تتجه نواعم كثيرات مراهقات كن أو سيدات في مقتبل العمر وحتى طاعنات في السن إلى التجمل بحلي «البلاكي يور»، الذي يشبه إلى حد كبير الذهب الخالص إن لم نقل أن بعض موديلادته هي صورة طبق الأصل عن مثيلاتها المتواجدة في الذهب الأصلي، ما جعل الكثيرات منهن يطلّقن الذهب الخالص نظرا لغلائه الفاحش وضعف القدرة الشرائية للكثير من العائلات الجزائرية، والملفت للإنتباه أن الكثيرات منهن ميسورات وغنيات قررن ترك الذهب وتعويضه بهذا النوع من الحلي الذي لاقى رواجا كبيرا مؤخرا وعرف توافدا غير محدود من طرف زبائن من مختلف الأعمار والشرائح الاجتماعية، «السياسي» نزلت إلى الشارع واقتربت من بعض المهووسات بهذا النوع من الحلي إلى جانب باعة «البلاكي يور» لتقصي مدى إقبال الزبائن على هذا النوع من الحلي وحجم المبيعات التي تشهدها الفترة الحالية. باعة: «زمن الذهب ولّى.. والبلاكي يور موضة العصر»
ولدى إقترابنا من باعة عبر محلات وأسواق العاصمة وضواحيها، وقفنا على الإقبال منقطع النظير على «البلاكي يور»، الذي تفنن زبائنه في عرض كميات وموديلات متنوعة في واجهات محلاتهم وحتى الطاولات التي لم تستوعبها الكمية المعروضة، البداية كانت من سوق بن عمار بالقبة، حيث كشف صاحب طاولة لبيع هذا النوع من الحلي أنه يضطر لاقتناء سلعته مرتين في الأسبوع بما أنها تشهد نفادا في المنتوج مبكرا من طرف العدد الهائل للزبائن، أما صاحب محل لبيع «البلاكي يور» بسوق القبة دائما، فقد كشف أن الزبائن يترددون باستمرار على محله لاقتناء آخر الموديلات وبكميات معتبرة وهو ما شجعه على تجديد سلعته بين كل فترة وأخرى، فيما أكد بائع ل«البلاكي يور» على مستوى أحد أسواق البليدة أن معروضاته من هذه الحلي تمتاز بنوعية جيّدة مما حفز الزبائن على اقتناء المزيد وعلّل قائلا: «منذ ثلاثة أيام، أحضرت طقما من البلاكي يور رائع لوكيل جمهورية طلبت مني تزويدها بطقم جذاب»، وعن نوعية الزبائن الذين يقصدون المحل، فقد أكد البائع أن زبائنه يمثلون شرائح محدودي الدخل والأغنياء كما يمثلون الماكثات بالبيت والإطارات اللائي يتمتعن بمستوى علمي مرموق وجاه موفور.
الجنس اللطيف يستنجد ب«البلاكي يور»
وفي محاولة منا لإيجاد إجابات عن سبب التوجه القوي نحو حلي «البلاكي يور» والتخلي عن الذهب الذي إنتشر مؤخرا بصفة مذهلة، كانت لنا دردشة مع فتيات ونساء من مختلف الأعمار والمستويات الاجتماعية، حيث سجلنا إقبالا منقطع النظير على هذا النوع من الحلي، وقد كشفت زهيدة في العقد الرابع والتي التقيناها بأحد المحلات السورية لبيع الحلي، أنها تلجأ إلى «البلاكي يور» في كل مناسبة بعد أن استغنت عن الذهب، وأضافت نسرين، التي تزوجت مؤخرا، أن معظم حليها يمثل «البلاكي يور»، فيما يشكّل الذهب قطعا جد قليلة، لتكشف صونيا، وهي إطار بإحدى المؤسسات الخاصة، على أن مجموع حليها هو «بلاكي يور» ولا تمتلك أي قطعة من الذهب وتعبر في هذا الإطار قائلة «الأسعار الجنونية حرمتني من إرتداء الذهب، رغم أنني عاملة وأحوز على راتب شهري معتبر»، ولدى إقترابنا من بعض النسوة، أبرزن إهتمامهن بهذا النوع من الحلي، وأكدت في هذا الإطار حورية، في العقد الخامس، أنها أصبحت مولعة بحلي «البلاكي يور»، كاشفة أنها أصبحت تزاوج ما بين الذهب والحلي في كل المناسبات والأعراس حتى تتمكن من الظهور في أبهى حلة، لتوافقها الرأي نورية في العقد السادس، حيث أفصحت عن مدى إعجابها بهذا النوع من الحلي، وأكدت أن الفتيات والنساء أصبحن يرتدين أنواعا وأشكالا من الحلي الذي يجزم الناظر إليه أنه ذهبا خالصا وتضيف في هذا الشأن قائلة: «لم نعد نفرق ما بين الغنيات والفقيرات بما أن كل منهن يردين أطنانا من المجوهرات».
