دأب رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، منذ و صوله إلى سدة حكم البلاد، على انتهاج مبدأ الحوار مع ثلة من الشخصيات السياسية الوطنية ورؤساء أحزاب، في إطار مشاورات ثنائية، وهذا لاستعراض الوضع العام في البلاد والوضع الاقتصادي وآفاق العمل الجاد والتوجه نحو إرساء معالم الجمهورية الجديدة. وعرفت أروقة مقر رئاسة الجمهورية، مؤخرا، حركية كبيرة جسدها استقبال تبون لمجموعة من الشخصيات الوطنية، حيث كانت البداية مع رئيس الحكومة الأسبق، أحمد بن بيتور، في لقاء تشاوري بين الطرفين، أين سمح لهما باستعراض مختلف جوانب الأوضاع العامة بالبلاد وكذا أفاق العمل من اجل تجنيد الكفاءات الوطنية وتسخير الإرادة الوطنية كممن اجل تجاوز الأزمة وبناء الدولة الجديدة. كما كان لقاء رئيس الجمهورية مع بن بيتور، فرصة للتشاور حول كيفية تسيير المرحلة المقبلة، والتي تتطلب توسيع قاعدة الاستشارة والمشاركة، على أمل أن يتجسد طموح غالبية الجزائريين في تشكيل حكومة في مستوى الآمال المعقودة عليها. وتواصلت الحيوية بقصر المرادية عن طريق مواصلة تبون سلسة المشاورات الماراتونية للشخصيات الوطنية البارزة، حيث كان ثاني شخصية يلتقي بها رئيس الجمهورية، الوزير السابق والناشط السياسي، عبد العزيز رحابي، الذي عرض تصوره للوضع الراهن والحلول التي من الممكن أن تضع حدا لحالة فقدان الثقة بين الشعب والنظام. ومن بين اهم المقترحات التي قدمها رحابي للرئيس تبون، هي اتخاذ بعض القرارات في إطار صلاحياته الدستورية، قد يساهم في إرساء الثقة، وضرورة السعي إلى التوصل إلى اتفاق وطني موسع للخروج من الوضع الحالي مما يخدم كذالك الجبهة الداخلية في ظل المخاطر الأمنية في جوار الجزائر. وواصل تبون سلسلة مشاوراته الماراتونية مع الشخصيات الوطنية، حيث جمعه ثالث لقاء مع رئيس الحكومة الأسبق، مولود حمروش، لمناقشة الوضع العام في البلاد ومراجعة الدستور، كما كان الهدف من هاته المشاورات هو بناء جمهورية جديدة تستجيب لتطلعات الشعب، وإجراء إصلاح شامل للدولة يسمح بتكريس الديمقراطية في ظل دولة القانون التي تحمي حقوق وحريات المواطن، كما كانت الفرصة سانحة لتقديم حمروش تصوره حول مختلف القضايا المطروحة كون الأخير له باع كبير وتجربة أكبر في خدمة الدولة. واستقبل تبون كذلك، رئيس حزب جيل جديد، سفيان جيلالي، حيث اندرج اللقاء دائما في إطار المشاورات مع الشخصيات الوطنية وقادة الأحزاب السياسية والمجتمع المدني، حول الوضع العام في البلاد ومراجعة الدستور لإرساء أسس الجمهورية الجديدة التي هي في صلب المطالب الشعبية . وفي هذا الشأن، عرض جيلالي سفيان آراء وتصورات حزبه وقدم اقتراحات لتعزيز التشاور والحوار اللذين باشرهما الرئيس تنفيذا لالتزاماته الانتخابية التي أكدها مباشرة بعد أداء اليمين الدستورية رئيسا للجمهورية. من جهة أخرى، التقى رئيس الجمهورية، الدكتور يوسف الخطيب، قائد الولاية التاريخية الرابعة، في اطار المشاورات التي تجمعه مع شخصيات الوطنية، حيث أبدى الخطيب اهتماما خاصا بالجانب المتعلق بكتابة التاريخ للمساهمة في الحفاظ على الذاكرة الجماعية للشعب الجزائري، كما قدّم بعض الآراء والاقتراحات لضمان مستقبل أفضل للأجيال الصاعدة في إطار الجمهورية الجديدة. وكان تبون قد زار الدكتور طالب أحمد الإبراهيمي في منزله للوقوف والاطمئنان على صحته، كما أطلعه على بعض جوانب التغيير الشامل الذي شرع في تطبيقه. بدوره، عرض الدكتور أحمد طالب الإبراهيمي أفكاره حول تصوره للمستقبل في ظل تعزيز الوحدة الوطنية لبناء جبهة داخلية صلبة، وتحصين الهوية الوطنية وقيم الأمة وثوابتها، يضيف المصدر ذاته.