شهدت الثورة التحريرية "مساهمة كبيرة وتأييدا هاما"للطلبة الجزائريين الذين كانوا يدرسون بمعهد الزيتونة بتونس كما أوضح عدداليوم الثلاثاء عدد من المجاهدين بالجزائر العاصمة . و أكد المتدخلون خلال لقاء نظمته جمعية مشعل الشهيد تكريما للمجاهد الطالب سابقا بمعهد الزيتونة, بلقاسم بن مهني, أن أغلبية الطلبة الجزائريين الذين درسوا في جامعة الزيتونة من بينهم المجاهدين المرحومين عبد الحميد مهري وعلي كافي والسيد لمين بشيشي التحقوا بصفوف الثورة التحريرية لنشر الوعي الوطني ومكافحة الاستعمار والتكفل أيضا بالتنظيم. وفي هذا الاطار تطرق المجاهد محمود الباي وهو أحد طلبة معهد الزيتونة الى الظروف الصعبة التي كان يعيشها الطلبة الجزائريين بتونس مشيرا الى أنهم اختاروا مغادرة البلاد لدراسة اللغة العربية والدين الاسلامي في بداية 1850 للحفاظ على الهوية الوطنية التي حاول الاستعمار طمسها آنذاك.وذكر المتدخل أيضا بكل التضحيات التي قدمها هؤلاء الطلبة قبل وبعد اندلاع الثورة التحريرية في اول نوفمبر 1954 حيث اختاروا الانضمام في صفوف الثورة كمسؤولين عسكريين وسياسيين الى جانب السهر على نشر الوعي الوطني في أوساط المجتمع. ومن بين هؤلاء الطلبة قدم المجاهد محمود الباي شهادات حية حول اسهامات المجاهد بلقاسم بن مهني الذي درس من جهته بمعهد الزيتونة والتحق بالثورة التحريرية عام 1955. واعتبر االمتدخل المجاهد بن مهني احد الرجال الذين اختاروا ان يهبوا حياتهم لتحرير الجزائر من قبضة الاستعمار واسترجاع السيادة الوطنية . وذكر في هذا الاطار بان المجاهد بن مهني كان قد تقلد عدة مسؤوليات خلال الثورة التحريرية حيث عين رئيسا على المنطقة الاولى التابعة للولاية الرابعة وتصدى لعدة هجومات لجيش الاحتلال بهذه المنطقة . كما أشاد بالدور الذي قام به المجاهد بن مهني بعد الاستقلال وذلك في معركة البناء والتشييد بتقلده عدة مسؤوليات هامة. في حين اعتبر الامين العام للمنظمة الوطنية للمجاهدين سعيد عبادو هذا اللقاء فرصة ل "مواصلة تبليغ الرسالة للاجيال الصاعدة وما قدمه الاسلاف من جيل نوفمبر من تضحيات لتحريرالوطن".وشدد السيد عبادو على وجوب الحفاظ على ذاكرة الامة معتبرا في نفس الوقت المجاهد بلقاسم بن مهني "مثالا تقتدى به الاجيال الصاعدة في مسيرتها للحفاظ على سيادة واستقرارالبلاد".