بررت مديريات توزيع الكهرباء والغاز، سبب الانقطاعات الكهربائية التي حدثت بنسبة منخفضة جدا خلال هذا الصائفة مقارنة بالعام الماضي، بالاعتداءات، سواء من طرف اللصوص الذين يكبدون المديريات خسائر معتبرة بسرقتهم لأجهزة داخل المحولات تقدر قيمتها ب25 مليون سنتيم للجهاز، أو بقرصنة كميات معتبرة من الكوابل رغم استبدال الشبكة بأخرى غير نحاسية، فضلا عن الاعطاب التي تحدثها العديد من شركات الأشغال في العديد من الولايات والتي تؤدي إلى انقطاعات في التيار الكهربائي على شريحة كبيرة من المواطنين. مديرية جسر قسنطينة تفقد 18 جهاز«قاردي» أفادت فتيحة صادقي المكلفة بالإعلام على مستوى مديرية توزيع الكهرباء والغاز بجسر قسنطينة، أن هناك ظاهرة اعتداء جديدة على مستوى المحولات الكهربائية الجديدة أين تستهدف أجهزة «كاردي T4 » المتواجد على مستواها، والتي تبلغ قيمتها المالية 25 مليون سنتيم للجهاز الواحد، موضحة ان المديرية فقدت ما يقارب 18 جهازا منذ السنة الماضية، من بينها 7 أجهزة خلال السداسي الأول من العام الجاري، وهذا يعني -بعملية حسابية- أن المديرية تكبدت خسائر مالية بلغت 450 مليون سنتيم جراء هذه الاعتداءات على الأجهزة، وهذا ما يتسبب كما قالت في انقطاع التيار الكهربائي على المواطنين. وحذرت صادقي من تنامي هذه الظاهرة وانتعاش سوقها عبر الوطن، والتي تتسبب في تسجيل أعطاب تفضي إلى انقطاع التيار الكهربائي، وقالت المتحدثة أنه في السنة الماضية فقط تم تسجيل 11 اعتداء على مثل هذه الأجهزة، أما منذ دخول السنة الجارية فقد تم تسجيل 7 اعتداءات على مركبات وأجهزة المحولات الكهربائية، وأكدت أن هذه الظاهرة عرفت انتشرا معتبرا على خلفية تقليص في سرقة الكوابل الكهربائية التي تم استبدالها بأخرى غير نحاسية. وقالت المتحدثة خلال اتصال ل«السياسي» أمس، ان اللصوص تحفهم مخاطر مميتة وقاتلة جراء تجرؤهم على اقتحام المحولات الكهربائية من أجل الظفر بجهاز T4 تحت خطر ضغط عالٍ يتراوح بين 30 إلى 60 ألف فولط، وفيما يخص العراقيل الأخرى التي تحدثت عنها صادقي والتي تعيق عمل أعوان المديرية في التحكم في الأعطاب وإعادة التيار الكهربائي إلى المواطنين في حالة الانقطاعات، هو تواجد كميات هائلة من القمامات والأوساخ أمام المحولات الكهربائية، مما يحول دون قيام أعوان التصليح بالسرعة الكافية من أجل إصلاح الاعطاب. وفي سياق آخر قالت المتحدثة ان الانقطاعات الكهربائية انخفضت بنسبة 95 بالمائة خلال هذا الصيف بالمقارنة مع العام الماضي بعد ان تم تعزيز شبكة التوزيع ب170 محول كهربائي، موضحة ان العملية كانت ايجابية، وتبقى الانقطاعات الجد محدودة التي حدثت مؤخرا، جراء قدم بعض الكوابل فضلا عن المدة الزمنية التي يستغرقها أعوان التصليح الكهربائي بعد الاعتداءات. وأكدت المتحدثة انه لا توجد مشكلة في عملية التزويد بالكهرباء هذا العام إطلاقا في مديرية توزيع الكهرباء والغاز بجسر قسنطينة التي تلبي طلب أكثر من 100 ألف زبون في11 بلدية، وهذا جراء الإجراءات والتدابير المتخذة تفاديا لتكرار سيناريو العام الماضي الذي وصفته بالاستثنائي. نحو مقاضاة شركة ترامواي قسنطينة من جهته، أكد عبد الحميد بلاغة المكلف بالإعلام على مستوى الشركة الوطنية لتوزيع الكهرباء والغاز بالشرق، ان 90 بالمئة من نسبة الانقطاعات الكهربائية على مستوى 16 ولاية شرقية خلال شهر رمضان، تسببت فيها الاعتداءات على مختلف شبكة التوزيع سواء الغاز أو الكهرباء، وقال المتحدث أن الشركة رفعت دعوة قضائية منذ أربعة أيام فقط ضد شركة تباشر أشغالها في ترامواي قسنطينة، بعد أن أحدثت 3 أعطاب خلال 9 أيام فقط، مما جعل المواطنين يتعرضون إلى انقطاعات في التيار الكهربائي. وقال بلاغة خلال اتصال ل«السياسي» أمس، أن عملية تعزيز شبكة توزيع الكهرباء بلغت نسبة الانجاز فيها حوالي 85 بالمئة، من خلال تزويدها ب 1789 محولا لتكتمل مختلف الأشغال وتدخل الخدمة مع نهاية الشهر المقبل، وقال المتحدث أن الشركة أحصت عدة اعتداءات منذ بداية السنة الجارية والتي بلغت 60 حالة اعتداء على حد قوله، فيما تم تسجيل 10 اعتداءات خلال شهر رمضان فقط على شبكات التوزيع والمحولات الكهربائية وغيرها من الأجهزة، سواء من طرف المواطنين أو شركات انجاز الأشغال العمومية وغيرها. وقال المتحدث أن هناك انخفاضا معتبرا وكبيرا في نسبة الانقطاعات الكهربائية هذا الصيف ولا مجال للمقارنة مع العام الماضي، حيث كانت الاعطاب تتسبب في انقطاعات تدوم حتى أربعة أيام كاملة، أما اليوم فأكبر مدة تم تسجيلها في هذا الانقطاعات لا تتجاوز ربع ساعة وهذا على خلفية الإجراءات والتدابير المتخذة من أجل تفادي تكرار سيناريو العام الماضي إلا أنه اعترف أن الاعتداءات تسبب في الانقطاعات المتكررة.