شدد الخبير الاقتصادي والمدير العام للشركة الجزائرية الدولية للاستشارات عبد المالك سراي أمس، خلال الندوة الصحفية التي احتضنها «فوروم ديكانيوز» ببن عكنون، على ضرورة تحرك الحكومة لضمان توفير المناخ المناسب للمشاريع الموجهة للنهوض بالفلاحة الصحراوية، وذلك بحضور رئيس الاتحاد الوطني للمهندسين والتقنيين الفلاحين زان يحيى، والمندوب الجهوي لولاية غرداية يحيى بلحاج مزيان، الى جانب شباب مستفيد من القروض الموجهة للاستثمار بالجنوب. حيث دعا سراي السلطات على غرار وزارة الفلاحة باعتبارها العنصر الفعال في مجال الاستثمار واستراتيجية تطوير الزراعة في الجنوب، إلى جانب وزارة الداخلية ووزارة الموارد المائية، فوزارة الأشغال العمومية للتدخل العاجل من أجل توفير المياه، والطرقات إلى جانب الكهرباء قصد تسهيل عملية الاستثمار في الولايات الجنوبية وجذب أكبر عدد من المستثمرين الشباب لمزاولة هذا النشاط بالمناطق الصحراوية التي تمتلك أراضي فسيحة يساهم استغلالها بشكل عقلاني ومدروس في سد حاجيات البلد من الحبوب الجافة ومختلف المواد الأخرى كاللحوم الحمراء والحليب. وأكد ذات الخبير، أن الدولة تسعى لاستغلال أراضي الجنوب واستصلاحها من أجل استغلالها في عملية الإنتاج المحلي وخلق ما سماه «جزائر خضراء بالجنوب»، مشيرا في سياق ذي صلة إلى ضرورة استغلال الشباب لفرصة الاستقرار السياسي، الاقتصادي والأمني لتجسيد هذه المشاريع التي تهدف أساسا إلى النهوض بالقطاع الفلاحي بتحقيق الاكتفاء الذاتي في بعض المنتوجات على غرار القمح، الذرة، اللحوم البيضاء، زراعة الحلفة وتصنيع الورق، الحليب وغيرها من المشاريع الرامية إلى الخفض من فاتورة الاستيراد ورفع الإنتاج الوطني. كما ثمن سراي مخطط وزارة الداخلية في محاربة البيروقراطية التي تمارسها الإرادة والتي تحول دون تطبيق مختلف المشاريع الهادفة بدفع العجلة الاقتصادية على أرض الواقع، وشدد على ضرورة تكثيف التمويل المالي للقطاع الفلاحي وتحديث هياكله، ومنح الأولوية للفلاحة في البرامج الاستثمارية الحكومية، وإدخال التكنولوجيا في شتى المجالات باعتبار ذلك السبيل الوحيد لرفع مستوى الإنتاج والإنتاجية بالبلاد. وأشار الخبير الاقتصادي إلى أن الدولة قامت برفع الضرائب الجبائية عن الاستثمارات الفلاحية في الجنوب، من خلال تقديم قروض بدون فوائد لمدة عشر سنوات كاملة.