* email * facebook * twitter * google+ عرفت العديد من المدن الجزائرية الكبرى احتجاجات للطلبة الذين عبروا عن رفضهم للقرار المفاجئ الذي اتخذته وزارة التعليم العالي والبحث العلمي بتقديم العطلة الربيعية وتمديدها، معبرين عن مساندتهم للحراك الذي يعيشه الشارع الجزائري، في وقت شهدت فيه العديد من المدن غلق محلات وشل الحركة التجارية وإضراب عن العمل في بعض المؤسسات العمومية، تعبيرا عن انضمامهم للحراك الشعبي. وتواصل حراك الشارع الجزائري أمس، حيث خرج الآلاف من طلبة الجامعات وتجمهروا أمام مداخل الجامعات خاصة بولايات الجزائر، قسنطينة، سطيف، برج بوعريريج، وبجاية، مواصلين سلسلة التظاهر احتجاجا منهم لما وصفوه ب«القرار المفاجئ" لوزارة التعليم العالي والبحث العلمي والقاضي بتقديم العطلة الربيعية للجامعات. والتحق العديد من الطلبة أمس بالجامعات للدراسة رفضا لهذا القرار، مطالبين بإلغاء قرار تمديد العطلة والعمل بالتاريخ المعلن عنه سابقا. كما انضم لهذا الحراك الشعبي، أمس، بعدة مدن بما فيها الجزائر العاصمة تلاميذ الثانويات وحتى المتوسطات، حيث تظاهروا أمام الثانويات وبساحة البريد المركزي، وشارع ديدوش مراد وساحة أودان، وشارع حسيبة بن بوعلي في مسيرة سلمية حاملين فيها الراية الوطنية. وعلقت وزيرة التربية الوطنية، نورية بن غبريط، على التحاق تلاميذ الثانويات والمتوسطات بالمظاهرات أمس على صفحتها في الفايسبوك، حيث وصفت خروجهم للشارع ب«الأمر الخطير". وقالت "علينا جميعا الواجب الأخلاقي والالتزام المؤسساتي وكذا المسؤولية التاريخية لحماية مدرستنا وتلاميذنا وأطفالنا"، مضيفة أن "المدرسة كونها مجانية وإجبارية، فهي مدرسة الشعب يجب المحافظة عليها من كل عمل مقصود أو غير مقصود يهدف إلى تسييسها المفرط واستغلالها". ودعت الوزيرة أولياء التلاميذ والأساتذة والتلاميذ والمؤطرين، إلى السهر، حتى تكون المدرسة الجزائرية فوق كل اعتبار. وعاش الشارع الجزائري، أمس، حركة غير عادية، حيث لوحظ في العديد من المدن إضراب عام عن العمل حتى ولو كانت نسبة الاستجابة ضئيلة بعد نداءات التوعية التي أطلقها المواطنون عبر مواقع التواصل الاجتماعي، نهوا من خلالها عن انتهاج ما يسمى بالعصيان المدني كوسيلة للتعبير عن الانضمام لحراك الشارع، باعتبار أن هذا العصيان يضر المواطن أكثر مما يخدمه ولا يأتي بنتيجة. والمتجول في مختلف مدن الوطن، بما فيها العاصمة لاحظ أمس غلق العديد من المحلات والمراكز التجارية أمام المواطن، فيما استغل بعض التجار الذين ألفوا الربح السريع الفرصة لرفع أسعار منتوجاتهم مستغلين غلق المحلات الأخرى وقلة العرض. غير أن هذه الصورة لا تنطبق على كل التجار، حيث أعطى بعضهم درسا قويا في التضامن والأخوة مثل بعض تجار ولاية بجاية الذين لم يستجيبوا لهذا النداء وفتحوا محلاتهم أمام المواطنين مع إقرار تخفيضات وصلت إلى 25 بالمائة على العديد من المواد الغذائية في نموذج فريد أرادوا من خلاله التعبير بطريقتهم الخاصة عن مساندتهم للحراك الشعبي. وعرفت بعض الطرق تنظيم وجبات إفطار مجانية لعابري الطريق، الذين لا يجدون محلات مفتوحة لاقتناء شيء يتناولونه، في الوقت الذي قام به بعض الخبازين بتخصيص سلات من الخبز أمام بعض المحلات المغلوقة التي وضعوا أمامها لافتات كتب عليها "الخبز مجاني". والتحق بهذا الحراك والإضراب عمال بعض المؤسسات العمومية الكبرى كسونلغاز وسوناطراك خاصة بالمناطق الصناعية كتلك المتواجدة بالرويبة، وبعض المواني مثل ميناء جن جن وبجاية، وميناء سكيكدة مع تسجيل تذبذب في النقل العمومي بعدة وجهات. في حين تساءل مصطفى زبدي رئيس منظمة حماية المستهلك عن مصدر النداءات التي تدعو إلى غلق المحلات التجارية، الأمر الذي يلحقق الضرر بالمواطن ويخدم مصلحة المضاربين الذي استغلوا مثل هذه الفرص للكسب غير المشروع .مضيفا أن هذا الإضراب يسيئ للحراك الشعبي. وبالرغم من شن التجار للإضراب، إلا أن العديد منهم قرر فتح محلاتهم لساعات محدودة في اليوم في نهاية الفترة المسائية ابتداء من الساعة الخامسة مساء لتمكين المواطن من التزود بالمواد والسلع الضرورية، على أن يستأنفوا إضرابهم في النهار كما أكدوه. وكانت الجمعية الوطنية للتجار والحرفيين قد دعت التجار إلى ممارسة نشاطهم بشكل عادي وفتح محلاتهم لضمان تموين المواطنين بالسلع والمواد الأساسية وعدم تكريس الاحتكار والمضاربة وبالتالي ارتفاع الأسعار نتيجة قلة العرض وزيادة الطلب.