- تسجيل 330 حالة رشق للقطارات سنة 2018 تشكّل خطوط قطارات الضواحي بالجزائر العاصمة العصب الأساسي في الحركية اليومية لتنقل المسافرين، التي تسجلها الشركة الوطنية للنقل بالسكة الحديدية، بتعداد فاق ال32 مليون شخص خلال سنة 2018، وهو ما يشكل تحدّيا متواصلا لإرضاء زبائنها التي تتقاسم مع مسافريها أمل الوصول إلى رحلات بمواعيد أكثر انضباطا في آفاق السنة الجارية. يتقاسم آلاف الأشخاص الذين ينتقلون من وإلى العاصمة يوميا معاناة تأخر رحلات القطار، والتي ازدادت حدتها خلال السنة المنصرمة، حسب انطباعات العديد منهم، بغض النظر عن حادث انحراف قطار بمحطة آغا جانفي 2018، أو سقوط الكوابل الكهربائية للسكة الحديدية بين محطتي بئر توتة وبوفاريك بولاية البليدة شهري جويلية او نوفمبر المنصرمين وحوادث أخرى تسببت في تعطل حركة القطارات لعدة ساعات في حينها. وأرجع المدير العام للشركة الوطنية للنقل بالسكة الحديدية، ياسين بن جاب الله، واقع التأخر المتواصل لمواعيد رحلات قطارات الضواحي إلى مشروع تجديد السكة الحديدية على امتداد يقارب ال200 كلم، والذي أصبح خلال السنوات القليلة الماضية (التجديد والعصرنة) ضرورة لا بد منها، لمسايرة الطلب الكبير على تلك الخطوط. وقال بن جاب الله ان شبكة الضواحي اصبحت محل طلب متزايد من قبل المسافرين بالنظر الى ظهور تجمعات سكانية وعمرانية جديدة بالعاصمة، ما يعني حركية اكبر لتنقل المواطنين عبر القطارات، ففي وقت سابق كانت الشركة تعمد إلى تخفيض عدد الرحلات مع نهاية الاسبوع، إلا أنها الآن تتجه نحو تدعيمها برحلات إضافية. وشرعت الشركة منذ نهاية سنة 2017 في اشغال تجديد شبكة السكة الحديدية وتسببت الاشغال في الغاء عديد الرحلات عبر خطوط الضواحي وهو ما احس به المسافرون يقول بن جاب الله، الذي اكد انتهاء الاشغال على مستوى الخطين 1 و2 انطلاقا من محطتي ساحة الشهداء و آغا ، مبرزا ان مواعيد الرحلات ستضبط بصفة اكبر مع نهاية السداسي الاول من سنة 2019. وأكد انه بانتهاء هذه الاشغال التي تأتي لمواكبة نوعية القاطرات والتجهيزات الحديثة التي تدعمت بها الشركة خلال السنوات القليلة الماضية، ستعرف رحلات الضواحي نقلة نوعية على ان تتدعم قريبا شبكة الضواحي ايضا بالخط الجديد الرابط بين مطار الجزائر الدولي هواري بومدين ومحطة باب الزوار على امت داد 8ر2 كلم منها 6ر1 عبر نفق منجز تحت المحول الجنوبي على الطريق السريع الرابط بين الدار البيضاء وبن عكنون. الرشق بالحجارة.. سبب آخر لتأخر الرحلات تبقى ظاهرة التعدي على القطارات بالرشق بالحجارة من ابرز الأسباب التي تؤدي إلى تأخر الرحلات، حسب ما أكده ينتران حكيم، المدير المنتدب لأمن سير القطارات لدى الشركة الوطنية للنقل بالسكة الحديدية، والذي كشف عن تسجيل خلال سنة 2018 لأزيد من 330 حالة رشق على القطارات من بينها 159 حالة بخطوط الضواحي العاصمية. وقال المعني ان مصالحه سجلت تزايدا ملحوظا ومقلقا لهذه الظاهرة. فبعد تسجيل 125 حالة خلال سنة 2017، انتقل الرقم الى 329 حالة رشق خلال سنة 018، ما تسبب في إصابة 15 عاملا لدى المؤسسة و12 مسافرا بجروح متفاوتة الخطورة من بينهم 5 عمال و7 مسافرين على مستوى خطوط الضواحي العاصمية. ويتطلب إصلاح القاطرات التي يتم رشقها فترة من يومين الى ثلاثة ايام، وهو ما يعني سحبها من الخدمة، وبالتالي، إلغاء الرحلات المقررة، كما تتسبب ظاهرة منع إغلاق أبواب القاطرات في تعطل الرحلات وينعكس الوقت الضائع بسبب تلك التصرفات التي غالبا ما يكون وراءها شباب طائش على المدة التي تقتضيها الرحلة والرحلة الموالية لها، يقول ينتران. خط بئر توتة - زرالدة.. 1.5 مليون مسافر خلال سنة 2018 يعتبر خط السكة الحديدية الرابط بين بئر توتة وزرالدة، والذي تم تدشينه أواخر سنة 2016، مثالا ملفتا عن أهمية خطوط الضواحي فهذا المشروع شكل محورا هاما لفك الخناق عن حركة المرور في الضاحية الغربية من الجزائر العاصمة. وقد عرف هذه السنة وثبة في تعداد مرتاديه، حسب ما اكده قاموري ياسين، مدير النقل والمسافرين لدى الشركة الوطنية للنقل بالسكة الحديدية. وارتفع عدد المسافرين عبر هذا الخط من 1.3 مليون مسافر خلال سنة 2017 ليصل إلى 1.5 مليون مسافر خلال سنة 2018، كما قال. وارتفع أيضا رقم الأعمال الخاص بالشركة عبر هذا الخط من 46 مليون دج في سنته الأولى الى 52 مليون دج في سنته الثانية أي عام 2018. ويتوقع ان يرتفع عدد المتنقلين عبر هذا الخط الممتد على مسافة 21 كلم، بدخول القطب الجامعي بالمدينة الجديدة بسيدي عبد الله حيز الخدمة. وبمقابل الاهمية التي يمثلها هذا المحور، إلا ان مرتاديه عبّروا عن مشكل لم يجد بعد طريقه للحل الى يومنا هذا، آملين في ان تتغير الأمور بحلول سنة 2019، وهو استحداث حظيرة اكبر للمركبات بمحيط محطة زرالدة والمزيد من الحافلات نحو وسط المدينة. واكد الكثيرون ان الحضيرة الحالية للمحطة والتي لا تتجاوز سعتها ال150 مركبة غير كافية بالنسبة للراغبين في التنقل عبر القطار مع ترك مركباتهم في امان بمحيط المحطة. وفي انتظار استلام مشروع باب الزوار - مطار هوراي بومدين وإتمام اشغال تهيئة السكة الحديدية، سيضطر زبائن الشركة الوطنية للنقل بالسكة الحديدية الى التأقلم مع مواقيت الرحلات الحالية، والتي تبقى لآلاف المسافرين افضل بكثير من زحمة طرقات العاصمة ومداخلها الجنوبية والشرقية لا سيما في اوقات الذروة.