أولاً: ما هو ضغط العين؟ إن ضغط العين ما هو إلا عبارة عن ضغط السوائل بداخل العين، وهو ما يطلق عليه إسم الخلط المائي (Aqueous humor)، وهو عبارة عن سائل يشبه في تركيبه بلازما ولكن يحتوي على كمية قليلة من البروتين مما يعطيه صفاء لعدم منع حجب الضوء عن المرور، كما أنه يوجد بين القرنية وعدسة العين. * كيفية نشأة ضغط العين؟ إن ضغط العين يعتمد على الخلط المائي. وأن بداخل العين يوجد نظام محكم لإنتاج وللتخلص من هذا السائل بصفة منظمة. حيث أن تكوين الخلط المائي عملية مستمرة يتم فيها تكوين الخلط المائي ثم يلحقها بفترة عملية للتخلص من هذا السائل بمقدار معين، بحيث لا يتراكم هذا السائل بكمية كبيرة تودي إلى ارتفاع ضغط العين أو بكميات قليلة تودي إلى أن تفقد العين وظيفتها. فعملية التكوين والتخلص من الخلط المائي عملية منظمة ومستمرة تسمح بأن يكون ضغط العين بمقدار محدد لايودي إلى مخاطر، والتي تتنج عن ارتفاع ضغط العين أو انخفاضه. * كيف يتم تكوين الخلط المائي؟ يتم تكوين الخلط المائي عن طريق جسم مهدب يوجد بالحجرة الخلفية من العين، والتي تقع بين عدسة العين والقزحية (الجزء الملون من العين) ثم يمر الخلط المائي عبر حدقة العين ليصل إلى الحجرة الأمامية والتي تقع بين القزحية والقرنية (الجزء الشفاف من العين)، وهناك يتم التخلص من الخلط المائي عن طريق الشبكة التربيقية والتي توجد في زواية 360 درجة، والتي تتكون نتيجة إلتقاء القرنية مع القزحية. يتم من خلال تلك الشبكة مرور الخلط المائي ليمر بعد ذلك إلى قناة شليم ، وهي عبارة عن قنوات تحيط بالعين عددها من 15 الى 20 قناة تتلقي الخلط المائي من الشبكة التربيقية إلى مجموعة من الأوردة توجد فوق الصلبة (الجزء الأبيض من العين) ليعود مرة أخرى إلى الدم. * ما هي وظائف ضغط العين؟ ضغط العين هو مسؤول على إعطاء العين شكلها الدائري، بالإضافة إلى أنه يساهم في تنظيم مرور المواد الغذائية والأوكسجين من الدم إلى أنسجة العين، ويتم ذلك عن طريق فرق الضغط بين الأوعية الدموية الموجودة في العين والخلط المائي. * ما هو ضغط العين الطبيعي ومتى يعتبر مرتفع؟ إصطلح بين المتخصصين أن ضغط العين الطبيعي يترواح ما بين 10 الى 20 ملم زئبقي بمعدل 15.5 ملم زئبقي مع تغير بمعدل 2.75 ملم زئبقي بالزيادة أو بالنقص. يعتبر ضغط العين مرتفعا إذا تجاوز الرقم السابق ذكره مع عدم وجود ضرر على العصب البصري أو فقدان في مجال الرؤية، وهو ما يطلق عليه طبيا hypertension ocular، أما في حالة ارتفاع ضغط العين مع ضرر في العصب البصري أو فقدان في مجال الرؤية فيطلق عليه الغلوكوما أو الماء الزرقاء. كما يعتبر ضغط العين منخفضا إذا وصل أو قلّ عن 5 ملم زئبقي، مما يدل على أنه يوجد تسرب للخلط المائي خارج العين. * ما هي العوامل المؤثرة على ضغط العين؟ يوجد عوامل كثيرة تؤدي إلى اختلاف في نسب ضغط العين ومنها: - يختلف ضغط العين بإختلاف اليوم من الصباح بخلاف الليل، فنجد أن ضغط العين يقل ليلا عن النهار ويترواح الإختلاف ما بين 3 - 6 ملم زئبقي. - ممارسة التمارين: أجريت دراسات عديدة لتوضح علاقة ممارسة التمارين الرياضية وضغط العين، وقد وجد أن ممارسة بعض التمارين مثل المشي او الجري قد يقلل ضغط العين. - أيضا، تناول المشروبات التي تحتوي على مادة الكافيين قد تودي إلى زيادة ضغط العين، كما أن ضربات القلب ومعدل التنفس ومعدل تناول السوائل وبعض الأدوية التي قد تتستخدم موضوعيا في العين أو يتم تناولها عن طريق الفم قد تؤثر على ضغط العين. من أشهر الأمراض المتعلقة بضغط العين مرض الغلوكوما (المياه الزرقاء). ويعتبر مرض الغلوكوما من أكثر الأسباب التي تؤدي إلى فقدان البصر عند كبار السن وينتج المرض عن طريق ارتفاع ضغط العين مما يسبب ضررا للعصب البصري (الذي ينقل الإشارات العصبية من العين الى المخ) مما يؤدي إلى فقدان البصر. ومن المعروف أن ما يفقد من العصب البصري لا يمكن إعادة تكوينه مرة اخرى، مما يودي الى فقدان البصر بشكل نهائي. يعرف مرض الغلوكوما عند عامة الناس بالماء الأزرق، وفي الحقيقة فإن تسميته بهذا الإسم خطأ شائع إذ أنه لا توجد مياه زرقاء بداخل العين، ولكن أتت هذه التسمية من مفهوم كلمة الغلوكوما عند الإغريق، والتي تعني شلالات زرقاء، لأن المريض أحيانا يشاهد هالات زرقاء حول مصدر الضوء فيعطي الإنطباع أن بداخل العينين مياه زرقاء. * أسباب مرض الغلوكوما يتم إرتفاع ضغط العين عندما يفقد التوزان بين تكوين الخلط المائي وتصريفه خارجا. مما يؤدي الى تراكم الخلط المائي داخل العين، ويقوم هذا السائل على ضغط كل أنسجة العين بما فيها الشعيرات الدموية الدقيقة داخل العصب البصري وتلف هذا العصب. * من هم الأشخاص المعرضين للإصابة بمرض الغلوكوما؟ 1- وجود تاريخ مرضي عند الفرد في العائلة، حيث أن في بعض الحالات يكون سبب جينات عند الفرد تؤدي الى زيادة نسب حصول المرض عند هذا الشخص أكثر من غيره من الأفراد، ويتضح هذا في الغلوكوما المزمنة مفتوحة الزواية عند الأطفال (juvenile open-angle glaucoma). 2- تقدم عمر الإنسان، حيث أن معظم الدراسات تؤكد أن أي إنسان فوق 60 سنة تزداد عنده فرص الإصابة بمرض الغلوكوما. 3- وجود بعض الأمراض الصحية مثل: وجود سكر أو نقص في إفرازات الغدة الدرقية. 4- وجود بعض الأمراض في العين مثل: الإصابات في العين أو وجود أوارام سرطانية في العين أو إلتهابات في القزحية والقرنية أو تحرك عدسة العين من وضعها وبعض الجراحات في العين.