دعت احزاب سياسية وجمعيات وطنية , أمس الطبقة السياسية و الشخصيات الوطنية للمساهمة في اثراء مسودة مشروع تعديل الدستور للوصول الى دستور يرقى الى تطلعات كل الجزائريين. ودعا رئيس الحركة الاصلاح الوطني , فيلالي غويني, في هذا الاطار الى ضرورة تحقيق هبة جماعية في البلاد من اجل انجاح ورشة الإصلاح الدستوري و كل ورشات الإصلاح الكبرى في مختلف الملفات السياسية، الاقتصادية والاجتماعية ، بأكبر انخراط ممكن، و بأوسع تجنيد لكل ألوان الطيف السياسي و المجتمعي في الجمهورية . كما عبر عن ارتياحه لمضمون التعديلات العميقة و النقلة النوعية التي سيعرفها دستور الجزائر و ذلك ما ظهر في مختلف التعديلات المقترحة من بينها دسترة الحراك الشعبي و تحصين عناصر الهوية الوطنية و توسيع مساحات الحقوق و الحريات و تكريس كرامة المواطن و تحصين الصحفي و حماية المرأة وكذا تكريس استقلالية القضاء بمستوى غير مسبوق بإقرار المحكمة الدستورية و مراجعة تشكيلة المجلس الأعلى للقضاء والعضوية فيه. كما تنص التعديلات المقترحة على وجوب إحداث توازن بين مختلف السلطات ومراجعة المهام والصلاحيات من خلال استحداث منصب نائب الرئيس و تعزيز صلاحيات رئيس الحكومة و البرلمان و ترقية دور مجلس المحاسبة و تثبيت الطابع الاجتماعي للدولة و استحداث شروط تحقيق إقلاع اقتصادي وطني حقيقي و فتح الباب أمام الكفاءات و تعزيز حضور الشباب . كما اعلنت حركة الاصلاح الشروع في مناقشة مسودة تعديل الدستور بكل مسؤولية في المؤسسات القيادية و القاعدية للحركة، لتقديم المقترحات التي تسهم في تقوية هذا المشروع في الأيام القليلة القادمة. _ تدارك الاختلالات التي كانت في الدساتير السابقة و في نفس السياق, اجتمع السبت المكتب السياسي لحزب الكرامة برئاسة رئيسه بالنيابة محمد الدواي عن طريق تقنية التحاضر عن بعد للاطلاع الاولي على وثيقة مسودة الدستور, منوها بالافراج عن هذه الوثيقة رغم الظروف التي تعيشها البلاد جراء جائحة كورونا وهذا ما يدل -- كما قال-- على الاهتمام البالغ الذي يوليه رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون للإصلاحات السياسية. ويرى المكتب السياسي للحزب بأن هذه الوثيقة جاءت لتدارك الاختلالات التي كانت في الدساتير السابقة مشيرا الى تشكيل فوج عمل لمناقشة مسودة الدستور واثرائها وتحليلها داعيا الطبقة السياسية والشخصيات الوطنية الى المساهمة في اثراء هذه الوثيقة للوصول الى دستور يرقى الى تطلعات كل الجزائريين في كل المجالات . في حين يشرع المخبر الكشفي لقدماء الكشافة الاسلامية الجزائرية في تنظيم جلسات نقاش واثراء حول مسودة تعديل الدستور مع الافواج الكشفية بكل مناطق الوطن عن طريق التقنيات الحديثة للتواصل عن بعد في ظل الحجر الصحي حيث سترفع مختلف الاقتراحات والانشغالات الى المخبر الكشفي الذي يتولى الصياغة النهاية الخاصة بهذا التعديل. وأوضح بيان من جمعية قدماء الكشافة الاسلامية الجزائرية بأن هذا المخبر الذي يترأسه القائد رابح لعروسي ,مختص في العلوم السياسية ونائب محافظ ولاية الجزائر وبتكليف من القائد العام لقدماء الكشافة الاسلامية الجزائرية مصطفى سعدون-- سيباشر عملية التواصل مع المحافظين الولائيين وكل الاطارات الوطنية من أجل تنظيم جلسات نقاش وحوار حول مسودة تعديل الدستور مع الافواج الكشفية عن طريق التقنيات الحديثة للتواصل عن بعد في ظل الحجر الصحي على ان ترفع مختلف الانشغالات الى المخبر الكشفي الذي يتولى صياغتها النهائية . وتعتبر جمعية قدماء الكشافة الاسلامية هذه الخطوة فرصة لمشاركة الجميع على غرار المجتمع المدني للخروج بدستور شامل يضمن للجزائر نموا وازدهارا ويحفظ هويتها كما أكده ذات البيان. من ناحيتها اكدت جبهة الجزائر الجديدة في بيان لها عزمها على تقديم مقترحات جادة وعميقة للمساهمة الفعالة والايجابية في ايجاد دستور على مقاس الدولة الجزائرية والشعب واهداف الحراك الشعبي .مجددة تحمل مسؤوليتها في انجاح هذا الاستحقاق الوطني العام --الذي يعتبر-- كما أوضحت المدخل الضروري للشروع في اصلاحات سياسية واقتصادية واجتماعية عميقة وشاملة والعمل مع جميع المخلصين مهما كانت مواقفهم لبناء جزائر جديدة بوجوه جديدة ونزيهة وكفؤة . +جمعية العلماء المسلمين تدرس مسودة الدستور بدورها أكدت جمعية العلماء المسلمين الجزائريين، أمس أنها ستدرس التعديلات المقترحة في مسودة الدستور الجديد مادة مادة. وقالت الجمعية انها ستركز على مدى موافقتها لهوية الجزائر وتاريخها المجيد، وعدم تجاوز هذه المسودة لمشروع المجتمع الذي فصل فيه بيان أول نوفمبر الذي يمثل الإجماع الوطني. وأوضحت الجمعية في بيان نشرته عبر صفحتها الرسمية على فيسبوك إن "الذين يستعجلون موقف جمعية العلماء المسلمين الجزائريين من وثيقة مسوّدة تعديل الدستور التي تم الإفراج عنها للإثراء والنقاش ، نرجو أن يدركوا أن لجمعية العلماء هياكل ومؤسسات تنظر في مثل هذه القضايا بالدراسة المعمّقة والتداول والتشاور". وأضافت "فجمعية العلماء التي أبلت بلاء كبيرا في الحفاظ على سلمية الحراك الشعبي ، وأدت واجباتها رغم السهام التي تلقتها في حماية الوطن مما كان يتهدده و دافعت بقوة على الحل الدستوري للأزمة التي أحدثها اختطاف الدولة من طرف جماعة لم يهمها أمر الوطن بقدر ما كان همها الحصول على امتيازات ومغانم بطرق غير مشروعة، شعارها في ذلك تحقيق المصلحة الذاتية وليذهب الوطن إلى الجحيم. وتابعت "إن هذه الجمعية المباركة لن تخذل الوطن اليوم وهو يتهيأ لإقرار العقد الاجتماعي الذي يسير بمقتضاه أبناء وبنات الوطن حكاما ومحكومين".