تجتمع الدول الضامنة الثلاث لعملية أستانا حول سوريا (تركيا، روسياوإيران)، في مدينة سوتشي الروسية يوم الخميس المقبل، وذلك لمناقشة موضوع الحل السياسي للأزمة في هذا البلد ومصير محافظة إدلب آخر معقل الجماعات الارهابية، إضافة إلى الإنسحاب الأمريكي من البلاد في ظل مساعي روسيا و تركيا لإقامة منطقة لخفض التصعيد. وتأمل البلدان الثلاثة في إيجاد توافق حول آليات التوصل إلى تسوية سياسية لإنهاء الصراع السوري المستمر منذ 2011، وتدعم كل من روسياوإيران الرئيس السوري بشار الأسد، بينما ترغب تركيا وحلفاؤها في حلف شمال الأطلسي (الناتو) ومنها الولاياتالمتحدة في تغيير النظام في سوريا. وكان الكرملين قد أعلن الثلاثاء الماضي أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين سيستضيف نظيريه التركي رجب طيب أردوغان، والإيراني حسن روحاني، في الرابع عشر من فيفري الجاري في منتجع سوتشي الروسي لعقد قمة ثلاثية حول سوريا. ونقلت وسائل إعلام روسية عن ديمتري بيسكوف، المتحدث بإسم الكرملين، قوله أن بوتين سيعقد لقاء منفصلا مع الرئيس الإيراني حسن روحاني على هامش القمة. من جهته، أكد وزير الخارجية الإيراني، محمد جواد ظريف، مؤخرا، أن قمة سوتشي لرؤساء الدول الضامنة الثلاث لعملية أستانا (روسياوإيرانوتركيا)، ستنعقد في 14 فيفري المقبل بمدينة سوتشي الروسية لبحث مجمل الأوضاع في سوريا، موضحا أنه سيتم خلال قمة سوتشي بحث موضوع الحل السياسي للأزمة في سوريا والوضع في محافظة إدلب وانسحاب القوات الأمريكية من سوريا. للتذكير، فإن وزراء خارجية روسياوتركياوإيران كانوا قد عقدوا اجتماعا في جنيف يوم 18 ديسمبر الماضي، بمشاركة المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى سوريا حينها، ستافان دي ميستورا، لبحث التسوية السياسية للأزمة السورية، مع التركيز على تشكيل اللجنة الدستورية، واتفقت الأطراف على بذل الجهود لعقد أول جلسة للجنة الدستورية في جنيف مطلع العام الجاري. وفي هذا السياق، قال وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، أن العمل على تشكيل اللجنة الدستورية السورية شارف على الانتهاء، مضيفا أنه بالتوازي مع محاربة الإرهاب هناك مسار سياسي طرحت في إطاره روسياوتركياوإيران مبادرة لتشكيل اللجنة الدستورية السورية بناء على مخرجات مؤتمر الحوار الوطني السوري الذي عقد العام الماضي في سوتشي، بعد أن أكد العمل على تشكيل اللجنة شارف على الانتهاء. من جهته، أعلن وزير الخارجية التركي، مولود جاويش أوغلو، مؤخرا، أن تركيا تعمل على ترسيخ وقف إطلاق النار في محافظة إدلب السورية، من خلال حماية التفاهم المبرم مع روسيا بشأن المحافظة، بالتوازي مع اتخاذ التدابير اللازمة لمكافحة الإرهاب. ومن المقرر أيضا عقد جولة جديدة للمباحثات حول سوريا برعاية الدول الضامنة روسيا، تركياوإيران في العاصمة الكازاخستانية أستانا خلال شهر مارس المقبل. وفي هذا الإطار، قال نائب وزير الخارجية الروسي، سيرغي فيرشينين، إن محادثات أستانا ستعقد بغضون شهر ونصف تقريبا من أجل تنفيذ الاتفاقات والقرارات الذي ستعتمد في سوتشي يوم 14 فيفري الجاري. وتنسق روسيا بشكل وثيق مع تركيا في الملف السوري، حيث توصلا في شهر سبتمبر الماضي إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في مدينة إدلب، فيما يواصلان أيضا التعاون إلى جانب إيران عبر مسار أستانا للمساهمة في دعم العملية السياسية التي ترعاها الأممالمتحدة. تجدر الإشارة إلى أن أستانا احتضنت 10 جولات من المحادثات في إطار الجهود الدولية المبذولة لحل الأزمة السورية، وأسفرت عن التوصل لاتفاق حول إنشاء مناطق لخفض التوتر التي أدت إلى تراجع في أعمال العنف بشكل ملحوظ في سوريا.