أحيى الفلسطينيون الذكرى السنوية ال44 ل يوم الأرض الذي يصادف 30 مارس من كل سنة رقميا للمرة الأولى منذ انطلاق فعاليات يوم الأرض عام 1976، وذلك بسبب تفشي فيروس كورونا الذي غير عادات وحسابات كانت قائمة. وسنويا، يتميّز يوم الأرض بالفعاليات الشعبية التي تشمل المسيرات والمهرجانات في الأراضي الفلسطينية والداخل والشتات لتأكيد تمسكهم بأرضهم. لكن الذكرى ال44 ليوم الأرض تحل هذا العام في ظل إجراءات استثنائية على مستوى العالم تمنع التجمعات لمنع تفشي فيروس كورونا. و يوم الأرض تسمية تُطلق على أحداث جرت في 30 مارس 1976، استشهد فيها 6 فلسطينيين خلال احتجاجات على مصادرة سلطات الاحتلال 21 ألف دونم من أراضي الجليل والمثلث والنقب. ومنذ ذلك الحين أصبح هذا اليوم ذكرى لتخليد وتجسيد تمسك الشعب الفلسطيني بأرضه ووطنه، وتخليدا لشهداء يوم الأرض. ولتأكيد التمسك بإحياء هذه الذكرى رغم فيروس كورونا فقد قرر الفلسطينيون إحياءها رقميا. وقال محمد بركة، رئيس لجنة المتابعة العليا للجماهير العربية في الداخل الفلسطيني، إن الأوضاع التي فرضها انتشار جائحة كورونا على البشرية، يحول بيننا وبين تنظيم أي نشاطات جماهيرية ميدانية واسعة . وأضاف، في بيان لذلك أطلقنا حملة رقمية على الإنترنت وشبكات التواصل الاجتماعي لإحياء الذكرى، يوم الاثنين . وتابع ندعو جماهير شعبنا في مختلف أنحاء وجوده إلى رفع أعلام فلسطين على الأسطح أو النوافذ، وإطلاق نشيد موطني وترديد سنرجع يوما ، في إشارة إلى أغنية للمطربة اللبنانية فيروز، والمساهمة في إحياء ذكرى يوم الأرض سواء من خلال فيسبوك أو تويتر أو من خلال مجموعات الواتساب أو أي وسيلة أخرى ترونها مناسبة . وتشمل الحملة حدثا على موقع فيسبوك يتضمن تغيير صورة البروفايل في قالب موحد، وبث مباشر على الصفحات الشخصية لما يحدث داخل كل بيت فلسطيني. ولفتت لجنة المتابعة إلى أن الذكرى ال44 ليوم الأرض تحل في وقت عصيب على الشعب الفلسطيني، وشعوب العالم عامة، في ظل انتشار فيروس كورونا . + حماس تؤكد أن المقاومة هي الطريق الوحيد للتحرير من جهتها، شددت حركة المقاومة الإسلامية حماس الفلسطينية أمس على أنه لا طريق لتحرير الأرض والإنسان سوى طريق المقاومة ، مؤكدة أن الشعب الفلسطيني كان ومازال وسيبقى متشبثا بالأرض رغم كل الممارسات الإسرائيلية القمعية بحق الفلسطينيين وأرضهم ومؤسساتهم. وأضافت حماس في بيان لها اليوم، في الذكرى ال44 ليوم الأرض تجدد ذكرى يوم الأرض في وعينا قوة في وجه المحتلين رغم التنكيل والقمع والإرهاب والتمييز العنصري وسلب الأرض وهدم القرى . وأكدت أنه في كل مرة يؤكد الشعب الفلسطيني أنه كان وما زال وسيبقى متشبثا بالأرض، متمسكا بها، مستعدا للتضحية من أجلها مهما كلف ذلك من ثمن . وأردفت حماس تأتي ذكرى يوم الأرض هذه المرة وقد عصفت بالبشرية كلها جائحة المرض الفتاك كورونا، إلا أن الاحتلال المجرم يحاول انتهازها