إحتجاجات في الشارع مطالبة بالتغيير الجذري أثبت البرلمان بغرفتيه، أمس، شغور منصب رئاسة الجمهورية، وفتح المجال أمام رئيس مجلس الأمة، عبد القادر بن صالح، لتولي رئاسة البلاد مؤقتا، خلفا لعبد العزيز بوتفليقة، وسط تباين في ردود الفعل الشعبية والسياسية بين مؤيد ومعارض لتعيينه. وسيتولى بن صالح رئاسة البلاد مؤقتا لمدة أقصاها 90 يوما، يشرف خلالها على التحضير لانتخابات رئاسية لاختيار رئيس جديد للبلاد. وشهدت الجلسة، التي حضرها أعضاء المجلس الشعبي الوطني ومجلس الأمة، عرض بيان شغور منصب رئيس الجمهورية من طرف المجلس الدستوري. ولم تعرف الجلسة عرض بيان المجلس الدستوري للتصويت أو فتح المجال للنقاش أمام النواب الحاضرين، وذلك تطبيقا للقانون الذي يحكم هذه الحالات. واختار عدد من الأحزاب مقاطعة جلسة البرلمان بغرفتيه، في حين اختار نواب كتلة الأحرار ونائب عن الافلان الانسحاب بعد انطلاق الجلسة. وقاطع اجتماع البرلمان بغرفتيه نواب عدد من الأحزاب السياسية وهي حركة مجتمع السلم، والتجمع من أجل الثقافة والديمقراطية، وكذا حزب جبهة العدالة والتنمية، وجاء هذا الاجتماع أيضا في ظرف يتميز باستقالة برلمانيي تشكيلات سياسية أخرى على غرار جبهة القوى الاشتراكية وحزب العمال، في خطوة متخذة في ظل الحراك الشعبي الذي كان قد انطلق في 22 فيفري المنصرم، للمطالبة بالتغيير الجذري. الطبقة السياسية.. بين مؤيد ومعارض وغداة الإعلان رسميا عن تولي عبد القادر بن صالح رئاسة البلاد مؤقتا، انقسمت الطبقة السياسية في الجزائر بين مؤيد معارض لتعيينه. وفي السياق، قال عمار غول رئيس حزب تجمع أمل الجزائر، أن تعيين عبد القادر بن صالح كان في اطار استكمال تطبيق نصوص الدستور، مرحبا بتعيين بن صالح رئيسا للدولة. بدوره، اعتبر السيناتور عن حزب جبهة التحرير الوطني، عبد الوهاب بن زعيم، أنه لابد من الالتزام بالحل الدستوري، المتمثل في تنصيب بن صالح رئيسا مؤقتا. وفي الجهة المقابلة، قال الرئيس الأسبق لحركة مجتمع السلم إن بقاء بن صالح على رأس مجلس الأمة، ليتولي رئاسة الدولة لمدة 90 يوما بداية من الثلاثاء 9 أفريل، رغم الرفض الشعبي، يعد صدمة للشعب الجزائري الرافض لبقاء النظام السياسي التابع للرئيس السابق عبد العزيز بوتفليقة بعد تقديم هذا الأخير لاستقالته. كما أوصت الكتلة البرلمانية لجبهة القوى الاشتراكية بالمجلس الشعبي الوطني بحل سياسي وتوافقي للأزمة التي يعيشها البلد، والذي من شأنه أن يفضي إلى انتقال ديمقراطي حقيقي. وأفاد بيان للكتلة البرلمانية لجبهة القوى الاشتراكية نشر أمس ، أن الجزائريات والجزائريين يطالبون بتغيير النظام عن طريق حل سياسي وتوافقي من شأنه أن يفضي لانتقال ديمقراطي حقيقي. و أعربت الجبهة عن قناعتها أنه وحده الانتقال الديمقراطي عقب مسار تأسيسي وانتخاب جمعية تأسيسية، سيسمح للجزائريين والجزائريات بممارسة سيادتهم. ومن جانبه، اعتبر علي بن فليس رئيس طلائع الحريات، أن التنفيذ الكامل للمادة 102 وتجاهل المادتين 7 و8 من الدستور يشيران بوضوح إلى أن التغيير الذي حدث يهدف إلى إدامة بقايا نظام سياسي كان الشعب قد شجبه وأدانه بقوة، معتبرا الخطوة هذه لا تقرب الجزائر من حل للأزمة، ومحذرا من أن تأخذ أبعادا خطيرة. كما ترى حركة البناء الوطني، أن السلطة تتعنت أمام مطالب الشعب وتنتهج سياسة الهروب إلى الأمام، من خلال إعادة وفرض سياسة الأمر الواقع على الجميع بتنصيب أشخاص رفضهم الحراك. وفي هذا السياق، جددت الحركة دعوتها إلى إيجاد حل سياسي يستوعب المتاح الدستوري ويستجيب لمطالب الشعب المستمرة عبر حراكه الرافض لاستنساخ النظام، كما دعت إلى حوار سياسي فوري لتحقيق مطالب الشعب والاستجابة لها من أجل بناء الجزائر الجديدة. كما أكدت الهيئة ذاتها في بيانها عقب الإعلان عن تولي عبد القادر بن صالح لمنصب رئيس للدولة، على ضرورة استمرار الحراك من أجل حماية خيار الشعب الجزائري، الذي لا تحققه السلطة الحالية، من أجل تأمين مستقبل البلاد أمام الأخطار المحدقة، وإزالة الألغام التي تركتها مرحلة العصابة. مطالب بالتغيير الجذري وموازاة مع الجلسة، انطلقت احتجاجات في عدة مدن للمطالبة برحيل كل رموز النظام الحالي. وبدأ طلبة مسيرات في مناطق مختلفة، وذلك بعد عودتهم لمقاعد الدراسة بعد إجازة استمرت لأكثر من شهر بقرار من وزير التعليم العالي السابق، عبد القادر حجار. ونظم مئات الطلبة أمس بساحة البريد المركزي بالجزائر العاصمة وقفة احتجاجية سلمية دعما للمسيرات السلمية التي تشهدها البلاد منذ 22 فيفري الماضي للمطالبة بتغيير النظام. وقد رفع الطلبة الذين قدموا من مختلف كليات جامعة الجزائر، شعارات تدعو الى تغيير جذري للنظام و احترام الدستور ، رافعين لافتات تشير الى المادتين 7 و8 من الدستور وتدعو الى احداث القطيعة مع النظام الحالي وتغيير الوجوه القديمة و استبعاد مسؤولين في الدولة . كما تم التركيز أيضا على أهمية الحفاظ على سلمية المسيرات من قبل الطلبة الذين رددوا شعارات من بينها طلبة واعون.. للتغيير مطالبون ، جزائر حرة ديمقراطية و الطلبة أحرار لبناء دولة القرار . وقد جرت هذه الوقفة الاحتجاجية وسط تعزيزات أمنية مكثفة لتفادي وقوع انزلاقات.