حققت تجربة حماية أشجار الصنوبر الحلبي من الدودة الجرارة من خلال وضع أعشاش لطائر القرقف الذي يعتبر العدو الطبيعي لهذه الحشرة نجاحا كبيرا على مستوى محمية غابة مسلة بدائرة بوتليليس (غرب وهران)، حسبما أستفيد لدى أصحاب المبادرة. وتبين من خلال المراقبة الدورية للأعشاش المركبة فوق أشجار الصنوبر الحلبي العالية الارتفاع بالمحمية المذكورة عدم تسجيل أي تتضرر من جراء الدودة الجرارة التي تعد من الحشرات الفتاكة المهددة لنموهذه الثروة الغابية، وفقا لما أبرزه رئيس جمعية (شفيع الله لتربية الطيور وحماية البيئة والحيوان) لوهران. وقد تم ملاحظة غياب هذه الحشرة على مستوى هذه المحمية بعد أن اتخذ طائر القرقف 60 عشا مأوى له من ضمن 100 آخر موضوع فوق الأشجار المنتشرة على مستوى زهاء 300 هكتار بغابة مسيلة المقدرة مساحتها الإجمالية ب450 هكتار، إستنادا لما صرح به شفيع الله معمر. كما سمحت هذه التجربة بإعادة إعمار غابة مسيلة بهذا النوع من الطيور الذي يعتبر الدودة الجرارة غذاءه المفضل حتى بعد تحولها إلى فراشة، فضلا على أن حضوره يجعلها تبتعد من محيط الأشجار مما يعزز حمايتها من الإصابات والحفاظ على هذه الثروة وفق السيد معمر، لافتا في ذات السياق إلى أن (من بين أسباب انتشار الدودة الجرارة يعود إلى انقراض هذا النوع من الطيور، حيث يوجد نسبة قليلة جدا من طير القرقف الأزرق بغابة المسيلة). وتشير المعلومات المستقاة من محافظة الغابات لوهران إلى أن نسبة تضرر أشجار الصنوبر الحلبي وصلت إلى 70 في المائة على مستوى غابات وهران التي تعتبر أغلبية أشجارها من فصيلة الصنوبر الحلبي. ومن أجل حماية هذه الثروة برمجت محافظة الغابات عملية المعالجة الميكانيكية لمحاربة الدودة الجرارة الخاصة بأشجار الصنوبر الحلبي على مساحة تصل إلى 482 هكتار موزعة عبر 10 غابات ب9 بلديات شرق وغرب وهران منها غابتان متواجدان ببلدية العنصر، حسب رئيسة مكتب الوقاية ومقاومة الحرائق والأمراض الطفيلية بذات المحافظة، هوارية بن حليمة. وبما أنه موسم حشرة الدودة الجرارة التي تظهر عندما يكون الطقس مشمسا وتختفي مع البرودة فإن محافظة الغابات تحذر عبر صفحتها في الفايسبوك العائلات الوافدة للغابة لاسيما الأطفال من الاحتكاك بشجرة الصنوبر المتضررة بإعتبار أن هذه الدودة تؤثر سلبا على صحة الإنسان بحيث أنها تسبب التهابا وتهيجا في الجلد وبحساسية في العيون والبشرة وضيق في التنفس.