أجمع العديد من المحللين السياسيين على أن رسالة رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة الموجهة إلى الشعب الجزائري جاءت ردا على بعض الجهات المشككة في قدرة الرئيس على قيادة البلاد، داعين المواطنين الذين أصروا على ترشحه التوجه إلى صناديق الاقتراع، ومحذرين من التلاعب بالمصلحة الوطنية. بن شريط: لا أحد بإمكانه نكران فضل الرئيس وإنجازاته أكد المحلل السياسي، عبد الرحمان بن شريط فيما يتعلق برسالة رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة، أن لا أحد ينكر فضل الرئيس وإنجازاته التي قام بها على المستوى الوطني، وأوضح بن شريط أن بوتفليقة له يد بيضاء على الجزائر، حيث ارتبط اسمه بالمصالحة الوطنية والوئام المدني الذي يشهد له التاريخ على ذلك، مضيفا أن برنامجه وإنجازاته للثلاث عهدات التي تولاها مثلما تعتريها بعض النقائص إلا أنها عرفت أيضا العديد من الإيجابيات، مضيفا أن الأحزاب السياسية المعارضة والمعارضين لترشح الرئيس اكتفوا فقط بالنظر إلى النقائص متناسين بذلك الإيجابيات والإنجازات التي حققها. لعقاب: بوتفليقة دافع عن حصيلته خلال سنوات من جهته، أوضح المحلل السياسي وأستاذ الإعلام والاتصال، أن رئيس الجمهورية دافع عن حصيلته على الصعيد التنموي والسياسي وعلى الصعيد الأمني، مضيفا أنه قدم مؤشرات عن الوضع الذي كان في الجزائر قبل توليه الحكم والمسؤولية، موضحا أنها كانت إشارة صريحة للوضع الأمني. وأضاف محمد لعقاب، أن رئيس الجمهورية أشار في رسالته إلى أن الأهم في حال تم انتخابه لعهدة جديدة هو تعديل الدستور الذي سيتم حسبه بإشراك كل الفاعلين السياسيين ما يعني أنه تجاوب في هذه القضية مع الرئيس السابق اليمن زروال الذي لطالما سعى إلى هذا الأمر. وقال لعقاب، أن القضية الأخرى التي أشار إليها عبد العزيز بوتفليقة هو أن هذا الترشح جاء استجابة لطلبات مختلف الفاعلين السياسيين والمجتمع المدني في الجزائر، موضحا أن الشعب نظرا للنتائج الإيجابية التي حققها خلال توليه الرئاسة يريد منه مواصلة المشوار لتحقيق المزيد. صالح سعود: رسالة بوتفليقة رد على من شككوا في قدرته على العمل وقال المحلل السياسي صالح سعود، أن هذه الرسالة شكليا تُعد ردا على مجموعة من التصريحات والرسائل التي أصدرتها بعض الشخصيات لاسيما تلك التي شككت في قدرة الرئيس على القيام بعمله. وأفاد المحلل السياسي أن هذه الرسالة جاءت كذلك لطمأنة الشباب بأن المسألة لا تتعلق بالوصول إلى سدة الحكم ولكن بتهيئة الأوضاع للانتقال السلمي للسلطة بطرق قانونية دستورية إلى الشباب، حتى لا يحدث هناك فراغ سياسي يمكن أن يستعمله البعض لأغراض شخصية، وأكد صالح سعود أن الملاحظة على الرسالة ككل، أنها لم تمس بشخصية المترشحين ولا الشخصيات التي تقدمت قبله برسائل والتي تهجمت على شخص بوتفليقة، مفيدا في هذا الصدد أن الرئيس أراد من خلال ذلك أن يُبين التزامه بنزاهة الانتخابات واحترامه لمتطلبات الديمقراطية، وأن يُطمئن الشعب بأن الجزائر ليست مرتبطة بشخص وإنما مرتبطة بمؤسساتها. وخلص محدثنا أن هذه الرسالة تدخل في إطار تهدئة الساحة السياسية وطمأنة بعض المشككين في قدرته على قيادة البلاد، وفي الوقت ذاته رد دبلوماسي موجه إلى الخارج، وفي الوقت نفسه يُحذر من التلاعب بالمصلحة الوطنية.