برج بوعريريج.. عاصمة الحراك توالت اسابيع الحراك الشعبي، ليبلغ أسبوعه ال11 على التوالي منذ 22 فيفري الفارط، حيث خرج ملايين الجزائريين إلى الشوارع، لقول كلمتهم والرد على تطورات المتسارعة، فقد تجددت المسيرات السلمية بمختلف ولايات الوطن للمطالبة بإيجاد حل للأزمة السياسية ورحيل رموز النظام، خاصة المتورطين منهم في قضايا فساد. وخرج الآلاف من المتظاهرين في مسيرات سلمية عبر مدن شرق البلاد، مجددين مطالب التغيير الجذري للنظام و رحيل جميع رموزه ، ميزها تضاؤل عدد المشاركين مقارنة بالجمعات الماضية، حيث لم يتراجع الجزائريون عن حراكهم رغم إلغاء الخامسة، واستقالة بوتفليقة، والزج بأشهر رجال الأعمال في السجن. وتحولت برج بوعريريج إلى عاصمة للحراك الشعبي، يقصدها الجزائريون من ولايات أخرى، بعد التميز الذي تصنعه في كل جمعة، بالمشاركة القوية والتنظيم المحكم للمسيرة ثم للتجمع الضخم أمام ما بات يعرف ب قصر الشعب ، حيث نظم هذه الجمعة مأدبة غداء جماعية للمتظاهرين الذين أتوا من ولايات أخرى، للمشاركة في مسيرة الجمعة الحادية عشر، حيث تم وضع الطاولات بالقرب من قصر الشعب ، وهو مبنى متعدد الطوابق غير مكتمل، يحتله مئات المتظاهرين أثناء كل مسيرة، ويتم فيه تعليق تيفو ضخم في كل أسبوع. وقال أحد المنظمين: كل هذا ليس من عمل الجمعيات أو المنظمات، ولكنه جهد شعبي محض ، كما يؤكد أن الأطباق تقليدية قامت بها عشرات العائلات من أجل ضمان وجبة الإفطار للمسافرين القادمين للولاية للمشاركة في المظاهرة. أما بالعاصمة، خرج المتظاهرون مجددا في مسيرات شعبية، سلمية للجمعة ال11 على التوالي بالجزائر العاصمة، مطالبين بضرورة احداث تغيير جذري وإرساء نظام ديمقراطي حقيقي. وقد أظهر المتظاهرون خلال هذه الجمعة، التي تأتي شهرا بعد استقالة الرئيس بوتفليقة في 2 أفريل الماضي، تمسكا بذات المطالب، لاسيما التغيير الجذري، رحيل جميع رموز النظام، محاسبة المتورطين في قضايا الفساد، الى جانب مطالب أخرى تنادي بالديمقراطية وبحرية الصحافة تزامنا مع اليوم العالمي لحرية التعبير المصادف للثالث ماي. ومن بين الشعارات التي تم رفعها خلال هذه المسيرة التي جابت أهم شوارع وساحات العاصمة لاسيما البريد المركزي، ساحة موريس أودان، شارع حسيبة بن بوعلي وساحة أول ماي وغيرها رحيل كل رموز النظام ، عدالة مستقلة ، عدالة اجتماعية ، الشعب يريد حكومة كفاءات ، الى جانب شعارات ولافتات لم تغب عن المشهد منذ انطلاق الحراك الشعبي في ال22 فيفري الماضي، أهمها الجيش والشعب.. خاوة خاوة و سلمية سلمية . وتفاعلا مع ما يجري على مستوى الساحة السياسية، رفع المتظاهرون خلال هذه الجمعة الاخيرة، قبل حلول شهر رمضان المبارك، لاسيما على مستوى ساحة أول ماي، لافتات تطالب ب إلغاء انتخابات الرابع جويلية المقبل وبضرورة وضع مجلس تأسيسي يرسم معالم الجزائر الجديدة. كما جاءت هذه المسيرات متزامنة مع ما تشهده الساحة الوطنية من محاكمات لرجال أعمال ومسؤولين متهمين في قضايا فساد وتبديد المال العام واستغلال النفوذ. من جهة أخرى وبالرغم من النقص المسجل في عدد المشاركين، فإن المظاهر الاحتفالية لم تغب عن المسيرات الشعبية، لاسيما ترديد الاغاني والاناشيد الوطنية ورفع صور شهداء ثورة أول نوفمبر وابطالها، ناهيك عن الحضور اللافت للأعلام الوطنية في كل مكان، تعبيرا من المتظاهرين عن افتخارهم بتاريخ البلاد وتمسكهم بالوحدة الوطنية.