أجمع حرفيون ممن شاركوا في فعاليات الصالون الوطني لمشتقات النخيل والهدايا التذكارية ببسكرة، على أن هذه التظاهرة تعد فضاء لبعث الحرف التقليدية الآيلة للزوال. وبحسب الحرفي المختص في تحويل سعف النخيل، الجموعي سعدوني، من المغير بولاية الوادي، فإن إقامة أجنحة لعرض وتسويق عدد من المنتجات التي تعتمد على تحويل مادة أولية يدويا على غرار السلال والسجادات والزرابي التقليدية والنحاس من شأنه أن يعطي نفسا جديدا لعدد من الصناعات الحرفية التي انحصر نطاقها بشكل كبير، كما قال، بسبب ضعف الإقبال عليها من الممارسين من جهة، والمنافسة الشديدة من المنتجات المصنعة. وأضاف بأن أغلبية الحرف التقليدية تعتمد على ممارسين توارثوا هذه المهن وبقيت تنشط بشكل فردي أو ضمن مجموعات صغيرة ولا يملك ممارسوها فرص كثيرة لتوسيع تسويقها إلا من خلال مثل هذه التظاهرات التي تجلب عددا أكبر من الزبائن وتتيح تقريب هذه المنتجات من الراغبين في اقتنائها. من جهته أبرز الحرفي في المنتجات الصوفية دريدي الهامل من بسكرة أن المنتج الحرفي المحلي الذي يتميز بالإتقان على غرار الزرابي والأواني الفخارية ومشتقات النخيلي يتطلب فترة إنجاز طويلة ويد عاملة مؤهلة يتم عرضه بأسعار يعتبرها الزبون مرتفعة مقارنة بمواد مماثلة تم تصنيعها بآلات حديثة. وأوضح ذات المتحدث أن عددا من المنتجات التقليدية بالإمكان حتى الآن استعمالها في الحياة اليومية أو كمواد للزينة في حين أثر نمط الحياة العصرية على وجود بعض الأدوات الأخرى على غرار الطاحونة التقليدية. بدورها، أكدت الحرفية ربيعة قريدي من بسكرة ماكثة بالبيت مختصة في صناعة النسيج والجلود أنها تنقطع عن العمل لفترات طويلة بسبب قلة فضاءات التسويق وحضورها في الصالون يهدف إلى البحث عن قنوات جديدة لتصريف المنتجات معتبرة أن غلاء المواد الأولية والجهد البدني الذي يبذل في صناعتها يجعلها عرضة للزوال. أما مدير غرفة الصناعة التقليدية والحرف لولاية بسكرة، يوسف سي العابدي، فأكد أن الصالون يهدف بالإضافة إلى تنشيط السياحة المحلية وفتح مجال الاحتكاك بين الحرفيين إلى المحافظة على التراث الوطني في مجال الحرف بجعلها نشاطا اقتصاديا له مردود مادي يساعد على مواصلة الإنتاج ويحميها من الاندثار. للتذكير، فإن الصالون الوطني لمشتقات النخيل والهدايا التذكارية، الذي دام 15 يوما وأسدل عليه الستار يوم السبت، احتضنت فعالياته دار الصناعة التقليدية بعاصمة الولاية بمشاركة 70 عارضا وأشرفت على تنظيمه غرفة الصناعة التقليدية والحرف لولاية بسكرة بالتنسيق مع المديرية المحلية للسياحة والصناعة التقليدية.