اقترح وزير الصناعة والمناجم، فرحات آيت علي براهم، خلال اجتماع مجلس الوزراء، تحت رئاسة رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، إنشاء هيئة وطنية مكلفة بالعقار الصناعي من أجل معالجة الاختلالات المسجلة في تسيير هذا العقار. واستعرض الوزير، خلال الاجتماع، الوضعية الحالية للمناطق الصناعية ومناطق النشاطات من حيث الكم وتعدد الهيئات المكلفة بتسيير العقار الصناعي ووجود نظام قانوني متناقض، مقترحا تطبيق عدة إجراءات لمعالجة الاختلالات، منها إنشاء هيئة وطنية مكلفة بالعقار الصناعي. كما اقترح في نفس الإطار استعادة الأوعية غير المستغلة ووضع برنامج استعجالي لإعادة التأهيل باعتماد مقاربة مختلفة وتهيئة فضاءات جديدة للعقار الصناعي، حسب ما جاء في بيان لاجتماع المجلس. وأشار وزير الصناعة والمناجم، فرحات آيت علي براهم، إلى ان الهيئة الجديدة المكلفة بتسيير العقار الصناعي ستتكفل بوضع سياسة لتوزيع الأوعية العقارية لفائدة الاستثمارات التي تقدم قيمة مضافة. وأكد وزير الصناعة، عقب استقباله لوفد عن صندوق النقد الدولي الذي يقوم بمهمة دورية في الجزائر، أن الهيئة الجديدة ستتكفل بوضع سياسة لتوزيع الأوعية العقارية تقوم على اختيار المشاريع الاستثمارية التي تحمل قيمة مضافة. وأوضح فرحات آيت علي، في ذات السياق، ان الهيئة التي ستتكفل بوضع سياسة لتوزيع الأوعية العقارية، سواء التابعة لأملاك العامة أو الخاصة للدولة، تقوم على اختيار المشروع الاستثماري كوسيلة لتحديد العقار، وليس على مبدأ استخدام العقار كوسيلة للاستثمار. وأضاف آيت علي: سيعقد مجلس وزاري يجمع وزارات الصناعة والداخلية والمالية اجتماعا من اجل تحديد مهام الهيئة الجديدة التي ستتكفل من الآن فصاعدا بالعقار الصناعي بطريقة تضمن للمستثمرين المستقبليين الأوعية العقارية اللازمة . أما فيما يتعلق بالعقار المخصص للمؤسسات الناشئة والمؤسسات الصغيرة، أكد الوزير أنه سيتم توجيه أصول عمومية وخاصة لهذه المؤسسات لممارسة نشاطاتها. وتضمن عرض الوزير خطة لإعادة النظر في تنظيم المناطق الصناعية بإنشاء مناطق صناعية مصغرة خاصة بالمؤسسات الصغيرة والناشئة وتمكينها من استغلال المصانع التابعة للدولة وغير المستعملة ومن المشاركة في تهيئة المناطق الصناعية وتسييرها مثل تسيير الكهرباء والماء والتلوث. كما تتضمن الخطة فتح شباك لصناديق تمويل هذه المناطق وإطلاق أنشطة بين مختلف القطاعات لتحفيز بناء اقتصاد المعرفة وإنشاء حاضنات عمومية أو خاصة على مستوى المناطق الصناعية، كما تتولى المؤسسات الصغيرة والناشئة التسيير التدريجي للمناطق الصناعية عبر أنظمة معلوماتية. وفي تعقيبه على عرض الوزير، ألح اتبون على وزارة المؤسسات الصغيرة والمؤسسات الناشئة واقتصاد المعرفة من أجل الانطلاق فورا في تجسيد مشاريعها وفرض وجودها في الميدان والتوفيق بين ما يمكن فعله وما ينبغي فعله. كما أرشد الرئيس الوزارة للاستفادة من تجارب الدول الناجحة قصد إنشاء أكبر عدد ممكن من المؤسسات الناشئة والاستفادة من المناطق الصناعية غير المستغلة وتشجيع مناطق النشاطات باعتبارها الأقرب لواقع البلديات.