج القطاعية للتنمية لسنة 2019، مشيرا إلى أن هذه الخطوة تم إتخاذها على الصعيد المحلي كإجراء إستعجالي لحماية مدينة تبسة من فيضانات محتملة، وتفادي الأضرار المادية والبشرية التي تنجر عن ذلك.