تعكف الفرق الطبية المتواجدة بالولايات الجنوبية التي سجلت بها حالات إصابة بالملاريا على التكفل بالمصابين بالموازاة مع مواصلة الجهود للكشف عن امكانية وجود حالات أخرى, حسب ما كشف عنه الدكتور زوبير حراث, خبير بمعهد باستور. وأوضح نفس المتحدث أنه بعد تسجيل أزيد من 1000 حالة إصابة بالملاريا في غضون هذا الاسبوع على مستوى خمس ولايات جنوبية (تمنراست, ورقلة, إيليزي, أدرار, غرداية), تعكف الفرق الطبية المتواجدة بعين المكان بالبحث عن إمكانية وجود حالات جديدة بالأحياء التي ظهر بها الوباء , مشيرا في ذات السياق الى أن الجزائر قضت على هذا الوباء منذ سنة 2014 وأن الحالات التي تظهر من حين لآخر مستوردة . وحسب الدكتور حراث, فإن الامطار الغزيرة المتسببة في الفيضانات أواخر فصل الصيف ببلدان جنوب الصحراء تؤدي الى نشاط نوع من البعوض الناقل للطفيليات المتسببة في ظهور مرض الملاريا. وكانت وزارة الصحة والسكان واصلاح المستشفيات قد وضعت حيز الخدمة 25 مركزا عبر الوطن لتقديم الأدوية الخاصة بالأمراض الاستوائية, بالإضافة الى تعزيز الوقاية بمراكز المراقبة والنقاط الحدودية لمواجهة الأمراض ذات الانتشار الدولي. و في ذات السياق أكدت مصالح مديريات الصحة والسكان و إصلاح المستشفيات بعدد من ولايات جنوب الوطن التي سجلت بها حالات الملاريا أن تزايد عدد الإصابات بهذا المرض و التي وصلت إلى أزيد من ألف حالة كلها مستوردة، تعود أسبابه إلى الهجرة غير الشرعية و مجانية العلاج بالجزائر.واحتلت ولاية تمنراست الصدارة في عدد الإصابات التي بلغت 918 حالة منذ بداية السنة الجارية منها 800 حالة خلال شهر سبتمبر الجاري وهي حالات مستوردة من البلدان المجاورة التي تفشى بها مؤخرا داء الملاريا، حسب رئيس مصلحة الأمراض المعدية الدكتور اليأس أخاموخ. و أشار أن تزايد عدد حالات الملاريا المستوردة يعود إلى توفر العلاج المجاني بالجزائر، حيث تعتبر تمنراست و عدد من ولايات الجنوب الأخرى نقاط الدخول الأولى إلى التراب الجزائري للقادمين من دول الجوار. وسجلت أربع حالات وفاة بهذا الداء منذ بداية السنة بذات الولاية، منها ثلاث وفيات في شهر سبتمبر فقط، حسب نفس المسؤول الذي أشار أن هناك خمسة أشخاص حاليا في حالات حرجة منها أربعة في العناية المركزة. و تحدث الدكتور أخاموخ أيضا عن قرار إنشاء مرصد إقليمي للصحة العمومية وأمراض المناطق الإستوائية، حيث سيتم إجراء التحاليل والدراسات والمتابعة لرصد تطور هذه الأمراض بالمنطقة وفي منطقة الساحل الصحراوي. وبولاية إيليزي التي سجلت بها 90 حالة وافدة منذ نهاية أغسطس الماضي، فقد أعلن مدير الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات عن فتح تحقيق وبائي معمق مع اتخاذ إجراءات صارمة في جميع أنحاء الولاية لإحتواء المرض. وأوضح الدكتور أحمد زناتي أن هذه الحالات سجلت في أوساط مهاجرين غير شرعيين من دول مجاورة ودخلوا الجزائر بشكل غير قانوني عبر منطقة جانت الحدودية، مضيفا أنهم استفادوا جميعا من الرعاية الطبية ، مع تعزيز المراقبة الطبية في المناطق الحضرية.و أشار ذات المسؤول إلى توفر وبكميات كافية للأدوية الخاصة لعلاج هذا الداء. وبولاية غرداية فقد جرى الكشف عن عديد الحالات الوافدة من بلدان الساحل الصحراوي منذ 23 سبتمبر المنصرم وتم التكفل بها من قبل مصالح الصحة بالمنيعة وغرداية .وأفاد أطباء كانوا قد استفادوا من تكوين مسبق حول الأمراض الإستوائية أن ظهور هذه الحالات لحمى المستنقعات أو الملاريا والحاملة للطفيليات يمكن أن تتسبب في حالات أخرى.وتمت دعوة الأطباء بولاية غرداية للتحلي باليقظة وتطبيق الكشف بواسطة القطرة السميكة وهي تقنية لتركيز خلايا الدم الحمراء بغرض الكشف عن حمى المستنقعات في الدم لكل حالة تعاني من حمى شديدة غير مفهومة.وكانت وزارة الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات قد أعلنت في بيانها أن الأدوية المضادة للملاريا متوفرة على مستوى هيئات التكفل وتم تعزيز مخزون تأمين على مستوى ولايات الجنوب تحسبا لتسجيل إصابات أخرى . كما تم تعزيز إجراء المراقبة، لاسيما من خلال التشخيص النشيط والكشف والتكفل المسبق للحالات ويُضاف إلى ذلك تطبيق الإجراءات المناسبة لمكافحة الحشرة (بعوض)الناقل للفيروس ، وفق ذات البيان .