ابيضت هذه الايام اشجار الصنوبر المتواجدة بكثرة في غابات ولاية وهران المتربعة على 45 هكتارا ،واشارت مصادرنا الى ان الوباء انتشر ايضا بغابات منطقة الغرب الجزائري بشكل غير مسبوق ، واضحت الاشجار تبدو كالصوف من بعيد من شدة اصابتها بوباء " دودة الصندل "او ما يعرف بفراشة الصنوبر وانتشرت اعشاش الدودة بشكل رهيب ومقلق وعادة ما تفقس بيوضها في بداية موسم الربيع لتشرع في قضم اوراق الاشجار ونسج خيوط بيضاء حول اغصانها وفي نهاية فترة التفقيس تشرع الدودة الصغيرة في البحث عن مواقع اخرى لالتهامها وتشكيل اعشاش اكبر الى ان تقضي على عدد معتبر من اشجار الصنوبر التي تموت بفعل ذلك بعد ان تبقى من دون اوراق نتيجة التهامها من قبل اليرقات التي يعج بها العش ،وتهدد هذه الدودة الثروة الغابية نتيجة قضائها على اوراق الاشجار وبالتالي التسبب في موتها ،اذ تشكل خطرا حقيقيا يهدد الثروة الايكولوجية على غرار الحرائق تماما ،ويلاحظ المتنزهون في غابات واحراش وهران الانتشار الرهيب للاكياس البيضاء التي تشبه الصوف فوق اغصان الصنوبر بشكل لم يسبق له مثيل من قبل، الى درجة ان الاشجار اصبحت تبدو بيضاء للناظرين من بعيد ، ومست هذه الافة مساحات شاسعة ،وينذر هذا الوضع بكارثة ايكولوجية من الممكن جدا ان تقضي على عشرات الهكتارات من غابات الصنوبر ، ما لم تتدخل مصالح محافظة الغابات ومصالح البلديات لاطلاق حملة للقضاء على هذا النوع من الحشرات في اقرب وقت قبل ان ياتي الوباء على باقي الاشجار ،ورغم وجود عشرات الجمعيات التي تتغنى بالمساهمة في الحفاظ على الغابة الا ان نشاطها بقى منحصرا في كاناستال فقط ،وبعض الحدائق التي تتوسط النسيج العمراني الحضري ،للحصول على دعم السلطات لا غير ،وتكمن طريقة مكافحة هذه الدودة بتقليم الاغصان المصابة وحرق الاعشاش ، ويمكن الاعتماد على المتطوعين في مساعدة الجهات الحكومية المكلفة بحماية الثروة الغابية ،في الوقت الذي تعتمد الجهات الوصية غالبا على عمليات رش الغابات بمبيد خاص يتم رشه بالاستعانة بالطائرات ،وغالبا ما تكون هذه الطريقة الانجع ،و تساهم عمليات رش الغابات بمبيد بيولوجي (بكتيريا خاصة ) في القضاء على هذه الافة ،والى حد الساعة لم تنظم بولاية وهران اي حملات تطوعية ولا رسمية للحد من انتشار هذه الافة الى مناطق اخرى ،مما يهدد بتفشي هذه الحشرة على نطاق واسع يصعب بعد ذلك القضاء عليه ،ولم تسلم اشجار الصنوبر المتواجدة في منعرجات جبل المرجاجو المؤدي الى قلعة سانتاكروز وماجاورها والتي يشاهدها الجميع وهي تموت من هذا الداء ، ،بينما لم تتحرك مصالح الغابات الى حد الساعة رغم ان الكارثة البيئية كبيرة بكل المقاييس ،في الوقت الذي امتدت الحشرة الفتاكة الى اشجار غابة المسيلة والعذراء التي تعتبر منطقة سياحية و محمية بالاضافة الى انتاجها للفيلين الذي يتم تصديره للخارج ،ويكمن خطر هذه الحشرة في امكانية القضاء على اشجار الصنوبر واشجار اخرى لتبدو بعد ذلك مجرد اغصان يابسة من دون اوراق كما هي من بين المسببات للحساسية المفرطة في حال ملامسة شعيراتها ،ويتسبب احتكاك الاطفال وحتى الكبار بهذه الدودة ببروز بثور جلدية وحكة شديدة مصاحبة لاحمرار في الجلد بينما تسبب في احيان اخرى صعوبات في التنفس وبالغثيان احيانا ،ويقول بعض المهتمين ان انتشار هذه الاعشاش البيضاء فوق اغصان الصنوبر هذا العام بشكل كارثي غير مسبوق قد يكون راجعا لاستعمال المزارعين لمبيدات فلاحية قضت على المفترسات الطبيعية لدودة الصنوبروالمتمثلة في انواع عديدة من الحشرت الصغيرة .