لايزال الجدار الذي بناه المخزن في الصحراء الغربية، يشكل أحد أكبر مظاهر التضييق والتمييز العنصري في تاريخ القارة الإفريقية والعالم، فهو شبيه جدار العار الذي بناه الصهاينة لتقسيم فلسطين، حيث يعمل على تقسيم الشعب الصحراوي إلى قسمين وفصل أرضه إلى جزئين، أمام مرأى ومسمع المجتمع الدولي، وقد عاشت «السياسي» في قلب المظاهرات التي قامت بها النساء الصحراويات أول أمس، مطالبة بإسقاط جدار العار الذي تم بناؤه بالرمال، والمحاط بالألغام على طول الخط، مخلفا في كل مرة عشرات المصابين والقتلى في صفوف الشعب الصحراوي. * المخزن لجأ إلى خبرات إسرائيلية لبناء جدار العار عمل إعلام المخزن على التضليل الإعلامي على الرأي العام العالمي لكسب رهان الصحراء الغربية، إلا أن هذا الرهان كان خاسرا في الأخير، حيث فضحت وسائل الإعلام العالمية وقبلها الجزائرية سياسية العنصرية التي اتبعها نظام المخزن لعزل الشعب الصحراوي من خلال انتهاكه لحقوق الإنسان في الصحراء الغربية، فضلا عن الاعتداءات اليومية على المواطنين الصحراويين، أمام مرأى ومسمع المجتمع الدولي وهيئة الأممالمتحدة، ومن بين القضايا التي لاتزال تأسر الشعب الصحراوي في منطقة معزولة، هي بناء المغرب لجدار العار سنة 1980 من أجل تقسيم الشعب والأرض الصحراوية، وهذه الحقيقة كشفتها العديد من وسائل الإعلام سابقا، حيث أن ما كان يسمى جدار الرمال الواقي عند نظام المخزن، هو في الأخير حقيقة مستندة إلى الواقع بعدما ضلل المخزن المجتمع الدولي والعالم على أن الجدار الرملي واقٍ فقط، لتتضح الصورة في الأخير، أن المخزن لجأ إلى خبرات تل أبيب وواشنطن لبناء جدار بطول 2720 كلم بين سنتي 1980 و1987، وأكدت المصادر الاعلامية في نفس السياق أن المغرب لجأ إلى خبراء عسكريين من الكيان الصهيوني لبناء جداره الأمني الواقي من اختراقات الشعب الصحراوي المطالب بحريته ووحدة ترابه كاملة، وأن هذا الجدار لازال يكلف خزينة المملكة ما قيمته 2 مليون أورو يوميا «2 مليار و200 مليون سنتيم». * جدار العار مقابل معاهدة «كامب ديفيد» وأوضحت نفس المصادر أن الدعم الذي لقيه المغرب من طرف الكيان الصهيوني لبناء هذا الجدار، كان ثمن الدور الذي لعبه الراحل الحسن الثاني في الوصول إلى اتفاقية السلام بين مصر وإسرائيل سنة 1978 والمشهورة بكامب ديفيد، وقالت المجلة أن إقامة هذا الجدار كان الغاية منه في البداية حماية المدن المغربية التي كانت تتعرض لهجمات متوالية من طرف مقاتلي الجبهة، وخاصة مدينتي العيون والسمارة، مشيرة إلى أن الخبراء الصهاينة كان لهم دور بارز في إقامة هذا الجدار، وأن دورهم إلى جانب الخبراء الأمريكيين انحصر في تقديم استشارات فنية وتقنية إلى جانب دعم «لوجيستيكي» من خلال تزويد الجيش المغربي بالآليات الخاصة بالحفر في الرمال من جرافات وشاحنات. حقول ألغام وقواعد عسكرية على طول الخط وأشارت نفس المصادر، قائلة إنه على طول 2720 كلم التي يمتد على مداها الجدار الأمني، هناك حقول ألغام مدروسة بخرائط، إلى جانب رادارات مراقبة عن قرب من طراز «راسورا» وأخرى خاصة بالمراقبة عن بعد يصل مداها إلى 50 كلم، بالإضافة إلى قواعد عسكرية مقامة كل كيلومتر ونصف حتى كيلومترين. هذا، ويذكر أن حوالي مئة ألف عسكري من القوات المسلحة الملكية يرابطون على طول الجدار الأمني.
