من المنتظر أن ينظم قسم العلوم الإنسانية، فرع التاريخ، بجامعة بسكرة، يومي 26 و 27 نوفمبر المقبل، الطابعة الثانية من الملتقى الدولي حول العلاقات الجزائرية التركية في ميزان التاريخ،السياسة، الثقافة، الاقتصاد، تحت شعار" الفهم الإيجابي للتاريخ أسباب التعاون و التفاهم". الملتقى و الذي يأتي تحت إشراف الدكتور عبد الحميد برقوق يهدف إلى تسليط الضوء على أهمية العلاقات التاريخية و الحضارية بين الجزائر و تركيا عبر عصور مختلفة باعتبار أن الفهم الإيجابي للتاريخ هو الذي يمكن من خلاله بناء أسس علاقة تعاون متينة مع الأتراك و في مختلف المستويات، و المساهمة في إعادة الأمور إلى طبيعتها بين البلدين و فقا لرؤية تتجاوب مع مصالح الشعبين، و منطق التاريخ المشترك، هذا إلى جانب إلقاء الضوء على جهود الدبلوماسية المشتركة للجزائر و تركيا في دعم القضايا الدولية و العربية على وجه الخصوص، كما يهدف الملتقى حسب المشرفين على تنظيمه إلى تعزيز علاقة التعاون العلمي و البحثي بين جامعة بسكرة و نظيرتها بتركيا، و ذلك من خلال تسهيل عملية استفادة الباحثين الجزائريين من الأرشيف العثماني-التركي الذي يعد من أغنى الأرشيفات في العالم، و السعي إلى استشرف التوجيهات الجديدة في التاريخ المغاربي، و العالم المتوسط في العهد العثماني. كما يكتسي هذا الملتقى أهميته بالنظر إلى أن العلاقة الجزائر مع الدولة العثمانية- التركية ، باعتبار أن الجزائر ظلت البلد الوحيد من بلدان العالم العربي الذي وقف إلى جانب الخلافات العثمانية ضد اعتداءات الأوروبيين عليها و كان أخرها عام 1927، و تزداد أهمية العلاقة الجزائرية العثمانية بالنظر إلى التقارب المذهبي و الديني الذي ميز الطرفين كونهما ينتميان إلى المذهب المالكي و الحنفي الذين عاشا جنبا إلى جنب مدة ثلاثة قرون في توافق و انسجام، و عليه سيتم خلال الملتقى البحث في كيفية إدراك هذه العلاقات المعقدة التي تشوبها أحيانا خلافات، لكن في معظم الوقت تسودها توافقات، و في هذا السياق سيتم البحث في الآليات التي تخلق هذه التوافقات و التناقضات، و كيف تطورت هذه العلاقات، و للإجابة على هذه الإشكالات و أخرى سيتطرق الملتقى إلى ثمانية محاور تخص الجانب التاريخي، السياسي، الاقتصادي، الثقافي، العمراني، السياحي، و الاستراتجي. للإشارة سيتضمن الملتقى إلى جانب المداخلات و المحاضرات التي سيقدمها أساتذة و باحثين من مختلف جامعات الوطن و باحثين دوليين، تنظيم ورشات علمية لفائدة الطلبة، و المشاركين، و تنظيم معارض، هذا إلى جانب إلى تنظيم رحلات استكشافية لبعض الأماكن الأثرية و التاريخية بالمنطقة.