لاتزال العائلات القاطنة بالبيوت القصديرية الواقعة على مستوى إقليم بلدية وادي السمار شرق العاصمة تنتظر تدخل السلطات المحلية والولائية، بغية ترحيلها إلى سكنات اجتماعية لائقة، وتضع حدًا لمعاناة فاقت العقد من الزمن. أعرب القاطنون بالمنطقة عن شدة تذمرهم واستيائهم الشديدين، من الوضعية الكارثية التي يعيشونها لأكثر من 12 سنة، حيث اتخذوا من القصدير مأوى لهم بعد أن ضاقت بهم السبل وفشلوا في إيجاد مسكن لائق، مؤكدين أن رقعة هذه البيوت الفوضوية اكتسحت كل المساحة الأرضية التي تقع على ضفة الوادي مع غلق المفرغة العمومية لوادي السمار ليتجاوز عددها المئة بيت قصديري، دون تحرك السلطات المحلية أمام هذا الانتشار الرهيب. وقد أكد المعنيون أن شقاءهم داخل هذه البيوت لا حصر له، إذ أنهم يتخبطون في ظروف معيشية جد صعبة، فالبيوت القصديرية التي يقطنون فيها تفتقر لأدنى متطلبات الحياة، فزيادة على مشكل المياه الصالحة للشرب وغياب قنوات الصرف الصحية التي تكبد هؤلاء السكان مبالغ كبيرة لأجل إيصالها الى منازلهم، يشتكي هؤلاء من انتشار الأمراض والأوبئة التي تحاصرهم، حيث تسببت الرطوبة العالية التي تميز هذه المساكن في إصابة أفراد هذه العائلات بأمراض الربو والحساسية، ومن جهة أخرى فأن قرب هذه البيوت من الوادي يتسبب في إنتشار الجرذان والفئران بالإضافة إلى أنواع مختلفة من الحشرات الضارة التي غزت المكان، والتي يزداد تكاثرها صيفا، أما شتاءً فتأخذ معاناة هؤلاء شكلاً آخرا من خلال تخوفهم المستمر من خطر فيضان الوادي المحاذي لهم جراء امتلائه عن آخره بمياه الأمطار، إضافة إلى تسرب الأخيرة الى داخل البيوت التي تتحول الى مستنقعات. كما أضاف أصحاب البيوت المصفحة أنه سبق لهم وأن رفعوا شكاويهم الى السلطات الوصية التي يقتصر ردها في كل مرة على وعود لم تر النور لحد اليوم، وفي هذا الشأن ناشد سكان الحي القصديري ببلدية وادي السمار المسؤولين المعنيين، الالتفات إلى وضعيتهم الكارثية قصد ترحيلهم إلى سكنات لائقة تحفظ ماء وجههم وسلامة صحتهم.