نظمت، جمعية مشعل الشهيد، أمس لقاءً تكريميا على شرف المجاهد بلقاسم سي هني، باعتباره رمزا من رموز جامعة الزيتونة، وذلك في إطار إحياء ذكرى مساهمة طلبة معهد الزيتونة في الثورة التحريرية تزامنا ومناسبة عيد الطالب المصادف ل19 ماي من كل سنة. وأوضح، المجاهد أحمد واضح، وهو أحد الطلبة الذين تمدرسو بجامع الزيتونة، خلال تدخله بمنتدى المجاهد ، أن جل طلبة الزيتونة قرروا المساهمة في الثورة التحريرية، بمجرد أن قامت فرنسا بإغلاق كل المعاهد والمدارس العليا التي كانت تلقن فيها اللغة العربية والدين الاسلامي في الجزائر أنذاك، مضيفا، أنه ابتدءا من سنة 1950 شرع الجزائريين بالنزوح إلى تونس والمشرق العربي لتلقي الدروس من اجل الحفاظ على مقوماتهم على غرار اللغة والدين الإسلامي، محاربين بذلك الظروف الصعبة والقاهرة ووقفوا في وجه الاستعمار الفرنسي الغاشم، وفي نوفمبر 1954 أردف ذات المتحدث يقول، أن الجو كان ملائما للطلبة من اجل الالتحاق بصفوف جيش التحرير، بالرغم من الدعاية الفرنسية التي حاولت بكل الطرق أن تمنعهم من الالتحاق بالثورة، من خلال ترويج إشاعة تتهم فيها المجاهدين بذبح الطلبة الذين يلتحقون بهم، لكنها فشلت في آخر المطاف، بعد أن كان عدد الطلبة الذين تركوا مقاعد الدراسة للالتحاق بجيش التحرير كبير جدا، ولم تكن الثورة فقط هي التي استفادت من أبنائها الطلبة الذين التحقوا بها، بل حتى هذه الفئة استفادت الكثير باكتسابها ثقافة ثورية وتكوينا لا يكمن إيجاده في مكان آخر، وجيش التحرير كان أحسن وأكبر جامعة والدليل على ذلك خيرة الرجال الذين تخرجوا منه والدبلوماسيين الذين جلسوا مع الفرنسيين بطاولة المفاوضات بإيفيان، وأحبطوا خلالها كل المناورات، التي كانت تهدف إلى تقسيم الجزائر ومنح استقلال جهة دون أخرى. بدوره، عبر المجاهد بلقاسم سي هني، عن فرحته بهذا التكريم والالتفاتة الطيبة، قائلا أنا سعيد بهذا التكريم الذي نظمته المنظمة بمناسبة عيد الطالب ، ولم يفوت الفرصة للحديث عن نضاله خلال الثورة التحريرية وبعد الاستقلال، ومن جانبه، أكد الامين العام للمنظمة الوطنية للمجاهدين سعيد عبادو على هامش الحفل التكريمي، أن تكريم المجاهد بلقاسم سي هني، مبادرة طيبة وتعتبر الطريقة الأمثل لتبليغ الأجيال الصاعدة بما قدمه جيل نوفمبر من تضحيات من أجل الاستقلال وخاصة الطلبة الجزائريين الذين ضحوا بالنفس والنفيس من أجل الجزائر.