السماح لكل مواطن باستيراد سيارة واحدة كل 5 سنوات كشفت الحكومة، أمس، عن الشروط الجديدة الخاصة باستيراد السيارات المستعملة، بعدما تم ترسيم القرار في انتظار المصادقة عليه من طرف مجلس الوزراء، هذا ومن المتوقع، حسب وزير التجارة، السعيد جلاب، أن يؤثر هذا القرار على أسعار السيارات التي تعرف ارتفاعا كبيرا حاليا وسيمثل وسيلة ضغط لخفضها. أعلن وزير التجارة، السعيد جلاب، أمس، رسميا السماح بإستيراد السيارات المستعملة، والتي ستتم عبر إجراءات سيتم عرضها على مجلس الوزراء للمصادقة خلال أسبوع إلى شهر، حيث لايزال الملف في إطار الدراسة بين وزارة التجارة والمالية. وقال الوزير، خلال حديثه لوسائل الإعلام أمس بقصر المعارض، على هامش اللقاء التقييمي للأسبوع الأول من رمضان، إن المواطنين الراغبين في إستيراد سيارات مستعملة لابد ان يتوفروا على حساب بالنقد الأجنبي لتمويل وارداتهم وللتمكن من تتبع مصادر تلك الأموال، في إطار الجهود لتقليص المعاملات النقدية خارج القطاع الرسمي. كما كشف جلاب، ان واحدا من الإجراءات التي هي في إطار الدراسة هو السماح للمواطنين بإستيراد سيارة مستعملة لمرة واحدة كل 5 سنوات. مضيفا أنه سيتم دراسة مسألة تطبيق الرسوم الجمركية على السيارات المستعملة التي يستوردها المواطنون بما يتماشى مع توفير سعر نهائي للسيارة يتماشى مع قدراتهم الشرائية. وأوضح الوزير، أن الحكومة ستبقي على خيار السماح بإستيراد السيارات التي لا يتجاوز عمرها ال3 سنوات كشرط أساسي في هذه العملية، وأضاف الوزير أن هذا القرار سيؤثر على أسعار السيارات التي تعرف إرتفاعا كبيرا حاليا وسيمثل وسيلة ضغط لخفض الأسعار على مستوى الأسواق. وقال السعيد جلاب، أن للملف أبعادا متعددة منها ما هو تقني وما هو إقتصادي، سيتم دراستها إجمالا بما يتوائم مع الشروط البيئية. و اتخذت الحكومة أمس الأول، كما هو معلوم، قرارات هامة تهدف إلى التقليص من الفاتورة السنوية لاستيراد قطع الغيار الموجهة لتركيب السيارات السياحية، وكذا المجموعات الموجهة لصناعة المنتجات الكهرومنزلية والالكترونية والهواتف النقالة. وفي نفس السياق، تم تكليف كل من وزير المالية ووزير التجارة بوضع تصور حول الآليات القانونية الكفيلة بالترخيص للمواطنين باستيراد السيارات المستعملة. ولقي إعلان الحكومة على فتح ملف استيراد السيارات المستعملة مجددا، بعد 14 سنة من المنع، ترحيبا كبيرا لدى المواطنين ومنظمات المستهلكين، التي وصفت القرار بمثابة الانتصار للشعب والقضاء على لوبيات السيارات ووضع حد لحرمان الجزائريين من امتلاك سيارات مستعملة بمعايير عالمية وأسعار معقولة. وفي السياق، رحب رئيس المنظمة الجزائرية للمستهلكين، مصطفة زبدي، بإجراءات عودة استيراد السيارات المستعملة، التي تعد، حسبه، بمثابة الانتصار لمطالب الشعب ووضح حد للوبيات الاستيراد التي صنعت الندرة واحتكرت السوق ورفعت الأسعار وحرمت المواطنين من حقهم في امتلاك سيارة محترمة وبأسعار معقولة.