تم إبراز مخاطر إدمان الأطفال والمراهقين على المخدرات والمهلوسات بمختلف أنواعها وسبل الوقاية منها ضمن أبواب مفتوحة نظمت بساحة بلدية الدويرة غرب الجزائر العاصمة، خاصة وأن تفشي ظاهرة تعاطي هذه السموم يؤدي إلى تزايد عدد الجرائم بشتى أنواعها وتفكك المجتمع. وفي هذا الإطار، أوضحت رئيسة لجنة الشؤون الإجتماعية والأوقاف بالمجلس الشعبي الولائي للعاصمة، أحلام قاديري، أن هذه التظاهرة التوعوية، المنظمة من طرف جمعية مستقبل الشباب بإشراف المجلس الشعبي الولائي لولاية الجزائر بالشراكة مع مديرية الشباب والرياضة ومديرية النشاط الإجتماعي لولاية الجزائر وكذا الديوان الوطني لمكافحة المخدرات وجمعية طلبة الصيدلة، تتضمن معرضا تحسيسيا حول مخاطر تعاطي مختلف أنواع المخدرات والإدمان عليها من طرف الأطفال والمراهقين وانعكاسات ذلك على إستقرار المجتمع. وفي هذا السياق، أوضحت أن هدف الأبواب المفتوحة ضمن القافلة التحسيسية حول مخاطر آفة المخدرات التي إنطلقت نهاية أكتوبر المنصرم من البريد المركزي بالعاصمة هو توعية الشباب والأطفال والأولياء على حد سواء بمخاطر استهلاك المخدرات والمؤثرات العقلية، وهي فرصة للإصغاء لإنشغالات الشباب المدمن لمحاولة إدماجهم في المدارس ومراكز التكوين والتعليم المهني. وأضافت أن هذه الحملة التوعوية، التي تعتمد على مقاربة العمل الجواري والإحتكاك بين مختلف الفاعلين للقضاء على الظاهرة على غرار مصالح الأمن الوطني والدرك الوطني والأخصائيين النفسانيين والصيادلة، هي بمثابة فرصة للتعريف بالآليات و المراكز المختلفة التي تساعد الأشخاص المدمنين على التخلص من هذه السموم، مشيرة إلى الأبعاد الخطيرة لآفة المخدرات التي تنخر المجتمع والتي طالت حتى الوسط التربوي، وهو ما يستدعي تحرك الجميع من اجل مواجهتها. من جهة أخرى، أكدت المنتخبة الولائية أن مثل هذه النشاطات الجوارية، إضافة إلى التعريف بالمراكز الصحية المختصة في علاج الإدمان والتعافي، تساهم كذلك في إبراز دور خلايا الاصغاء و النشاط التابعة لمصالح الامن وفرق حماية الأحداث للدرك الوطني لمكافحة ظاهرة المخدرات، فضلا عن مصالح الوسط المفتوح التابعة لمديرية النشاط الاجتماعي. وذكر رئيس جمعية مستقبل الشباب ، خالد بن تركي، من جهته، أن القافلة في محطتها الثالثة ببلدية الدويرة بعد كل من بلدية الجزائر الوسطى وبراقي عرفت إقبالا كبيرا من طرف مختلف الفئات العمرية، حيث تجاوز عدد زوار فضاءات القافلة قرابة ال2000 شخص من أجل الإستفسار عن مخاطر تعاطي المخدرات ونتائجها السلبية، كما تم تسجيل تقرب أزيد من 50 مدمنا على المخدرات من منظمي التظاهرة للإستفسار حول كيفيات العلاج من الإدمان تم توجيههم نحو المصالح المختصة للتكفل بهم. ومن المنتظر أن تستمر هذه العملية التوعوية طيلة السنة بغية التقرب من أكبر عدد ممكن من الشباب والتلاميذ والطلبة عبر 57 بلدية بالعاصمة لنشر ثقافة السلامة الصحية والعقلية والنفسية. كما عرف الموعد التحسيسي تنظيم لقاءات جوارية مباشرة وتوزيع مطويات لفائدة الشباب والأطفال تتضمن معلومات حول آفة المخدرات وطرق الوقاية منها والأخطار التي قد تنجم عن استهلاكها من الناحيتين الاجتماعية والنفسية. وأضاف بن تركي أنه سيتم، خلال القافلة التحسيسية التي تدوم لغاية 13 ديسمبر القادم على مستوى بلديات العاصمة، إشراك مدمني المخدرات سابقا في مهام التوعية بسرد تجاربهم المؤلمة حول مسارهم المرضي وعلاجهم في ورشات مع الشباب والأطفال بمشاركة أخصائيين نفسانيين ولمحاولة إقناع المدمنين منهم للإقلاع عن هذه الآفة.