«البلاكي يور» ينقذ الخاطبين
وأكد لنا العديد من الشباب والشابات الذين التقيناهم أن الوجود القوي ل«البلاكي يور» على مستوى الأسواق والمحلات قد أنقذ العديد من الخاطبين والمخطوبات الذين وقعوا ضحية تدني القدرة الشرائية وما تفرضه الأعراف الاجتماعية من جهاز للعروس و«مهيبة» وغيرها من العوائق التي تقف حجر عثرة أمام العزاب وتجبرهم على العنوسة في ظل ارتفاع التكاليف والغلاء، وكشفت رشيدة في العقد الخامس أنها طلبت من خطيب ابنتها إحضار طقم من «البلاكي يور» عوض الذهب لتمكينه من الزواج وتفادي إنتظار أوقات طويلة إلى غاية تأمين المهر، رابح هو الآخر عبّر عن رأيه في الموضوع قائلا: «الهنا قبل الغنا» وقبول خطيباتنا بهذا النوع من الحلي حلّ مشكلة غلاء المهور.
بولنوار: «إرتفاع أسعار الذهب الخالص وإنتشار الذهب المغشوش سبب العزوف»
أكد الحاج الطاهر بولنوار، الناطق الرسمي لاتحاد التجار والحرفيين الجزائريين، أن إرتفاع تكاليف الذهب الخالص وإنتشار الذهب المغشوش في السوق الجزائرية إلى جانب إكتساح «البلاكي يور» الأسواق والمحلات، جعل المواطنين يتخلون عن الذهب الأصلي ويتجهون إلى «البلاكي يور» الذي عرف مؤخرا إنتعاشا غير مسبوق سيما وأن العديد من العائلات الجزائرية تشكو من ضعف القدرة الشرائية، إلى جانب مخاوف الكثير من العائلات من الوقوع ضحية للذهب المغشوش الذي يعرض بأثمان باهضة، وعن نسبة الذهب المغشوش في الجزائر، فقد بلغ نسبة 40 بالمائة وما يعادل نسبة 20 إلى 30 طن من الذهب الذي تحتويه السوق السوداء والأسواق الموازية مما جعل الزبائن يمتنعون عن إقتناء هذا النوع من الحلي عبر المحلات. وقد كشف الناطق الرسمي لاتحاد التجار والحرفيين الجزائريين أن مصدر كمية «البلاكي يور» المتواجدة في السوق الجزائرية هو بلدان أوروبية، كما أن ورشات محلية استعادت نشاطها في هذا المجال مؤخرا. رغم ارتفاع أسعار «البلاكي يور» هو الآخر بالنظر إلى إختلاف أسعاره من بائع إلى آخر، إلا أن إقبال الزبائن على هذا النوع من الحلي يؤكد مدى رواجه وسط العائلات الجزائرية التي وجدت فيه بديلا للذهب الذي لم يعد في متناول النواعم وحرمهن حتى من حقهن في التأنق والتجمّل.