عرفت الحملة التحسيسية حول الاختناقات الناجمة عن غاز أحادي الكربون على مستوى الساحة العمومية بالحراش بالجزائر العاصمة، إقبالا ملفتا من طرف مختلف فئات المجتمع حيث تم توزيع مطويات تتضمن نصائح حول كيفية الوقاية من حوادث الاختناقات بغاز المونوكسيد، وذلك في إطارالقافلة التحسيسية لمديرية الحماية المدنية لولاية الجزائر. وبالمناسبة، أشار الملازم أول خالد بن خلف الله، المكلف بالاتصال لدى مديرية الحماية المدنية لولاية الجزائر إلى أن الحملة التحسيسية هي فرصة لتوعية المواطنين وإعطائهم إرشادات للوقاية من الحوادث المرتبطة بالاختناقات السامة بالغاز خاصة أحادي الكربون وكذا تنبيه المواطن وغرس ثقافة وقائية لديه مع ضرورة توخي الحذر واتباع قواعد السلامة واحترام المقاييس الأمنية. وأبرز المصدر أن غرض الحملة التحسيسية هو تقديم نصائح مبسطة حول خطورة تسربات غاز المونوكسيد الذي لا لون له ولا رائحة على حياة المواطن في حال عدم إحترامه لشروط والتعليمات الخاصة باستعمال الغاز وذلك من خلال معرض توضيحي بالصور ومطويات تبسط كيفية الوقاية لتفادي التسممات والاختناقات بالغاز. وفي ذات السياق، أفاد أن الحملة التحسيسية التي ستدوم إلى غاية شهر مارس القادم ستجوب العديد من المقاطعات الإدارية وفق رزنامة معينة على غرار بلديات حسين داي وبوزريعة وباب الوادي التي عرفت حالات وفيات جراء تسربات غاز أحادي أكسيد الكربون موضحا أن التركيز سيكون على مستوى التجمعات والأحياء السكنية الجديدة التي تم تدشينها في إطار عمليات الترحيل وإعادة الإسكان بولاية الجزائر. ومن جهته، ذكر ممثل مفتشية قمع الغش بالحراش التابعة لمديرية التجارة لولاية الجزائر، شامة محمد، أن أغلب حوادث الإختناقات بالغاز أحادي الكربون تكون ناجمة عن وجود خلل في تركيب وصيانة أجهزة التدفئة والتسخين وكذا في معايير الأمان وعدم توفر بعض وسائل التدفئة والتجهيزات للمقاييس السلامة والأمن. وأفاد أن سوء تركيب وتشغيل هذه الأجهزة من قبل أفراد غير مؤهلين يضاعف مخاطر الحوادث خاصة مع بداية فصل الشتاء داعيا المواطنين إلى التحقق من أصالة المنتوج وأنه ليس مقلد أو مغشوش من خلال التركيز على الوسم ومدة الصلاحية ومصدر المنتوج الذي يتم اقتناؤه وكذا ضرورة الحصول على شهادة الضمان لخدمات الصيانة لمدة لا تقل عن 6 أشهر حيث يجهل العديد من المستهلكين حقوقهم لفترة ما بعد البيع. وأشار الى أنه يتم إرسال عينات من مختلف الأجهزة المنزلية المستخدمة خاصة تلك المتعلقة بالتسخين والتدفئة والطبخ نحو مخبر مرجعي بقسنطينة للتحليل ومعرفة مدى مطابقتها لمعايير السلامة والأمن وذلك حفاظا على حياة المواطنين ومحاربة بعض حالات الغش في الأجهزة. بدوره، أكد المكلف بالإعلام بمديرية توزيع الكهرباء والغاز بالحراش، خلوي كريم، أن هدف الحملة التحسيسية هو نشر ثقافة وقائية لدى المواطن لاسيما خلال الموسم الشتوي الذي يرتفع فيه استعمال الغاز وأردف بأن العملية تندرج في إطار حرص المؤسسة على المرافقة المستمرة لزبائنها باعتبارها مؤسسة عمومية جوارية. وتم تسطير برنامج تحسيسي ثري سيمس المؤسسات التربوية ومراكز التكوين المهني من أجل التوعية وأخذ الحيطة من الأخطار الناجمة عن غاز أحادي الكربون والوقاية من الاختناق. وفي هذا الإطار، أشار إلى أن حالات الاختناق المسجلة ترجع إلى عدم القيام بإجراءات تنظيف وصيانة أجهزة التدفئة قبل الاستعمال مع بداية فصل الشتاء وكذا مخاطر غلق فتحات التهوية أثناء إجراء أشغال التحويلات والتعديلات داخل السكنات باعتبارها ضرورية واكد أن الغازات المحترقة وبالأخص أحادي الكربون هي أكبر متسبب في الاختناقات مضيفا أن عدم إحترام مقاييس الامان اثناء تركيب تجهيزات التدفئة لا سيما فيما يتعلق بالتهوئة واغلاق صمامات بشكل جيد يزيد من مخاطر الحوادث. من جهته، اوضح لقرع عبد الله، رئيس الجمعية الوطنية للمرصصين الجزائريين، انه لا بد على المواطن ان يلتزم ببعض الاجراءات قبل شراء وتركيب آليات التدفئة حماية لنفسه وعائلته كالاستعانة برصاصيين محترفين لهم الخبرة اللازمة في المجال والذين يمكنهم مساعدته على التعرف على الآليات الاصلية اي غير المقلدة مع التقيد بمراقبة وسائل التهوية في البيت ومراقبة وصيانة اجهزة التدفئة مع كل موسم شتاء لتفادي اي حوادث محتملة.