يعيش سكان العديد من بلديات أم البواقي حالة استنفار كبيرة، بعد تزايد حالات الإصابة بلسعات غريبة لبعوض أطلقت عليه تسمية الناموس النمر، والتي أحدثت حالة هلع وقلق واسعان بعد تسجيل عدة إصابات خصوصا في صفوف الأطفال. تسببت بعوضة النمر في حالة ذعر واستنفار قصوى في أوساط سكان أم البواقي، بحيث أدخلت البعض المستشفيات خاصة فئة الأطفال منهم عبر بعض المناطق والبلديات، وذلك بعد إصابتهم بميكروب نتج عنه انتفاخ مكان اللسع مصحوبا بحمى وحكة شديدتين وحتى إسهال وتعب في بعض الأحيان نتيجة الحرارة المرتفعة هذه الأيام بالولاية، وقد وصف الأطباء الآخرين لقاحا هو عبارة عن حقنة مضادة للالتهاب، والتي من شأنها إزالة بعض الأعراض. ومن جهته، فقد أرجع الأطباء الأمر لوجود ذباب مسموم تكاثر بسبب الاستقرار في ارتفاع درجات الحرارة، خاصة خلال فصل الخريف ليبلغ ذروته مع انتشار الحرارة، وأرجعها آخرون لظهور نوع من البعوض يطلق عليه تسمية البعوض النمر بسبب أرجله المرقطة مثل جلد النمر، ويتكاثر هذا النوع من البعوض بسبب النفايات المنتشرة في كل مكان والمياه القذرة والراكدة المتجمعة في الحدائق وقبو العمارات والوديان والصرف الصحي والذي يعتبر بؤرة لتكاثر البعوض وانتشارهبشكل واسع. ومن جهته، نصح الأطباء المصابين بلسعات البعوض بتجنب الحكة في حال تعرضهم للسع، وذلك لتجنب إحداث ثغرات أو فتحات في الجلد قد تمر عبرها الجراثيم وتؤدي إلى تعفن المكان والتهابات واحمرار بالمنطقة المتضررة، أين أشار المختصون بأنه يتوجب غسل المنطقة بعناية بالكحول الجراحي أو الخل لتطهير المنطقة وإزالة آثار الحكة المفرطة التي من شانها مضاعفة الأعراض. وعقب هذه الأحداث، اجتمع والي ولاية أم البواقي بكل من رئيس دائرة وبلدية أم البواقي ومديري الموارد المائية والصحة والديوان الوطني للتطهير التعمير الهندسة المعمارية والبناء والمؤسسة الولائية للتحسين الحضري بخصوص نظافة المحيط وتطهير أقبية العمارات ومحاربة الأمراض المتنقلة عن طريق المياه، خاصة مع حلول فصل الصيف، وتبقى هذه البعوضة الخطيرة مصدر أرق وقلق بولاية أم البواقي. هذه هي طرق مكافحة أضرار الحشرات صيفاً وفي خضم هذا الواقع الذي يفرض نفسه بانتشار بعوض النمر وما تسبب به من حالات هلع وقلق في أوساط المواطنين، أوضح فتحي بن أشنهو، خبير في الصحة العمومية، في اتصال ل السياسي ، بأن البعوض النمر ليس بالظاهرة الجديدة فهو متواجد منذ القدم في الجزائر وغيرها من دول العالم وخاصة الدول الإفريقية بحكم المناخ والبيئة، بحيث يتبع هذا البعوض الحرارة والمناخ الدافئ ليعيش به، ويعود سبب انتشاره في الجزائر لتوفر كل المناخ الملائم له بدءا من الحرارة والتعفن بحيث يتبع هذا البعوض المياه القذرة والحرارة المرتفعة شأنه شأن البعوض الآخر، وأشار المتحدث بأنه يتوجب على المواطنين أن يقوموا بالوقاية قبل العلاج، أين يتوجب تطهير الأماكن خاصة بالنسبة لسكان العمارات بحيث يتجمع البعوض بالأقبية والصرف الصحي وانتشار القذارة، إذ يتبع البعوض كل ما هو قذر ويتوفر على المياه الملوثة والحرارة. وأضاف محدثنا، بأنه يتوجب على السلطات التحرك قبل حلول فصل الصيف ومحاربة بؤر البعوض وأماكن تكاثرها عن طريق تطهير المياه وتنظيف الأماكن، وأضاف المتحدث بأن السلطات لا تهتم لهذا الجانب وتتغاضى عليه وكل ما تفعله هو بخ المبيدات الحشرية والتي قد تكون أكثر خطورة وضررا على صحة المواطنين.