تتواصل حالة المد والجزر في قضية رئيس المجلس الشعبي الوطني السعيد بوحجة ، التي قاربت دخول اسبوعها الثالث حيث يتجه فيها البرلمان نحو المجهول بسبب الإنسداد التام بعد تجميد نشاطاته ودخوله في حالة فوضى ، نتيجة القبضة الحديدية بين السعيد بوحجة والنواب المعارضين لبقاءه على رأس المجلس الشعبي الوطني ، فيما يتمسك بوحجة بمنصبه ويرفض معارضيه التراجع عن سحب الثقة منه ويطالبونه بالإستقالة الفورية، كل هذا السجال ادخل نواب البرلمان في عطلة مدفوعة الأجر غير معروف تاريخ نهايتها !. يطرح تمسك بوحجة بمنصبه الكثير من التساؤلات عن مصير المواعيد القادمة لنشاط البرلمان التي تبقى مجمدة في الوقت الراهن، وفيما اعتبر البعض ان استقالة بوحجة هي قضية ساعات بعد أن أعد الرجل حصيلة لفترة ترأسه للمجلس الشعبي الوطني، جاءت تصريحات تؤكد أن بوحجة يعد حصيلة لاسقاط تهم معارضيه ، ولا بوادر تظهر لانفراج ازمة البرلمان التي تفاقمت وتوالت فيها تصريحات بشكل متسارع، فمنذ 26 سبتمبر الفارط يعيش البرلمان على وقع أزمة غير مسبوقة فنواب الأغلبية (الافلان ، الارندي، تاج، الامبيا، ولأحرار) يطالبون برحيل رئيس الغرفة السفلى من البرلمان سعيد بوحجة، الذي انتخبوه منذ 18 شهرًا فقط، لكن سعيد بوحجة يرفض الإستقالة، بعد ان كان قد اعلن قرب استقالته من رئاسة البرلمان ليعود ويتراجع عن نيته في الاستقالة، فقد قال نواب استقبلهم في مكتبه، إنه غير رأيه بعد استقباله لمبعوث من السلطات العليا في البلاد، دون إعطاء تفاصيل، مؤكدا في كل مرة انه محمي بلغة القانون ما أحدث شرخا كبيرا بقبة البرلمان ويتهم نواب المولاة رئيس المجلس بسوء التسيير هو الأمر الذي ينفيه بوحجة جملة وتفصيلا ، يحدث هذا في وقت تتبرأ فيه حركة مجتمع السلم من المطالبة باستقالة بوحجة وتؤكد عدم سعيها لذلك وأنها غير معنية تلك الصرعات. وفي وقت قال وزير العلاقات مع البرلمان محجوب بدة أن الحكومة تتابع عن كثب الوضع بالمجلس الشعبي الوطني خاصة وأن البرلمان الذي يعد سلطة تشريعية شريك لها ، أستبعد الامين العام للتجمع الوطني الديموقراطي, أحمد أويحيى, حل المجلس الشعبي الوطني, بسبب مطالبة نواب الاغلبية رئيسه بالاستقالة, لأنه لا توجد اية ازمة سياسية في البلاد . وأوضح أويحيى, في ندوة صحفية, على هامش الندوة الوطنية للمرأة, أنه لن يتم حل المجلس الشعبي الوطني لأنه لا توجد أزمة سياسية في البلاد بل مشكل داخل المجلس , مؤكدا أن لا دخل لرئاسة الجمهورية في ما يحدث داخل البرلمان. من جهة أخرى أعلنت قيادة حزب التحالف الوطني الجمهوري، عن إطلاق مبادرة وساطة بين رئيس المجلس الشعبي الوطني، السعيد بوحجة ونواب الأغلبية البرلمانية المناوئة له، ضمن مساعي لتجاوز حالة الانسداد التي تشهدها الغرفة السفلى للبرلمان. وقال الحزب إن رئيس المجلس الشعبي الوطني السعيد بوحجة، أعطى موافقته المبدئية بخصوص الوساطة ،وترتكز مبادرة الوساطة على جملة من الأسس حسب ما أكده بيان لحزب التحالف الوطني الجمهوري، أولها إعلاء المصالح العليا للدولة على جميع المصالح الحزبية أو الشخصية الضيقة، بالإضافة إلى وقف جميع الأطراف المعنية وتفاديها للتراشقات الإعلامية بهدف تعزيز مناخ الثقة بين الجميع. وتدعو المبادرة إلى الجلوس على طاولة الحوار بين جميع الأطراف المعنية ضمن الأطر القانونية للمجلس الشعبي الوطني وتقديم جميع الأطراف المعنية لتنازلات مشتركة بهدف تجاوز حالة الانسداد في إطار الحفاظ على كرامة الأشخاص وسمعة المؤسسات.