شخصيات سياسية وإعلاميون تحت المجهر بعد الأسبوع التاريخي الذي عاشه الجزائريون على وقع اعتقالات بالجملة وتصريحات نارية وقرارات غير مسبوقة، يتطلع الكل لمعرفة ما ستسفر عنه الأيام التي تلي الجمعة الثانية عشر من الحراك الشعبي، خصوصا في ظل الأنباء المتواترة حول موجة جديدة من التوقيفات التي ستمس مسؤولين بارزين ورجال أعمال وحتى مدراء جرائد وطنية، في إطار التحقيقات المتواصلة حول قضايا الفساد والتآمر على سلطة الجيش. وتؤكد العديد من المعطيات والتقارير المتطابقة، أن الأسبوع الجاري سيكون حافلا بالأحداث والقرارات الغير مسبوقة في تاريخ البلاد، وخصوصا على المستوى القضائي، حيث ينتظر ان يكون الجزائريون على موعد مع سلسلة جديدة من التوقيفات والاستدعاءات والقرارات التي ستمس بحسب العديد من المصادر شخصيات من العيار الثقيل، في إطار التحقيقات المتواصلة حول قضايا الفساد والتآمر على سلطة الجيش، والتي سبق وأطاحت برجال أعمال ومسؤولين وسياسيين وعسكريين سابقين. ومنذ أسابيع، باشرت السلطات القضائية المدنية والعسكرية تحقيقات في قضايا فساد وأخرى للتآمر على سلطة الجيش، وتم ايداع بعض المتهمين الحبس المؤقت على ذمة التحقيق. ومست التحقيقات شخصيات بارزة، منها شقيق بوتفليقة وقائدا المخابرات السابقان، الجنرال محمد مدين واللواء بشير طرطاڤ، ورئيس الوزراء السابق أحمد أويحيى، إضافة لوزراء ورجال أعمال. وتم خلال الاسبوع الماضي سجن السعيد بوتفليقة ومحمد مدين وعثمان طرطاڤ، وبالأحد الماضي أعلن التلفزيون الرسمي أن الوكيل العسكري للجمهورية لدى المحكمة العسكرية بالبليدة، أمر بسجن هؤلاء الثلاثة على خلفية تهم بالمساس بسلطة الجيش والمؤامرة ضد سلطة الدولة. فيما تؤكد العديد من المعطيات إن شخصيات أخرى ستستدعى لاحقًا للتحقيق، خصوصا وأن القضاء العسكري أكد أن المتابعة القضائية تبقى مفتوحة وستطال كل شخص يثبت التحقيق تورطه من أجل تهم المساس بسلطة الجيش والمؤامرة ضد سلطة الدولة. وبعدما استمعت لجنة قانونية مختصة في مجلس الأمة إلى أقوالهما مؤخرا، يرتقب خلال الاسبوع الحالي أن يتم تفعيل إجراءات رفع الحصانة البرلمانية عن عضوي مجلس الأمة سعيد بركات وجمال ولد عباس، تحسبا لمتابعات قضائية ستصدر في حق الوزيرين الاسبقين في قطاع التضامن الوطني للإشتباه في تورطهما في قضايا فساد. وفي سياق الأحداث المتسارعة، يعيش رئيس المجلس الشعبي الوطني، معاذ بوشارب، أكبر تهديد على عرشه بالغرفة السلفى للبرلمان، حيث تطورت الامور داخل مبنى زيغود يوسف بشكل متسارع إلى الإطاحة ببوشارب الذي قد يواجه السيناريو نفسه وبالاخراج نفسه مع سلفه السعيد بوحجة، فبوشارب الذي وصل إلى منصب الرجل الثالث في الدولة بعد موقعة الكادنة ، بدأت الرمال تتحرك من تحت أقدامه وتهدد بسحب البساط من تحته بالإخراج نفسه والطريقة التي عزل بها بوحجة، حيث يواجه بوشارب مصير العزل بعد قيام ثلاثة نواب لرئيس المجلس الشعبي الوطني وهم مراد حليس وعبد الرزاق ترباش ومحمد موساوجه، وثلاثة رؤساء لجان دائمة، ينتمون جميعهم لحزب التحرير الوطني بإصدار بيان الاربعاء يطالبون فيه معاذ بوشارب بالرحيل. وأكد الموقعون، أن هذا المسعى يندرج ضمن مطالب الحراك الشعبي التي تتناغم وتوجهات حزبنا من قيادة ومناضلين وخدمة لاستقرار المجلس وضمان سير أشغاله في مثل هذه الظروف التي تمر بها البلاد. بالمقابل، تشير مصادر متطابقة إلى توسع حملة الاعتقالات التي باشرت فيها المحكمة العسكرية، والتي ستطال هذه المرة مدراء جرائد ومسؤولي قنوات تلفزيونية وصحفيين، للتحقيق معهم في قضية الثلاثي المعتقل مؤخرا سعيد بوتفليقة، عثمان طرطاڤ والتوفيق.