وأعلنت الأممالمتحدةوروسيا وإيران وتركيا, أمس الثلاثاء, في ختام اجتماعهم بجنيف, أنها ستضاعف الجهود لتنظيم أول اجتماع للجنة المكلفة بمناقشة الدستور في سوريا, مطلع العام المقبل بجنيف.وفكرة تشكيل اللجنة الدستورية, نشأت شهر يناير الماضي, خلال قمة للدول الثلاث (الضامنة لعملية السلام في آستانا) وهي روسيا وتركيا وإيران, في سوتشي على ضفاف البحر الأسود, إلا أن اللجنة لم تشكل بعد بسبب خلاف حول تشكيلتها.وفي محاولة أخيرة لتشكيل هذه اللجنة, قبل مغادرة مهامه في نهاية العام, دعا المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى سوريا, ستيفان دي ميستورا, إلى اجتماع مع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ونظيريه التركي والإيراني مولود تشاوش أوغلو ومحمد جواد ظريف, لمناقشة التطورات الخاصة بهذا الملف.وأكد المبعوث الأممي أن العمل على تشكيل اللجنة الدستورية السورية "لم يستكمل بعد", معلنا عن مشاورات جديدة سيجريها مع الأمين العام للأمم المتحدة, أنطونيو غوتيريس, في نيويورك, حيث سيقدم تقريرا حول سير هذه العملية لمجلس الأمن الدولي, غدا الخميس.ويسعى المجتمع الدولي لتشكيل اللجنة الدستورية, قبل نهاية ديسمبر الجاري, والتي ستوكل إليها مهمة مناقشة الدستور في سوريا, حيث تطالب المعارضة السورية بدستور جديد تماما في حين ترغب حكومة دمشق في تعديل الدستور القائم.وبحسب خطة الأممالمتحدة, فإنه على اللجنة الدستورية أن تضم 150 عضوا, 50 تختارهم دمشق و50 المعارضة, و50 الموفد الأممي, كما سيتم اختيار 15 عضوا من هذه اللوائح الثلاث لصياغة الدستور الجديد.وفي بيان مشترك, عقب انتهاء اجتماع جنيف, أكد الوزراء الثلاثة أن "عمل اللجنة الدستورية يجب أن يقوم على التسوية والتعهد البناء للحصول على أكبر دعم ممكن من الشعب السوري".كما جددوا "التزامهم القوي بسيادة الجمهورية العربية السورية واستقلالها ووحدتها وسلامتها الترابية", مشددين على "ضرورة احترام هذه المبادئ من قبل كافة الأطراف". @@ جهود لتهيئة الظروف السياسية للحفاظ على "سوريا دولة موحدة" وفي سياق متصل, تواصل روسيا جهودها لتهيئة الظروف السياسية للحفاظ على "سوريا دولة موحدة", حيث أكد وزير الدفاع الروسي, سيرغي شويغو, أن المفاوضات بصيغة (أستانا) قدمت أقوى زخم إلى الحوار السياسي في البلاد, بالإضافة إلى مؤتمر (الحوار الوطني السوري) الذي عقد في سوتشي أوائل العام الجاري وأسفر عن إطلاق عملية تشكيل اللجنة الدستورية السورية.وأشار شويغو, خلال اجتماع موسع خاص بتقييم نتائج العام المنتهي, بحضور الرئيس فلاديمير بوتين, إلى استكمال انسحاب الجزء الأساسي من القوات الروسية المشاركة في عملية محاربة الإرهاب في سوريا بعد تحرير 96% من أراضي البلاد من التنظيمات الإرهابية.يأتي هذا موازاة مع استمرار الجيش السوري, في عملياته لاستعادة ما تبقى من الأراضي السورية التي يسيطر عليها المسلحون والإرهابيون, وسط إصرار دمشق على طرد الإرهابيين والقوات الأجنبية من أراضيها.كما يتزامن مع عودة مئات العائلات السورية من مخيمات اللجوء والنزوح إلى مناطقها التي حررها الجيش العربي السوري, في مظهر لعودة الحياة من جديد إليها.وتحاول سوريا بالتنسيق مع حلفائها الخروج من أزمتها التي اندلعت عام 2011, والتي أسفرت عن وقوع 360 ألف قتيل وعشرات الألاف من الجرحى إلى جانب تشريد الملايين , كما تسببت في أضرار مادية معتبرة, بالتركيز على تطهير أراضيها من الارهابيين والتواجد الاجنبي واستكمال سيادتها على كامل ترابها.