* تحقيقات أمنية تكشف المتورطين في عمليات التحريض * توقيف المشتبهين في وفاة شاب بغرداية لقي قرار المديرية العامة للأمن الوطني القاضي بتوقيف ثلاثة من موظفي الشرطة وإحالتهم على القضاء بعد انتهاء اللجنة التي أوفدها اللواء عبد الغني هامل المدير العام للأمن الوطني للتحقيق في أحداث غرداية استحسانا كبيرا لدى سكان وأعيان المنطقة الذين استبشروا به خيرا، في انتظار المزيد من الإجراءات التي ينتظر أن يعلن عنها قريبا لوضع حد لكل المحاولين لضرب استقرار غرداية، بعد انتهاء لجان التحقيق المحلية من عملها. أكدت مصادر من غرداية أن قرار اللواء عبد الغني هامل المدير العام للأمن الوطني الذي جاء بعد انتهاء تحقيق اللجنة المكلفة بالنظر في الأحداث الأخيرة التي عرفتها الولاية بمثابة رد واضح وصريح على كل محاولات التشكيك في مصداقية القرارات المتخذة من طرف الدولة لوضع حد للانزلاق الأمني الذي عرفته المنطقة في الآونة الأخيرة، كما أضافت ذات المصادر أن ذلك جاء كدليل على أن مواجهة ما يحدث في غرداية لن يؤثر عليه أي نوع من الضغوطات مهما اختلفت أشكالها، مواجِهة برزانة ومعاقِبة كل المتورطين في الأحداث حتى لا يتم الوقوع في فخ ظلم أي متهم بالتورط. وأشارت ذات المصادر أن سكان غرداية رحبوا بهذه القرارات، فيما طالبوا بالتسريع في الكشف عن نتائج لجان التحقيق المحلية والمضي في مثل هذه النوعية من القرارات الحاسمة، التي جاءت تجسيدا ميدانيا للوعود التي أطلقها الوزير الأول عبد المالك سلال من جهة، وإسقاط الحجج التي يحاول المشككون اللعب على أوتارها لإثارة وإشعال نار الفتنة بين الإخوة في غرداية، ويقول المراقبون للوضع في غرداية بعد توقيف ثلاث ضباط من قبل هامل أنها صفعة قوية للمشككين في نوايا الدولة الجزائرية في معاقبة كل من تجرأ على التهاون في أداء مهامه أو قام بتجاوزات. وأشارت مصادر أمنية مطلعة ل السياسي أن تحقيقات أمنية مكثفة تتم حاليا عن مواقع للتواصل الإجتماعي تتخذ مهمة التحريض لزرع الفتنة بين سكان غرداية، حيث ينتظر أن تكشف هذه التحقيقات عن مفاجآت كبيرة للكشف عن أسماء المتورطين ولن تتراجع الدولة لكشفهم للرأي العام وإحالتهم على العدالة. من جهة أخرى أعلنت مصالح الشرطة القضائية لأمن ولاية غرداية، أول أمس، عن توقيف مسؤولين مزعومين بتهمة الضرب والجرح المفضي إلى الوفاة خلال المواجهات الأخيرة بين الشباب بغرداية، وأوضح ذات المصدر أن التحقيق الذي فتحته الشرطة القضائية بعد تعرض شاب في 35 من العمر إلى ضربات على رأسه باستعمال آداة حديدية مما أدى إلى وفاته متأثرا بجروحه في مستشفى غرداية سمح بتوقيف المسؤولين. وأفاد ذات المصدر أنه تم عرض المتهمين اللذين اعترفا خلال التحقيق بالتهم المنسوبة إليهما على وكيل الجمهورية لدى محكمة غرداية الذي أمر بتوقيفهما بتهمة الضرب والجرح المفضي إلى الوفاة، وكان الضحية البالغ من العمر 35 عاما قد تعرض لجروح خطيرة خلال المواجهات التي شهدتها مدينة غرداية مؤخرا قبل أن يلفظ أنفاسه الأخيرة متأثرا بجروحه رضوض في الجمجمة بمستشفى تيرشين . ويتعلق الأمر بثاني حالة وفاة تسجل خلال المناوشات بين مجموعات من الشباب تخللتها أعمال تخريب ونهب وإضرام النار في العديد من المحلات التجارية والسكنات وواحات النخيل وسيارات الخواص. بلعيز: إذا كانت هناك تجاوزات من بعض أفراد الشرطة فلابد من إحالتهم على العدالة وفي نفس السياق أكد وزير الدولة وزير الداخلية والجماعات المحلية الطيب بلعيز أمس بالجزائر العاصمة أنه إذا كانت تجاوزات بعض أفراد الشرطة في غرداية تشكل جرائم في قانون العقوبات فلابد من إحالتهم على العدالة لتقوم بما تراه مناسبا وفقا للقانون. وصرح بلعيز في تصريح للصحافة على هامش أشغال جلسة علنية بالمجلس الشعبي الوطني خصصت للأسئلة الشفوية: إذا كانت هناك تجاوزات قام بها بعض رجال الشرطة في غرداية فهي معزولة وفردية وفتحنا تحقيقات في هذه الاتهامات ، مضيفا أنه إذا توصلت التحقيقات إلى إثبات تجاوزات بالفعل فلابد من اتخاذ عقوبات إدارية، وإذا كانت هذه الأفعال تشكل جرائم في قانون العقوبات لابد من إحالة هؤلاء على العدالة لتقوم بما تراه مناسبا وفقا القانون . وذكر بلعيز أن أعيان منطقة غرداية خلال لقائهم بالحكومة في 2 جانفي الماضي ممثلين ب 12 من الإباضيين و12 من المالكية، كلهم أشادوا باحترافية ومهنية الأمن في التعامل مع الوضع ، مشيرا إلى أنه كان هناك كذلك بيانات نشرت أمس وقبل أمس تشيد باحترافية مصالح الأمن بغرداية . وأوضح وزير الدولة وزير الداخلية والجماعات المحلية أنه حتى منذ أول أمس الأمور كانت هادئة واستتب الأمن سواء في بلدية بريان أو القرارة ، مضيفا بقوله: أما فيما يتعلق بالمدارس والمؤسسات التربوية فقد فتحت أمس في ولاية غرداية في حدود 40 بالمئة . وعن وضعية ولاية غرداية قال وزير الداخلية: بعض المؤشرات والمعلومات الواردة أمس تدل على أن الأمور ستعود إلى طبيعتها من هدوء وتعايش واحترام بفضل الخيّرين وتفهم شباب المنطقة . ودعا بلعيز في نفس السياق إلى تغليب الحكمة لتجنب أعمال الشغب وتجنب العنف لأن المشاكل لا تحل بالعنف .