صادق مجلس الأمة، بالإجماع، على نص القانون المتعلق بالأنشطة النووية المدنية الذي يكرس توجه الجزائر نحو استغلال الطاقة النووية لأغراض سلمية كخيار استراتيجي يراعي البعد البيئي والانعكاسات على صحة الانسان. ويهدف مشروع القانون المتعلق بالأنشطة النووية المدنية، الذي صادق عليه المجلس الشعبي الوطني في مارس الماضي، إلى تحديد الإطار التشريعي والتنظيمي للأنشطة المتصلة بالبحث والاستخدام السلمي للطاقة النووية وإنتاجها، مع استحداث سلطة حكومية تتكفل بهذه المهمة. كما يرمي أيضا إلى تحديد جملة من الإجراءات والتدابير الهادفة إلى ضمان حماية صحة الإنسان والبيئة و المضايقات المحتملة لاستخدام الإشعاع المؤين. ولتجسيد هذه الحماية، حدد النص المبادئ الأساسية التي تنظم سير المنشآت النووية وكذا متطلبات الأمان و الأمن النووين والحماية من الإشعاع عن طريق تطبيق ضمانات عدم الانتشار النووي التي تتضمن جميع الإلتزمات الواردة في اتفاق ضمان عدم الانتشار الموقع مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية. وتسعى الجزائر لاستغلال الطاقة النووية، التي تعد طاقة نظيفة، في مجالات سلمية مثل انتاج الكهرباء والصحة والعلاج والفلاحة والموارد المائية. وكان عرقاب قد أكد خلال عرضه لنص القانون على المجلس، أن النص أعد بمشاركة عدد كبير من الدوائر الوزارية بما فيها وزارتي الصحة والبيئة. وقال: حرصنا خلال اعداد مشروع القانون على عدم اغفال أي جانب لاسيما ما يتعلق بالمسائل السيادية للدولة أو حماية البيئة والانسان . وبخصوص عملية التخلص من النفايات والاشعاعات النووية، أكد أن المحافظة الوطنية للطاقة الذرية (كومينا) متمكنة تماما في هذا المجال، كما أوضح أن تقارير الوكالة الدولية للطاقة الذرية جد ايجابية بخصوص قدرة الجزائر على التحكم في هذا المجال. وسيسمح استغلال الطاقات النووية بالجزائر بالتقليل من كميات الغاز الطبيعي الموجهة لانتاج الكهرباء واعادة توجيهها للاستهلاك المحلي وخاصة للتصدير، وهو ما سيوفر للدولة مصادر اضافية من العملة الصعبة. وتنتج الجزائر حاليا 140 مليار متر مكعب من الغاز الطبيعي تخصص 45 مليار م3 للاستهلاك المحلي منها 20 مليار م3 لإنتاج الكهرباء، الى جانب 40 مليار م3 لأنشطة سوناطراك فيما يخصص الباقي للتصدير. وتعتمد البلاد في انتاج الكهرباء، المقدر ب20.000 ميغاواط سنويا، بنسبة 99 بالمئة على الغاز الطبيعي. وعلق عرقاب على هذه المعطيات قائلا: الكميات المستهلكة محليا من الغاز كبيرة جدا، ولتحقيق أمننا الطاقوي علينا أن نحافظ على الغاز باللجوء الى استغلال الطاقة النووية في انتاج الكهرباء ولباقي الأغراض السلمية . وتسعى الجزائر الى انتاج 77 بالمئة من الكهرباء انطلاقا من الغاز والنفط و20 بالمئة انطلاقا من الطاقة الشمسية و6 بالمئة من الطاقة النووية، وهي المعدلات المعمول بها عالميا. ومن المبرمج أن يتم تدشين أول مركز للأنشطة النووية في الجزائر سنة 2040.