كسر استدعاء الهيئة الناخبة لرئاسيات 18 أفريل 2019 حالة الجمود التي سيطرت على النشاطات السياسية والحزبية خلال الأشهر الأخيرة، وبالتحديد منذ محليات نوفمبر 2017، حيث سارعت التشكيلات السياسية لعقد اجتماعات لهيئاتها التنفيذية ومكاتبها الوطنية للبت في مسألة الرئاسيات، كما شهدت غرف عمليات الأحزاب التي توصف بالفتية حالة طوارئ حقيقية بعد تجدد ظهور مناضلي المناسبات ورؤساء الختم والمحفظة بعد سبات طويل. وبرمجت العديد من الأحزاب السياسية من مختلف التوجهات نشاطات سياسية بالتزامن مع استدعاء رئيس الجمهورية، عبد العزيز بوتفليقة، للهيئة الناخبة لرئاسيات 18 افريل 2019، كما كان الحال مع جبهة العدالة والتنمية التي عقد رئيسها عبد الله جاب الله ندوة وطنية للهياكل التنظيمية، وأكد خلالها أن مجلس الشورى الوطني للحزب، هو المخول للفصل في الرئاسيات، داعيا إلى ضرورة إحداث إصلاح جوهري في نظام الانتخابات. بدوره، عاد حزب طلائع الحريات لزعيمه علي بن فليس للظهور بعد غياب طويل عن الساحة السياسية حيث تقرر استدعاء لجنة مركزية طارئة، بعد 10 أيام على الأكثر،للفصل في موقفه من الانتخابات الرئاسية التي 18 أفريل، وحسب ما نقلته مراجع إعلامية عن مصدر من الحزب، فإن طلائع الحريات الذي التزم الصمت طويلا تجاه ما حصل من أحداث سياسية، سيركز على خيارين لا ثالث لهما في هذا الحدث، موضحا: سنرشح بن فليس، أو لن نشارك في هذا الاستحقاق، والخيار الأقرب ترشيحه، بهدف ضرب الحصار الإعلامي الذي يعاني منه الحزب منذ مدة طويلة . وسحب صباح امس علي بن فليس مطبوعات الاكتتاب الفردية، تمهيدا للمشاركة في الإنتخابات الرئاسية المقرر إجراؤها يوم 18 أفريل القادم، وكشف بن فليس، في بيان وزعه على وسائل الإعلام، أنه وجه رسالة إلى وزير الداخلية والجماعات المحلية وتهيئة الإقليم، أعلمه خلالها بإبداء النية لتكوين ملف الترشح لانتخاب رئيس الجمهورية. وأعلنت أحزاب اخرى حالة الطوارئ، واستدعت مجالسها الوطنية على غرار جبهة القوى الاشتراكية، وحزب العمال الذي رمى الكرة في مرمى أعضاء لجنته المركزية لتتخذ هذه الأخيرة موقفا بخصوص مشاركتها من عدمه في الاستحقاق الرئاسي، ونفس الامر بالنسبة لحركة البناء الوطني التي ستعقد اجتماعا مرتقبا لمجلسها الوطني للفصل في الخيارات المطروحة في الرئاسيات المقبلة. أما حركة مجتمع السلم، فمرت إلى السرعة القصوى من خلال إعلانها بداية جمع التوقيعات من قبل قواعدها استعداد لتقديم مرشح عن الحركة في رئاسيات 18 افريل المقبل، ونفس الشيئ ينطبق على جبهة المستقبل والتي شرعت في الترويج لبرنامج مرشحها عبد العزيز بلعيد، هذا الأخير أكد في ندوة صحفية على هامش أشغال الندوة الوطنية للطلبة، أن تشكيلته ستدخل الانتخابات المقبلة بخطاب صادق يهدف إلى زرع الأمل وببرنامج ثري وواعد يحمل مشروع مجتمع متكامل يتضمن مختلف المجالات. أما تشكيلات أخرى في صورة حزب (فضل)، فاختارت منابر التواصل الاجتماعي للتفاعل مع موضوع الرئاسيات المقبلة، حيث نشر رئيس الجبهة الجزائرية للتنمية والحرية والعدالة، الطيب ينون، استفتاء لمتابعيه عبر صفحته الرسمية في الفايس بوك بشأن موافقتهم على ترشحه للرئاسيات من عدمها، وقال إنه يريد قياس شعبيته قبل إقدامه على الترشح لمنصب الرئاسة الذي اعتبره حساسا جدا ويقتضي شروطا عديدة. وبدا واضحا بأن العد التنازلي للرئاسيات قد سرع من خطوات العديد من الأحزاب بعكس الأحداث الوطنية الأخيرة التي لم تتفاعل معها ببيانات أو تصريحات، الأمر الذي جعل منها محل انتقادات لاذعة من قبل نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي والذين يصفونها بأحزاب المصالح التي لا تظهر إلا باقتراب الانتخابات، فيما طالب آخرون بضرورة سحب الاعتماد من التشكيلات الضعيفة التي لا تساهم في نشر الوعي السياسي وإعداد البرامج التي تستجيب لتطلعات المواطن الجزائري.