رئيس الدولة سيستدعي الهيئة الإنتخابية من جديد أكد المجلس الدستوري، أمس، أنه يعود لرئيس الدولة، عبد القادر بن صالح، استدعاء الهيئة الانتخابية من جديد واستكمال المسار الانتخابي حتى انتخاب رئيس الجمهورية وأدائه اليمين الدستورية، وذلك بعد قرار استحالة إجراء رئاسيات يوم 4 جويلية المقبل وإعادة تنظيمها من جديد. وأوضح المجلس، في بيان أعقب اجتماعه أيام 26 و29 ماي و1 جوان وتقرر خلاله رفض ملفي الترشح المودعين لديه لانتخابات رئيس الجمهورية التي كانت مقررة يوم 4 جويلية المقبل، وكذا استحالة إجراء هذه الانتخابات وإعادة تنظيمها من جديد، أنه يعود لرئيس الدولة استدعاء الهيئة الانتخابية من جديد واستكمال المسار الانتخابي حتى انتخاب رئيس الجمهورية وأدائه اليمين الدستورية. وقال المجلس الدستوري، أنه استند في قراراته هاته على ديباجة الدستور التي نصت في فقرتها الثانية عشر على إن الدستور فوق الجميع، وهو القانون الأساسي الذي يضمن الحقوق والحريات الفردية والجماعية، ويحمي مبدأ حرية اختيار الشعب، ويضفي المشروعية على ممارسة السلطات، ويكرس التداول الديمقراطي عن طريق انتخابات حرة ونزيهة، كما استند على المواد 7، 8، 102 فقرة 6، 182 و193 من الدستور. وتنص المادة 7 من الدستور، على أن الشعب مصدر كل سلطة، السيادة الوطنية ملك للشعب وحده، وتؤكد المادة 8 على أن السلطة التأسيسية ملك للشعب، يمارس الشعب سيادته بواسطة المؤسسات الدستورية التي يختارها، يمارس الشعب هذه السيادة أيضا عن طريق الاستفتاء وبواسطة ممثليه المنتخبين، لرئيس الجمهورية أن يلتجئ إلى إرادة الشعب مباشرة. وتنص المادة 102 في فقرتها السادسة على أنه يتولى رئيس مجلس الأمة مهام رئيس الدولة لمدة أقصاها تسعون يوما، تنظم خلالها انتخابات رئاسية، ولا يحق لرئيس الدولة المعين بهذه الطريقة أن يترشح لرئاسة الجمهورية، فيما تتطرق المادة 182 إلى مهام المجلس الدستوري في السهر على صحة الانتخابات الرئاسية وتلزم المادة 193 السلطات العمومية على إحاطة الانتخابات بالشفافية والحياد. و على هذا الأساس، أكد المجلس الدستوري ضرورة تهيئة الظروف الملائمة لتنظيم الانتخابات الرئاسية وإحاطتها بالشفافية والحياد، لأجل الحفاظ على المؤسسات الدستورية التي تمكن من تحقيق تطلعات الشعب السيد، على اعتبار أن الدستور أقر أن المهمة الأساسية لمن يتولى وظيفة رئيس الدولة هي تنظيم انتخاب رئيس الجمهورية. وسيقوم المجلس الدستوري في هذه الحالة النادرة التي لم يتوقعها الدستور، بإخطار رئيس الدولة الذي يملك صلاحية تحديد تاريخ آخر لتنظيم الرئاسيات. ويدعو خبراء قانونيون إلى إيجاد حلول أخرى من الدستور واتخاذ إجراءات سياسية إضافية لتجاوز هذه المرحلة، مع مباشرة مشاورات لتفعيل المادتين 7 و8 وذلك تنفيذا للإرادة والسيادة الشعبيتين، على اعتبار ان الدستور يتضمن الأدوات المبنية على فكرة السيادة الشعبية. يذكر أن آجال ايداع التصريح بالترشح للانتخابات الرئاسية لدى المجلس الدستوري كانت قد انقضت منتصف ليلة السبت 25 ماي الماضي، ولم يتم إيداع سوى ملفين على مستوى المجلس ويتعلق الأمر بكل من عبد الحكيم حمادي وحميد طواهري.