دعا مشاركون في الملتقى الدولي السياسة العثمانية بين المجال البحري والصحراوي بالمنطقة المغاربية في العصر الحديث ، في ختام أشغاله بجامعة الأغواط، إلى الرفع من مستوى التعاون البحثي والعلمي بين الجزائروتركيا. وأجمع المتدخلون في توصيات هذا الحدث العلمي الهام على أهمية تطوير مجال التعاون العلمي والبحثي بين البلدين على غرار البحث التاريخي الخاص بالفترة العثمانية من أجل كتابة صحيحة لتاريخ هذه الفترة الهامة للبلدين. كما ثمنت توصيات هذا اللقاء الأكاديمي التعاون العلمي المثمر بين الجزائروتركيا والدعوة مستقبلا إلى تطويره وتدعيمه بما يخدم البلدين اللذين تربطهما علاقات تاريخية متينة، والتي سيتفتح آفاقا واعدة مستقبلا بينهما في مختلف المجالات. وفي هذا الصدد، أبرز مدير مخبر الموروث العثماني بجامعة الجزائر 2 أبو القاسم سعد الله، الأستاذ شكيب بن حفري، أهمية دراسة وتعلم اللغة التركية والتي تعد مفتاحا لفهم ودراسة تاريخ الجزائر والمنطقة المغاربية خلال الفترة العثمانية من خلال العودة إلى الكتابات والوثائق الأصلية التي تعود إلى تلك الفترة التاريخية الهامة. وأشار إلى أنّ البحث في هذا التاريخ المشترك بين الجزائر والدولة العثمانية حينها والذي امتد إلى ثلاثة قرون لا يمكن دراسته فقط من خلال المصادر الإسبانية والإيطالية والفرنسية التي تسوق، حسبه، إلى توجه مسموم الذي تركته المدرسة الكولونيالية الفرنسية حول الفترة العثمانية بالمنطقة. وأفاد بأن الدولة العثمانية خلفت آلاف الوثائق والسجلات والتي تعرف بسجلات البايلك وسجلات بيت المال والمحاكم الشرعية وغيرها من الوثائق الرسمية، والتي تتطلب كما أضاف الرجوع إليها لفهم فترة التواجد العثماني، وكذا تعلم اللغة التركية والبحث في المصادر الرسمية مما يفتح الآفاق للفهم الحقيقي للتواجد العثماني بالجزائر والمنطقة المغاربية. وذكر بن حفري، بأن البحث والتدقيق في المصادر الأصلية المتعلقة بالأرشيف العثماني سواء تلك المتوفرة بالأرشيف الوطني بالجزائر أو الوثائق الموجودة بتركيا التي تخص فترة التواجد العثماني بالجزائر، سيتم من خلالها تصحيح التاريخ العثماني بالجزائر والمنطقة عموما. وقد تمكن في هذا الصدد قسم اللغة التركية بجامعة الجزائر2، على سبيل المثال، منذ فتحه سنة 2013 وبالتنسيق مع المعهد التركي يونس أمري لتعليم اللغة التركية من تكوين 2.500 طالب في اللغة التركية، وهناك آفاق واعدة للتطوير تدريس اللغة التركية بالجزائر، وفقا لذات المصدر. وتم في ختام هذا الملتقى إبرام اتفاقية تعاون بين المديرية العامة للأرشيف الوطني ومركز البحث في العلوم الإسلامية والحضارة بالأغواط من أجل تفعيل حركة التعاون بين المركزين وتبادل الخبرات بين الجانبين والاستفادة مما يحتويه الأرشيف الوطني من وثائق تاريخية هامة في عدة مجالات والتي ستكون متاحة للفرق البحثية. كما يرتقب إبرام اتفاقيات تعاون علمي بين جامعات جزائرية ونظيرتها التركية للرفع من مستوى التبادل العلمي والبحثي بين الجانبين. وشهد الملتقى الدولي السياسة العثمانية بين المجال البحري والصحراوي بالمنطقة المغاربية في العصر الحديث (1518-1918) مشاركة أكثر من 120 متدخل من أستاذة جامعيين وباحثين من داخل وخارج الوطن تركيا وإسبانيا والمغرب وتونس وفرنسا. وبادرت بتنظيم هذا اللقاء (15-16 أكتوبر) المديرية العامة للأرشيف الوطني بالتنسيق مع المديرية العامة للبحث العلمي والتطوير التكنولوجي بوزارة التعليم العالي والبحث العلمي وجامعة الأغواط ومركز البحوث والدراسات الإسلامية لذات الولاية.