أولياء التلاميذ ينددون بخروج أبنائهم إلى الشارع جمعية العلماء ترفض الزج بالتلاميذ في المسيرات خرج عدد كبير من تلاميذ المؤسسات التعليمية، لليوم الثاني على التوالي، في عدة ولايات إلى الشارع، رافعين شعارات سياسية، تزامنا مع الحراك الشعبي الذي تعرفه الجزائر من اجل التغيير والإصلاحات السياسية والاقتصادية، في الوقت الذي دعت وزيرة التربية الوطنية، نورية بن غبريط، الأولياء إلى اخذ الحيطة والحذر، معتبرة أن خروج التلاميذ إلى الشارع امر خطير. شهدت معظم شوارع العاصمة، أمس، خروج تلاميذ بعض الثانويات في الدار البيضاء والرويبة والشراڤة ودالي إبراهيم وعين النعجة، وهو الحال نفسه لعدد كبير من الإكماليات، في حين عرفت الولايات المجاورة كالبليدة وتيبازة خروجا جماعيا للتلاميذ للشارع ومقاطعتهم للدروس. وفي ولاية المسيلة أيضا، توجه مئات التلاميذ إلى مقر الولاية رافعين شعارات سياسية مناهضة للسلطة، مطالبين بالتغيير والإصلاحات. وفي ولاية وهران، سار آلاف التلاميذ في الطريق السريع باتجاه وسط المدنية مرددين شعارات سياسية، وهو الحال نفسه في معظم ولايات غرب الوطن كالبيض والنعامة وتلمسان، فيما خرج تلاميذ المؤسسات التربوية أيضا في كل من ولايات عنابة وسوق أهراس وسكيكدة وتبسة في مسيرات كبرى، ورفعوا شعارات سياسية ورددوا صيحات ضد الجهات المسؤولة. جمعية أولياء التلاميذ ضد الإستغلال السياسي للتلاميذ وفي السياق، دعا عز الدين زروق، عضو المكتب الوطني للجمعية أولياء التلاميذ، إلى إبعاد المدرسة عن الاستغلال السياسي وترك التلاميذ يدرسون في ظروف عادية. وقال عز الدين زروق، في تعليقه على خروج تلاميذ بعض المؤسسات التربوية في مسيرات سلمية، أنه أمر خطير، مشيرا إلى أن التلميذ مكانه الطبيعي في المدرسة ويجب عدم التشويش عليه. وأبدى المتحدث موافقته لتصريح الوزيرة نورية بن غبريط، التي قالت إن إخراج التلاميذ للشارع هو أمر جد خطير، مشددا على ضرورة إبعادهم عن هذا الحراك لأنّه قد تحدث أمور يصعب التحكم فيها وتكون عواقبها وخيمة. كما دعا المتحدث، الطاقم الإداري ومدراء المؤسسات التربوية، لتوعية ومنع التلاميذ من المشاركة في مثل هذه المسيرات التي قد تؤدي بنتائج وخيمة على مستقبلهم الدراسي. وتطرق عضو جمعية أولياء التلاميذ للإضراب الذي دعا إليه التكتل النقابي يوم غد الأربعاء، وقال إنه يجب التعقل خاصة أننا في فترة حساسة تزامنا مع فترة الامتحانات. بدوره، شدد رئيس جمعية أولياء التلاميذ، أحمد خالد، في تصريح إعلامي، على رفض الجمعية للأحداث التي تجري داخل وخارج المؤسسات التربوية، وقال إن الأولياء ملزمون بالتحكم في أبنائهم في هذا السن وعدم إقحامهم في صراعات سياسية. بن غبريط تتبرأ وكانت وزيرة التربية الوطنية، نورية بن غبريط، قد تبرأت من مظاهر خروج التلاميذ للشوارع في عدة ولايات، واصفة إياه بالأمر الخطير، مشيرة في منشور لها بصفحتها الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي فايسبوك ، إلى أن الواجب الأخلاقي والالتزام وكذا المسؤولية يلزم على الجميع حماية المدرسة والتلاميذ. وأشارت بن غبريط، إلى أن المدرسة كونها مجانية وإجبارية، فهي إذا مدرسة الشعب، وجب المحافظة عليها من كل عمل مقصود أو غير مقصود يهدف إلى تسييسها المفرط واستغلالها، داعية الأولياء، الأساتذة، التلاميذ والمؤطرين للعمل على كلمة واحدة حتى تكون المدرسة الجزائرية فوق كل اعتبار. حماية المدرسة مسؤولية الجميع وأكدت من جهتها مسؤولة من وزارة التربية الوطنية، امس، بالجزائر العاصمة، أن حماية المدرسة من مختلف التيارات السياسية والإيدلوجية هو مسؤولية الجميع، داعية إلى اليقظة نظرا للأجواء الحساسة السائدة في المجتمع الجزائري. وقالت المديرة المركزية للتقييم والاستشراف بوزارة التربية الوطنية، سامية مزايب، التي نزلت ضيفة على برنامج ضيف الثالثة للإذاعة: يجب حماية المدرسة من مختلف التيارات السياسية