ليواصل اعتداءاته على الأرض والإنسان الفلسطيني ، مضيفة، إن الاحتلال وبذريعة هذه الظروف يستمر في قضم المزيد من الأرض، ويعتدي على المزيد من الجبال والتلال ليزرع فيها بذور سرطانه الاستيطاني المقيت . وأشارت حماس إلى أن الاحتلال يكون واهما أن الفلسطيني سيُسلم ويستسلم. الأرض ستظل رافضة لهذا الاحتلال، وسيظل أبناء الشعب الفلسطيني في كل أماكن تواجدهم على عهد الوفاء لأرضهم، وعلى طريق التحرير . وجددت حركة حماس رفضها الواضح والصريح لما يسمى ب صفقة القرن الأمريكية، وما تسعى له من شرعنة للاحتلال، ورفضها ما يُسمى ب قانون يهودية الدولة الذي أقره الاحتلال، والذي يحرم الفلسطينيين من حقوقهم القانونية والسياسية كأصحاب أرض ووطن في فلسطين التاريخية. وأوضحت جماهير شعبنا التي فجرت الانتفاضات دفاعا عن الأرض والمقدسات، وحققت الإنجازات والانتصارات، هي اليوم أكثر إصرارا على انتزاع حقوقها والدفاع عن ثوابتها ومقدساتها . وأضافت شعبنا الفلسطيني الذي ضحى على مدى 100 عام من الاحتلال، وما زال يضحي، يستحق من الجميع أن يبذل الروح والمال من أجل مساندته في السعي نحو حريته . وأشارت حماس إلى أن ذكرى يوم الأرض ستظل محل إجماع فلسطيني حاشد بين كل الفصائل والقوى الفلسطينية . كما أكدت أنها ستجعل من الذكرى منطلقا لكل دعوة إلى مصالحة حقيقية تستلهم من دم الشهداء معنى الانتماء والتمسك بالحقوق، ورفض التنازل عن أي ذرة تراب، ورفض التعاون أو التنسيق مع الاحتلال . ودعت حماس الجماهير الفلسطينية إلى الاستجابة لتوجيهات الهيئة الوطنية لمسيرة العودة ومواجهة الصفقة لنجعل من وجودنا مع أبنائنا وعائلاتنا في البيوت فرصة لرفع علم فلسطين عاليا، ولنزرع فيهم بذرة الانتماء والارتباط بالأرض والتعريف بها، وحفر اسمها في قلوب الأجيال . واستطردت وإن حالت ظروف الجائحة المرضية دون الفعاليات ومسيرات العودة، فمسيرات القلوب والوعي نحو أرضنا ومقدساتنا لن يستطيع حبسها أحد . ويحيى الفلسطينيون الذكرى السنوية ال44 ليوم الأرض الذي استشهد فيه ستة فلسطينيين وأصيب 11 آخرين في هبة شعبية ل فلسطيني ال48 . وقد صادرت خلال 30 مارس سلطات الاحتلال الإسرائيلي أراضي في منطقة الجليل بهدف تهويدها وهو ما دفع الفلسطينيين في الداخل للتحرك والتحضير لإضراب شامل. ففي يوم 30 مارس عام 1976، فرضت قوات الاحتلال منع التجوال على قرى المثلث والجليل، وسط استفزازات وتهديد للفلسطينيين ما دفعهم للخروج من منازلهم والاشتباك بالحجارة مع قوات الاحتلال. وتركزت المواجهات في قرى سخنين وكفر كنا والطيبة ودير حنا والطيرة وعرابة وغيرها من القرى والمدن الفلسطينية حيث استخدم الاحتلال القوة المفرطة اتجاه المتظاهرين ما أدى إلى لوقوع شهداء وجرحى. ومنذ ذلك اليوم، اعتبر يوم ال30 من مارس محطة هامة وبارزة في تاريخ النضال الفلسطيني وتحول إلى مناسبة يؤكد فيها الفلسطينيون تمسكهم بالأرض وتصديهم لسياسة الاستيطان.