تشكّل قطع الغيار جزءا أساسيا من محركات المركبات ويقبل السائقون على شرائها كل حسب قدرته، سيما وأن سوق قطع الغيار مليئة بالقطع الأصلية والمغشوشة وبينهما سعر مختلف ونتائج مختلفة أيضا. ألقت قطع الغيار المقلدة بظلالها على أصحاب المركبات الذين يرتادون المتاجر في رحلة بحث عن الأصلية، لكن عادة ما يقتنون الأقل مصداقية والمقلدة، فعلى أي أساس يشتري المواطن قطع الغيار هل هو السعر المتدني من يغريه أم ماذا؟. وأمام هذا الوضع الذي ساد قطع الغيار والذي جعل المواطن بين المخاطر المرورية والخسائر المادية، كشف أحد المواطنين، أنه يقتني قطع الغيار حسبما تمليه عليه ميزانيته، فإذا توفر لديه المال، يفضّل قطع الغيار الأصلية وإذا كان العكس، يقتني المقلدة، مضيفا أنه ينبغي اقتناء قطع الغيار الأصلية ولكن حسب علمه ليست متوفرة في السوق. فيما أكد مواطن آخر، انه مع اقتناء قطع الغيار الأصلية في ظل كثرة الأعطاب التي تسبّبها قطع الغيار المقلدة للمحركات، مؤكدا بالمقابل، أن بعض القطع المقلدة تناسب بعض المحركات. التجار: إن السلع متوفرة وبأسعار متباينة وللمواطن حرية الإختيار وفي خضم جملة الآراء التي أجمع عليها المواطنون، أكد التجار أن السلع بأنواعها متوفرة وبأسعار متباينة ويبقى على الباحث عن القطعة مهمة الإختيار. وفي الشأن ذاته، أكد أحد التجار، أن حرية اختيار قطع الغيار تعود للزبون، فمنهم من يفضّل اقتناء الأصلية ومنهم من يريد اقتناء المقلدة حسب قدرته المالية. فيما أوضح تاجر آخر، أن قطع الغيار أنواع، ففيها المقلدة وفيها الأصلية ونفس الحال بالنسبة للزبون حيث أن هناك من يطلب الأصلية وهناك من يطلب المقلدة اي كل واحد حسب قدرته الشرائية، طرف آخر يدخل في العملية وهو الميكانكي الذي قد يرفض تركيب قطع الغيار المقلدة، بالنظر للخطر الكبير الذي قد تخلفه على حياة صاحب المركبة وكذا مستعملي الطرقات. وفي ذات السياق، أكد ميكانيكي، أن بعض قطع الغيار، رغم أنها تناسب المكان المخصص، بعد أن يتم تركيبها، يقوم بتفكيكها بسبب الأخطار التي يمكن أن تسبّبها، مضيفا أن المواطن عندما يذهب إلى محلات بيع قطع الغيار، عادة ما يعلمه التاجر بأن سعر قطع الغيار يختلف حسب نوعية القطعة ،رغم أن ذلك من المفروض أن لا يحدث. وأوضح المتحدث انه من المفروض أن هناك قطعة غيار أصلية تكون مدة صلاحيتها لفترة طويلة تتراوح ما بين 5 إلى 10 سنوات وهناك قطع غيار مقلدة لا يمكن أن تطول مدة صلاحيتها طويلا وتتسبّب في حدوث الكثير من حوادث المرور ولم يخف الميكانيكي انه غالبا ما يرفض تركيب قطع الغيار المقلدة، نظرا لخطورتها. تحقيقات تثبت تحايل المستوردين لقطع الغيار المقلدة.. زاد من حوادث المرور إن تحقيقات مصالح الأمن في حوادث الطرقات التي تشهد ارتفاعا مخيفا من فترة إلى أخرى، أكدت أنه بالإضافة إلى العامل البشري والإفراط في السرعة، مشكلة الصيانة وتركيب قطع الغيار المقلدة تبقى من الأسباب الرئيسية لوقوع حوادث المرور. وفي سياق متصل، أكد رئيس خلية الإعلام بمديرية الأمن الولائي، الملازم الأول عبد الرحمن رحماني بوهران، أن العوامل الأخرى نجدها في حالة الطرقات وفي رداءة الأحوال الجوية، مضيفا أنه فيما يخص حوادث المركبات، فترتكز الأسباب في عدم احترام الصيانة او استعمال قطع غيار مقلدة وغير مطابقة لقطع الغيار التي تكون لها مواصفات تقنية تضمن السلامة. ووجّه المتحدث نصيحة للمواطنين مفادها الحرص على الصيانة الدائمة والصحيحة للمركبة دائما. للإشارة، فإن تحايل المستوردين لقطع الغيار المقلدة زاد من تعفن الوضع بعد تضاعف عدد حوادث المرور التي تصنع بالطرقات مشاهد متكررة، في وقت تبقى فيه المراقبة الصارمة مهمة الجميع.