نظّم المتحف العمومي الوطني للفنون الجميلة بالحامة، أول أمس، حفلا بمناسبة استرجاع الجزائر عملا فنيا المتمثل في لوحة زيتية لصاحبها جان فرانسوا مي، الموسومة امرأة تطعم أبناءها ، التي تم سرقتها في سنة 1985 من المتحف البلدي السابق لمدينة وهران والمسمى حاليا المتحف الوطني الشهيد زبانا . وقد جرت مراسيم الحفل بإشراف من وزيرة الثقافة، خليدة تومي، وبحضور والي الولاية، عبد القادر زوخ. وقد تم خلال هذا الحفل، الذي حضرته وجوه فنية وثقافية، تقديم عرض خاص حول اللوحة المسروقة، هذا الملك الثقافي ذي القيمة الكبيرة الذي هرب من الاقليم الوطني والذي تم استرجاعه وأعيد إدماجه ضمن المجموعات الفنية العمومية الجزائرية. وكانت في وقت سابق وبحضور وفد من الاطارات والخبراء بوزارة الثقافة العائدين من فرنسا، قد تسلمت وزيرة الثقافة بمطار هواري بومدين اللوحة الفنية التي أنجزها جان فرانسوا مي عام 1848 والتي ستعود الى المتحف الوطني زبانا بوهران بعد الإنتهاء من أشغال عملية التهيئة به. وقد سرقت اللوحة الفنية بيكي لجون فراسوا مي الى جانب لوحة فنية أخرى للفنان التشكيلي كوربي في 1985 من المتحف البلدي السابق بوهران، (متحف زبانا حاليا). وأفادت تومي أن وزارة الثقافة باشرت الإجراءات لاسترجاع لوحة بيكي سنة 2002 بعدما تلقت إخطارا من سفارة الجزائربفرنسا مفاده أن هذه الاخيرة ولوحة كوربي قد عرضتا للبيع في المزاد العلني. وأضافت أنه، وبالتعاون مع وزارة الشؤون الخارجية الجزائرية والسلطات الفرنسية، قامت وزارة الثقافة بإجراءات شاقة وطويلة، بغية استعادة اللوحة مشيرة الى أن مفاوضات وجملة من الاجراءات التي تخضع الى الاتفاقيات الدولية المتعلقة بالتراث لكل بلد ستتخذ لاسترجاع لوحة كوربي. تعد لوحة بيكي التي تحوي امرأة مزارعة تطعم أبناءها احدى الرسومات التحضيرية التي أنجزها الرسام التشكيلي جون فرانسوا ميي التي انجزها الفنان حول الموضوع بين سنوات 1848-1860 واقتناها متحف وهران في بداية الخمسينيات من القرن العشرين. وتمثل اللوحة أولى المراحل التي افضت الى انجاز لوحة 1860 المعروفة بالاطعام والمحفوظة حاليا بمتحف الفنون الجيلة بمدينة ليل الفرنسية، حسبما أوضحته دحماني نوال، نائب مدير تأمين الممتلكات الثقافية. وتبرز اللوحة بوضوح أسلوب الفنان في نهاية الأربعينيات من القرن ال19 قبيل استقراره في باربيزون بفرنسا عام 1849 حيث دأب على تصوير الحياة المتواضعة والشاقة للمزارعين والعمال البسطاء بكل واقعية بعيدا عن أي نظرة مثالية. وفي خطوة أخرى لاسترجاع الممتلكات الثقافية التي نهبت من الجزائر، تم استرجاع قناع الغورغون المسروق من الجزائر في 1996 من الموقع الاثري هيبون بعنابة من تونس.