تستقطب تظاهرة القعدة الرمضانية ، منذ بداية شهر رمضان الكريم، أعدادا كبيرة للعائلات بورڤلة التي تسترجع من خلال تلك السهرات الرمضانية أجواء تعود بهم إلى زمن الأجداد وذكريات الزمن الجميل، من خلال فقرات فنية وتراثية عديدة. ووجدت العائلات الورڤلية في هذه الفعاليات الرمضانية التي بادرت بها جمعية الداني دان للثقافة والتراث الورڤلي، في إطار إحياء سهرات رمضان المعظم، متنفسا وفضاء للسمر والترفيه بعد يوم من الصيام وتبادل المعلومات فيما يتعلق بموروث الأجداد، فضلا عن إرساء قيم التماسك الإجتماعي بين أفراد المجتمع. ويتطرق هذا البرنامج الثقافي والتراثي الرمضاني، الذي تحتضنه دار الثقافة مفدي زكرياء في كل ليلة، إلى حكايات قديمة مستوحاة من الثقافة والتراث الشعبي ومن عادات و تقاليد سكان المنطقة، وتقديم أمثال شعبية وألغاز وفواصل شعر وألعاب شعبية ومقاطع غنائية (دندنة)، بتنشيط من أعضاء هذه الجمعية المحلية. وتحاول عديد العائلات بالمنطقة التمسك بهذه العادة (القعدة الرمضانية) المتوارثة منذ القدم في منازلها بعد صلاة التراويح، من خلال التجمع على مائدة الشاي والحلويات أو على طبق المعجنات التقليدية المحضر بالتداول من طرف أفراد العائلة الكبيرة أو الجيران من خلال عادة الداير . وتعتبر الداير عادة قديمة يجتمع من خلالها أفراد العائلة أو الحي في بيت واحد تحضر فيه أصنافا متنوعة من الأطباق والحلويات، على غرار مشروب الشاي والمعجنات والتشيشية وغيرها من الأطباق التقليدية التي تتفنن المرأة الورڤلية في تحضيرها، في مشهد يشبه لحد بعيد وليمة جماعية. وأجمع عدد من الحاضرين الذين اعتادوا متابعة فقرات هذا الحدث الرمضاني، أن القعدة الرمضانية لا تزال المتنفس الوحيد للعائلات الورڤلية خلال شهر رمضان المبارك، مما يعطيه نكهته الخاصة غير أنها، حسب بعضهم، بدأت هذه العادة الإجتماعية تختفي بالمدن نتيجة عديد العوامل. وتعيش دار الثقافة مفدي زكرياء بورڤلة، منذ بداية شهر رمضان المبارك، أجواء من السمر الثقافي من خلال باقة من الأنشطة الثقافية والفنية المبرمجة في إطار إحياء السهرات الرمضانية بمبادرة من مديرية الثقافة بالولاية. ويشكل هذا الصرح الثقافي متنفسا حقيقيا لسكان المنطقة لما يوفره من أنشطة متنوعة تتناسب مع الشهر الفضيل، خاصة لفائدة العائلات والأطفال، وهي الأنشطة التي تستقطب جمهورا عريضا أغلبه من العائلات التي وجدت فيها الفضاء الوحيد المتاح للتسلية والترفيه، من خلال سهرات ثقافية مستوحاة من التراث المحلي للمنطقة إلى جانب عروض مسرحية وفكاهية . وتحظى المسابقة الرمضانية بين العائلات التي تنظمها جمعية المطربية للفنون المسرحية بورڤلة وتعرف تنافسا حادا بين العائلات الحاضرة بحثا عن فضاء ترفيهي ثقافي وفكري، إقبالا معتبرا من المشاركين لاسيما وأن الأسئلة المقترحة تتطرق غالبا إلى موضوعات ذات صلة بعادات وتقاليد سكان المنطقة. وتتضمن الأنشطة الرمضانية التي تحتضنها هذه المؤسسة الثقافية عروضا ترفيهية وفكاهية متنوعة وأخرى للمديح والإنشاد الديني ومسابقات في حفظ القرآن الكريم ومحاضرات دينية وغيرها، بمشاركة عديد الجمعيات الفنية والثقافية المحلية بالتنسيق مع مديريتي الثقافة والشؤون الدينية والأوقاف بالولاية.