والإيديولوجية وهذه المسؤولية الأخلاقية لا تقع فقط على عاتق مدراء المؤسسات التربوية، وإنما على المجتمع بأكمله وخاصة الأسرة . وفي تعليق لها على خروج تلاميذ المتوسطات والثانويات يوم أمس الاول إلى الشارع من اجل التظاهر في سياق المسيرات الشعبية، وصفت مزايب الأمر بالخطير لان هؤلاء التلاميذ قصر ويجب تأطيرهم. وأكدت في ذات السياق، أن المدارس مفتوحة وأن التلاميذ يجب أن يكونوا داخل المؤسسات، مشيرة إلى الوضع المثير للبلبلة مما يفرض التحلي باليقظة لحماية المدرسة. وبذات المناسبة، كذبت المديرة المركزية للتقييم والاستشراف بوزارة التربية الوطنية الإشاعات التي مفادها تأجيل امتحانات آخر السنة، مؤكدة أنها ستجري في التواريخ المحددة لها والتي أعلنت عنها وزارة التربية الوطنية. من جانبها، قالت فتيحة باشا، عضو بالمكتب الوطني لجمعية أولياء التلاميذ، بأنه من غير المقبول وتحت أي ظرف أن يقحم الأطفال في الأمور السياسية للبلاد، ليتركوا مقاعد الدراسة ويجوبون الشوارع دون حسيب أو رقيب. وقالت باشا بأن جمعية اولياء التلاميذ قدمت نداء للأولياء بصفتهم المسؤولين الأوائل، في توعية ابنائهم وتربيتهم، وبدرجة ثانية المؤسسات التربوية لأنه لايوجد اية تعليمة أو اشعار في الدخول في اضراب أو شل المؤسسات التربوية أو اخراج لتلاميذ من المدارس. أما وزيرة التربية الوطنية، نورية بن غبريط، فقد نشرت يوم الأحد على صفحتها في الفايسبوك أن خروج تلاميذ الثانويات والمتوسطات على مستوى العاصمة والعديد من الولايات الى الشارع أمر خطير. وقالت بن غبريط في هذا الشأن: إننا مطالبون جميعا من باب الواجب الأخلاقي والالتزام والمسؤولية بحماية مدرستنا ومن ثمة حماية تلاميذنا وأطفالنا . وأضافت تقول بأن المدرسة المجانية والإجبارية ستظل مدرسة الشعب، فلنحميها جميعا من كل عمل مقصود أو غير مقصود يهدف تسييسها أو واستغلالها. وفي الأخير، وجهت الوزيرة نداء للأولياء والأساتذة والتلاميذ وكافة المؤطرين ليكون الشعار الوحيد هو جعل المدرسة الجزائرية فوق كل اعتبار. جميعة العلماء المسلمين: التلاميذ تم استغلالهم وفي ذات الإطار، علقت جمعية العلماء المسلمين الجزائريين على خروج التلاميذ للتظاهر في الخارج، مذكرة في ظل هذه الظروف والملابسات الدقيقة أن خروج التلاميذ إلى الشارع أمر غير مقبول، ولا ينبغي التساهل فيه، مشيرة إلى انه من واجب الأولياء (آباء وأمهات) والأقارب، وأيضا من واجب المربين والمدرّسين، كما هو من واجب الإعلاميين والنشطاء الصادقين الاهتمام بهذا الشأن وتوعية الأبناء والبنات بخصوص هذا الأمر، ودفعهم إلى عدم الانجرار وراء الدعوات (من أي طرف جاءت) التي تطلب منهم الخروج في مسيرات، قد تستغلّ في تحريف الأمور عن مسارها وتشويه وجه الاحتجاج الحضاري السلمي الراقي للشعب الجزائري، بمختلف أطيافه، مشددة على ضرورة الاهتمام بهذا الأمر، وإبعاد التلاميذ والتلميذات عن الشارع وتجنيبهم كل استغلال لهم. وفي الوقت الذي استنكرت جمعية العلماء خروج التلاميذ إلى الشارع، عبرت من جهة أخرى عن رفضها للعصيان المدني الذي تدعو إليه جهات خفية لما له من أثار غير محمودة على الحراك الشعبي ومغامرة غير محسوبة العواقب بالنظر لأثاره السيئة، داعية الشعب للاستمرار في الحراك السلمي الحضاري، فيما دعت السلطة القائمة إلى تحمل مسؤوليتها في هذا الجو المشحون بإعلان إجراءات فورية قد تكون كفيلة بتهدئة الشارع. وفاة تلميذ خلال مسيرة بولاية ميلة من جهة أخرى، لقي أمس تلميذ يبلغ من العمر 14 سنة، حتفه بصعقة كهربائية، أثناء محاولته تعليق العلم الجزائري فوق العمود الكهربائي، الحادثة وقعت صباح أمس ببلدية عين الملوك، ويتعلق الأمر بالتلميذ ب. ياسين البالغ من العمر 14 عاما، حيث توفي متفحما بعمود كهربائي. وكان التلميذ قد خرج من المؤسسة التربوية التي يدرس فيها، برفقة زملائه، في مسيرة قبل أن يتسلق العمود أين أصيب بصعقة كهربائية قوية أردته متفحما.