جدّد سكان قرية العشيبة، التي تبعد عن ولاية المدية بحوالي 15 كلم، والتابعة اقليميا لبلدية اولاد ابراهيم، مطالبهم من السلطات المحلية بإعادة النظر في استراتيجية توزيع المشاريع التنموية من اجل تحسين اوضاعهم المعيشية المزرية التي باتوا يتخبطون فيها منذ امد بعيد، في ظل انعدام أدنى المرافق الضرورية الواجب توفرها بهذا الدوار المعزول، ما جعل السكان يعانون الحرمان المفروض عليهم من طرف السلطات المحلية. ابدى سكان منطقة العشيبة استياءهم الشديد من الغياب شبه التام لادنى المرافق اللازمة، وهو ما لاحظته «السياسي» خلال زيارة لها بالقرية، حيث اكتشفنا ان السكان يعيشون وضعا كارثيا ببيوت هشة مشيدة من الطوب، حيث لا يمكنك الوصول اليها الا بعد اجتياز مسافات طويلة مشيا على الاقدام في ظل الغياب الشبه الكلي للمواصلات.
اجمع جل سكان العشيبة الذين صادفناهم أن الوضع بات لا يحتمل، حيث يزداد الوضع تأزما خلال موسم الشتاء اين يواجهون مصاعب جمة في التنقل والسير بعدما تغرق القرية في الاوحال التي يصعب اجتيازها مرجعين السبب الى اهتراء الطريق الرئيسي الذي تتخلله الحفر بكل الاحجام ما يجعلها مصدرا لتجمع المياه الراكدة التي تدوم لاسابيع طويلة، ناهيك عن تسربات مياه الامطار عبر التشققات المتواجدة بالاسقف والجدران وهو الأمر الذي يزيد من برودة المساكن الطينية في ظل الغياب التام لشبكة غاز المدينة. ما جلب انتباهنا في هذه القرية، هو ان السكان لازالوا يقومون بالطهي على النار، حيث تتجه معظم العائلات الى الاحتطاب بسبب انعدام الغاز الطبيعي والنقص الفادح لقارورات البوتان بالمنطقة التي تعرف باثمانها الباهضة.
الدواب.. وسيلة لجلب المياه
ولانعدام ماء الشروب بهذه المنطقة النائية، يتحتم على السكان قطع مسافات طويلة وشاقة، من اجل جلبه من مختلف الابار على غرار عين سيدي يخلف التي تعتبر المكان الوحيد التي يوفر لسكان العشيبة الماء الشروب حيث أكد المعنيون ان العملية لا تتم إلا باستعمال الحمير كوسائل نقل، وما زاد من تخوف السكان هو القابال على فصل الصيف الذي تشتد به درجات الحرارة ما قد يؤدي الى جفاف حقيقي بالمنبع الذي يزودهم بالماء، ناهيك عن انتشار مختلف انواع الحشرات الضارة التي تعمل على نقل الميكروبات والجراثم الى قاطني المنطقة الذين نخرت اجسادهم الامراض المزمنة من الحساسية والصدرية.
غياب وسائل النقل يعزل القرية
أشار قاطنو القرية الى أن الوضع الذي بات يشكّل هاجسهم اليومي هو النقص الفادح لوسائل القل ما يجعلهن ينتظرون لساعات تحت اشعة الشمس الحارقة وللبرودة الشديدة لانتظار مرور حافلة او شاحنة لتقلهم الى وجهتهم، وعلى حد تعبيرهم، يجددون بدورهم مطالبهم من السلطات المعنية، بضرورة صيانة واعادة تهيئته في اقرب الاجال مع توفير حافلات تحد من المشقة لتي يكابدونها بصفة يومية.
التعليم يقتصر على الذكور فقط
تحدث اولياء الامور بقرية لعشيبة عن التعليم بها حيث أكدوا على انه يقتصر على الذكور فقط دون الاناث، لان استكمال الدراسة بهذه المنطقة يتطلب الإنتقال الى البلديات المجاورة بعد قطع عشرات الكيلومترات، ناهيك عن مصاريف التنقل بالسيارات الجماعية التي تتقل كاهل الاولياء، كما اضافوا إلى ان المنطقة تحوي ابتدائية وحيدة لا تحوي تلاميذ المنطقة.