مشاركة دولية واسعة في المظاهرات لإسقاطه نظم الاتحاد الوطني للنساء الصحراويات برئاسة فاطمة المهدي أول أمس مظاهرة أمام جدار «الذل والعار» بالمحبس الصحراوي، وذلك بمشاركة 15 دولة على غرار الجزائر الذي مثلها الاتحاد الوطني للنساء الجزائريات، وبعض الدول الإفريقية كالموزمبيق، ناميبيا ودول جنوب إفريقيا إلى جانب إسبانيا، إيطاليا لمطالبة نظام المخزن بهدم الجدار والحد من الممارسات الهمجية في حق الشعب الصحراوي. «لا بديل، لا بديل عن تقرير المصير»، «كل الوطن أو الشهادة»، هي الشعارات التي رفعتها المئات من النساء اللاتي شاركن في المظاهرة السلمية، تنديدا منهن بتجاوزات المغرب الذي بطش بالصغير قبل الكبير، ليطالبن بهدم الجدار الذي عزل بين أفراد الشعب الواحد، وحرم الأم من ابنها، والأخ من أخته، ليعمل المخزن على تفكيك الشمل وتشتيت الأسر الصحراوية وعزلها. وأوضحت عضو الاتحاد الوطني للمرأة الصحراوية، رئيسة قسم الأسرة والصحة الإنجابية الشابة سيني ابراهيم، أن اتحاد النساء الصحراويات إلى جانب مئات النسوة المشاركات في المظاهرة جئن للوقوف تضامنا مع القضية الصحراوية، مردفة بالقول «مظاهرة اليوم، وقفة تضامن فيها نساء دول العالم على غرار المرأة الجزائرية، وبعض الدول الإفريقية كالموزمبيق، ناميبيا وجنوب إفريقيا من أجل مؤازرة النساء الصحراويات ضد الجدار، والحد من معاناتهن بسبب العزل، ومناهضة العنف الممارس ضد الشعب الصحراوي. ألفا وخمسمئة ضحية من جراء جدار الذل وفي نفس السياق، أكدت الشابة سيني ابراهيم، أن الجدار العازل المسمى «جدار الذل والعار» منبر لممارسة العنف المغربي على الصحراويين، كون أن طوله ملغم والذي تسبب في عدة خسائر تراوحت بحوالي 2500 ضحية منذ بنائه، وهو ما يهدد حياة العديد من السكان الصحراويين بمختلف فئاتهم، كما أكدت رئيسة قسم الأسرة والصحة الإنجابية، أن المرأة ستناضل بجانب أخيها الرجل، خصوصا وأن الكفاح نابع من صميم شعب يريد الاستقلال ويريد استرجاع كرامته بعد اللجوء لمدة 40 سنة. من جهتها أكدت نورية حفصي، رئيسة الاتحاد الوطني للنساء الجزائريات أن الاتحاد جاء للمشاركة في المظاهرة والمطالبة بهدم الجدار، خصوصا وأن الجزائر لطالما ساندت وتساند الشعب الصحراوي والشعوب المستعمرة في مختلف بقاع العالم، مشيرة إلى أن النسوة الجزائريات وغيرهن جئن للصحراء الغربية، لمواصلة التضامن مع الشعب الصحراوي عامة والنساء الصحراويات خاصة، باعتبار أن تأثير العنصر النسوي في مثل هذه القضايا العادلة إيجابي، فالمرأة تعرف كيف تبلغ صيتها، وأردفت محدثتنا تقول:«القضية شهدت تطور كبير جدا، خصوصا بعد ما قدمه كوكوس، والتقائي بالنواب الأمريكيين الديمقراطيين وغير الديمقراطيين مكنني من التماس وجود استجابة ونية لمساندة القضية الصحراوية وخاصة في الشق الخاص بحقوق الإنسان، خاصة وأن «كوكس راسل» التقى الرئيس أوباما خلال زيارة ملك المغرب، وقال بأن القضية الصحراوية في شقها المتعلق بحقوق الإنسان تحتاج إلى الكثير من المحادثات. ولد السالك يدعو لإرغام المغرب على إسقاط الجدار أكد وزير شؤون خارجية الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية سالم ولد السالك أن المجتمع الدولي مطالب بتحمل مسؤولياته من خلال إرغام المغرب على نزع ملايين الألغام المزروعة في أراضي الصحراء الغربية منذ 1975 حيث تتسبب يوميا في سقوط ضحايا من المدنيين الصحراويين. وأوضح ولد السالك: «أدعو الجمعية ال13 للبلدان الأعضاء في اتفاقية حظر الألغام المضادة للاشخاض وكامل المجتمع الدولي إلى إرغام المحتل المغربي على نزع الألغام من مئات المناطق في الصحراء الغربية التي زرعها (بألغام مضادة للدبابات والأشخاص) وذلك منذ بداية الاحتلال سنة 1975، في ذات السياق ندد رئيس الدبلوماسية الصحراوية بالخسائر التي تخلفها الألغام المغربية حيث تقتل وتنكل بشكل يومي بالمدنيين الصحراويين في الأراضي المحتلة والأراضي المحررة من الصحراء الغربية، وأشار في هذا الخصوص إلى «مقتل خمسة أشخاص من بينهم طفلين من أسرة واحدة في شهر نوفمبر الأخير جراء انفجار لغم بالقرب من منطبة قلتة زمور» مضيفا أن أكثر من خمسة (5) ملايين لغم قد تم زرعها من قبل المحتل المغربي في الأراضي الصحراوية. .