جددت جبهة البوليساريو التذكير بخطورة حالة الانسداد التي يشهدها مسار التسوية الأممي-الإفريقي، جراء العراقيل المتكررة من طرف النظام المغربي في غياب أي رادع من قبل مجلس الأمن، والفراغ الناجم عن استقالة المبعوث الشخصي السابق، هورست كوهلر، والتباطؤ في تعيين خلف له. وحذرت البوليساريو، التي اختتمت الاثنين دورة أمانتها العامة الحادية عشر، والتي ترأسها الرئيس الصحراوي ابراهيم غالي، من أن استمرار المغرب في نهب الثورات الطبيعية للصحراء الغربية وانتهاك حقوق الإنسان ومواصلة أعماله الاستفزازية في الكركارات وغيرها يهدد الأمن والاستقرار في المنطقة. وفي ظل هذه الظروف، تقول البوليساريو، ومع التمادي في عدم اتخاذ خطوات جادة نحو إيجاد حل عادل يضمن تحقيق طموح الشعب الصحراوي في تقرير المصير والاستقلال واستمرار النظام المغربي في سياسة التعنت والهروب إلى الأمام وسعيه لإشعال فتيل التوتر في المنطقة، فإن جبهة البوليساريو وإذ تؤكد على تعاونها الدائم وتعاطيها الإيجابي والبناء مع الأممالمتحدة، فإنها تتشبث بحقها في مواصلة الكفاح بكل الوسائل المشروعة من أجل استكمال السيادة على كامل التراب الصحراوي. الأمانة الوطنية لجبهة البوليساريو، وفي دورتها الحادية عشرة، حذرت من أن مضي أطراف دولية معروفة مثل فرنسا في حماية الأطروحة العدوانية التوسعية للمملكة المغربية، لن يسهم إلا في المزيد من التعنت لدولة الاحتلال ورفضها التعاطي الإيجابي مع قرارات الأممالمتحدة. وذكرت أيضا بالمناسبة، القوى السياسية الإسبانية وهي تتنافس في الانتخابات المقبلة لرسم سياسات مستقبل بلدها باستحضار المسؤوليات التاريخية والقانونية والأخلاقية للدولة الإسبانية تجاه الشعب الصحراوي وضرورة مساهمتها، باعتبارها القوة المديرة للإقليم، في استكمال مسار تصفية الاستعمار منه بتمكين شعبه من ممارسة حقه غير القابل للتصرف في تقرير مصيره واسترجاع سيادته. كما حيت البوليساريو المواقف المعبر عنها في الدورة 74 للجمعية العامة للأمم المتحدة من طرف العديد من الدول المطالبة بإلحاح بتمكين الشعب الصحراوي من ممارسة حقه غير القابل للتصرف في الحرية والاستقلال. أيضا استغلت فرصة انعقاد اجتماعها من اجل توجيه تحية للاتحاد الإفريقي على تمسكه بميثاقه التأسيسي ودفاعه المستميت عن وحدة القارة وحق شعوبها في الحرية والاستقلال، كما أشادت بمواقفه المبدئية والتزامه بالقوانين المنظمة لشراكات إفريقيا مع الدول والمنظمات القارية والدولية. كما وجهت تحية تقدير وعرفان إلى الحركة التضامنية وكل الأشقاء والأصدقاء في العالم على المواقف الداعمة لحق الشعب الصحراوي في تقرير مصيره. داخليا، سجلت الجبهة بكل اعتزاز المكاسب التي حققها الشعب الصحراوي بكفاحه البطولي وصموده على مختلف الجبهات، داخليا وخارجيا، مما انعكس في الحصائل المشجعة لإنجاز البرامج والاستحقاقات الوطنية. كما أشادت بجيش التحرير الشعبي الصحراوي وتصميمه على استكمال مهمة التحرير واسترجاع السيادة، فضلا عن تصديه للمخاطر الأمنية الناجمة عن إغراق قوة الاحتلال المغربية للمنطقة بالمخدرات وما يشكله ذلك من مصدر تمويل لعصابات الجريمة المنظمة والجماعات الإرهابية، وما يمثله من تهديد خطير لكل دول المنطقة. وفي ختام أشغالها، أهابت الأمانة الوطنية للبوليساريو بكافة الصحراويين أينما تواجدوا للمزيد من رص الصفوف والوحدة والالتحام، واليقظة والاستنفار والتعبئة لإنجاح كافة الاستحقاقات المقبلة وفي مقدمتها المؤتمر الخامس عشر للجبهة وجعل منه محطة نضالية وكفاحية أخرى في معركته من أجل الحرية والاستقلال، واستكمال سيادة الجمهورية الصحراوية.