تقدم الجيش الوطني الشعبي من المركز الثامن والثلاثين إلى المركز الحادي والثلاثين في ترتيب أقوى جيوش العالم للعام 2014، والذي يعده كل سنة موقع غلوبال فاير باور الأمريكي المتخصص في الشؤون العسكرية، الذي صنفه ضمن اقوى الجيوش في العالم والأول في المنطقة المغاربية والساحل، ومن بين أهم أسباب هذا التقدم حنكته التي أشيد بها عالميا في التعامل من الإعتداء الإرهابي بتيقنتورين. ويُظهر التقرير أن الجيش الوطني الشعبي تقدم بسبع مراتب عن ترتيبه للعام 2013، وقد احتل الجيش الأمريكي المرتبة الأولى عالميا محتفظا بصدارته، وحلت روسيا في المركز الثاني، والصين في المرتبة الثالثة، ويستند التصنيف إلى عدة عناصر أساسية لترتيب الجيوش مثل القوى البشرية والجيش البري والقوات الجوية والقوات البحرية واحتياطي النفط والاحتياطي القومي وجغرافيا الدولة. ومن بين الأسباب التي جعلت التقارير الأمريكية والغربية تشيد باحترافية وقوة الجيش الجزائري هي قدرته على دحض الإرهاب الذي أصبح ظاهرة عابرة للقارات التي لطالما حذرت الجزائر منها في ظل الأزمة الأمنية التي كانت تعيشها طيلة سنين الجمر، والتي استطاع فيها الجيش الوطني الشعبي أن يحافظ على الوحدة الترابية للوطن والشعب الجزائري رغم كيد الأعداء وشماتة الأصدقاء والأشقاء، وقد أعطى الجيش الوطني الشعبي درسا آخر حيّر فيه العالم بعد الهجوم الإرهابي الذي طال المركب الغازي بتيقنتورين بولاية إيليزي في 16 جانفي الماضي، حيث وبعد أن كانت رهانات العالم تصب في صالح أن الإرهابيين ال32 سينفذون مخططهم، كان لهم الجيش الوطني الشعبي بالمرصاد وأدحض هجومهم وقدّم درسا ورسالة للعالم على أن التراب الوطني خط أحمر، سيتكسر وينهار على أسواره كل من يتجرأ للمساس بحرمته. وقد أشادت العديد من التقارير العسكرية الغربية في السنوات الأخيرة، بقدرات الجيش الجزائري في أداء مهامه، والاحترافية التي يتميز بها بالمقارنة مع مختلف جيوش المنطقة، حيث أكد تقرير آخر للمعهد الأمريكي للدفاع الاستراتيجي والاستعلام، أن الجزائر البلد الوحيد في إفريقيا القادر على مواجهة الإرهاب، وتأتي هذه المكانة التي تبوأ فيها الجيش الجزائري المرتبة الأولى بعد سنوات من الخبرة القتالية التي اكتسبها سواء ضد المستعمر الفرنسي والحلف الأطلسي، باعتباره سليل جيش التحرير الوطني أثناء الثورة، وبعد نجاحه على جميع الأصعدة في كسب رهان كل التحديات التي واجهته بعد الاستقلال، وكان قادرا على تأمين الحدود وكسر شوكة الإرهاب الذي حاول أن ينغص استقرار الجزائر. وقد قال التقرير الأمريكي السالف الذكر، أن الجيش الجزائري ينتزع لأول مرة الصدارة من نظيره المصري الذي دأب على احتلال الرتبة الأولى طيلة سنوات خلت، وقال المصدر أن الأفضلية التي حصل عليها الجيش الجزائري جاءت على خلفية عصرنة المعدات والتجهيزات الدفاعية التي يمتلكها خاصة من أجل مواجهة المخاطر الأمنية في الساحل الإفريقي، والتي تهدد أمن حدود البلاد، وأيضا إلى الأهمية التي تمنحها الدولة الجزائرية إلى الصناعة العسكرية في مجال الدفاع.