أكدت النقابة الوطنية للقضاة على لسان أمينها العام يسعد مبروك أن مشروع تعديل الدستور تضمن أحكاما غير مسبوقة في باب السلطة القضائية ستساهم في تجسيد استقلالية حقيقة للقضاء سيما ما تعلق بالتشكيلة الجديدة للمجلس الأعلى للقضاء. و أبرز مبروك أن التركيبة الجديدة للمجلس الأعلى للقضاء من شأنها تكريس استقلالية حقيقية للقضاء، سيما في حال تمسك القضاة بالدور المنوط بهم وأدوا الرسالة التي تفرضها عليهم أخلاقيات المهنة بالدرجة الأولى، موضحا أن أغلبية تشكيلة هذا المجلس، تضم قضاة منتخبين، فضلا عن تواجد عضوين من النقابة الوطنية للقضاة ضمن هذه التشكيلة، إلى جانب إسناد تولي مهمة نيابة رئاسة المجلس الاعلى للقضاء إلى الرئيس الاول للمحكمة العليا. وفي ذات الصدد اعتبر مبروك خروج وزير العدل والنائب العام من تشكيلة المجلس الأعلى للقضاء وفق مشروع تعديل الدستور سيعطي دفعا لهذا المجلس في حالة المصادقة الشعبية على المشروع، حيث أصبح هذا المجلس مكلفا بضمان استقلالية القضاء. كما نوه المتحدث بالإجراء الذي تضمنه مشروع تعديل الدستور والمتعلق بإمكانية تبليغ القاضي المجلس الأعلى للقضاة بكل التجاوزات التي قد يتعرض لها وتمس باستقلاليته. من جهة أخرى أكد مبروك، أن النقابة ساهمت في إثراء مشروع تعديل الدستور، حيث تم الأخذ ببعض مقترحاتها، مشيرا إلى أن المجلس الوطني للنقابة سيحدد عقب انتهاء أشغال دورته التي تستمر إلى غاية هذا السبت ضمن جلسات مغلقة، موقفه النهائي من مشروع تعديل الدستور. وفي شأن متصل أكد أن النقابة ليست لجنة مساندة لأحد ولا جبهة معارضة لأي كان وهامش استقلاليتها هو رأسمالها الثابت غير القابل للتنازل وذلك انطلاقا من كونها ممثل لقضاة الجمهورية مكلفة بالدفاع عن المصالح المادية والمعنوية .ومهما كانت النقائص والانتقادات يضيف مبروك سيبقى القضاة قاطرة العدالة فيما يشكل المحامون صمام أمان للدفاع عن الحقوق ومنع التعسف وفضح التجاوزات ولا يمكن لأي مناورة مهما كانت أن تسمم العلاقة الأخوية بين السادة القضاة والمحامين واستطرد قائلا في المحاماة قامات مشهود لها بالكفاءة العالية ودماثة الأخلاق تقدم يوميا نماذج رائعة في الدفاع عن الحقوق وحماية الحريات ونأمل أن نؤسس لتعاون وثيق ومستمر معهم للوصول إلى دولة الحق و القانون بعيدا عن كل المزايدات. بالمقابل يرى مبروك أن فئة قليلة تختفي وراء جبة المحاماة تمارس الكثير من الدجل والسمسرة مستغلة بذلك ملفات قضائية وتنحرف بمآلها عن سياقها السليم وعلى الخيرين من ابناء القطاع قضاة ومحامين التصدي لها وفضحها. ودعا بالمناسبة كل اطياف المجتمع إلى المساهمة في تخليص القضاء من تأثير الأهواء السياسية أو الضغوط الفردية باعتبار ذلك مسعى يجب أن يشارك فيه الجميع ولا يقتصر الأمر على نضال فئات دون أخرى. وخلص مبروك إلى القول بأن القضاة على وعي تام بالتحديات والرهانات الحالية والمستقبلية وهو مستعدون لأداء الدور المنوط بهم إذا توفرت الإرادة السياسية والحماية اللازمتين لتكريس استقلالية حقيقية تضمن الحماية والطمأنينة للجميع .