سطّر منتخب هولندا أولى مفاجآت كأس العالم لكرة القدم، بإسقاطه نظيره الإسباني بطل العالم بطريقة مدوية (5-1)، في أولى مبارياتهما في البطولة العالمية، على ملعب أرينا فونتي نوفا في باهيا. لم ينتظر لاعبو هولندا كثيراً ليبدؤوا المباراة بشكل فعلي، إذ إن فترة جس النبض لم تتجاوز الثماني دقائق حين اقتحم ويسلي سنايدر لاعب فريق غلطة سراي التركي منطقة الجزاء الإسبانية وسدد كرة قوية بين يدي إيكر كاسياس حارس مرمى فريق ريال مدريد الإسباني بطل دوري أبطال أوروبا. وحاول الإسبان امتصاص فورة وصيفهم في النسخة الماضية من المونديال، ونجحوا في إيقاف فرصتين للاعب بايرن ميونيخ الألماني آريين روبن، ونجم مانشستر يونايتد الإنكليزي روبن فان بيرسي قبل وصولهما للمحظور، في حين كان اعتماد أبطال العالم على هداف فريق أتليتيكو مدريد بطل الدوري الإسباني دييغو كوستا، في منحهم التقدم، إذ انحصرت تمريراتهم الأمامية وهجماتهم بهذا اللاعب الذي افتقد للمسة الأخيرة حتى بلوغ الدقيقة 26، حين كسر اللاعب البرازيلي الأصل مصيدة التسلل، واخترق منطقة الجزاء، غير أن مدافع فينوورد روتردام شتيفان دي فرييه أعاقه، ليعلن حكم المباراة الإيطالي نيكولا ريتزولي عن ركلة جزاء، انبرى لها تشافي ألونسو لاعب الفريق الملكي، وسددها على يمين الحارس الذي كاد أن يمنعها من اختراق شباكه، لكنه لم يدركها (27). وأبى فان بيرسي أن يدخل فترة الاستراحة دون منح بلاده التعادل، إذ قام بتسجيل هدف رائع بطريقة قل نظيرها، بعد أن انسل من بين المدافعين مستقبلاً الكرة التي أرسلها له زميله دالي بلايند سابحاً في الهواء وسددها برأسه بعيداً عن متناول كاسياس الذي خرج من مرماه (44). وكما في الشوط الأول، كانت انطلاقة الطواحين البرتقالية صاروخية في الشوط الثاني، وسريعاً ما نجح روبن بمنح التقدم لبلاده، بعد مجهود فردي تفوق فيه على مدافعي لاروخا جيرار بيكيه ومن ثم سيرجيو راموس، قبل أن يسدد في مرمى كاسياس، مستغلاً تمريرة متقنة من بليند أيضاً (53). وصحح دي فرييه خطأه حين أهدى إسبانيا ركلة جزاء في الشوط الأول، بستجيله الهدف الثالث لهولندا، بكرة رأسية أتبعها بتسديدة من يمينه، إثر ركلة حرة نفذها روبن (64) ووسع فان بيرسي الفارق إلى 4-1، بعد خطأ لا يغتفر من أحد أفضل حراس المرمى في العالم، حين فشل كاسياس بترويض الكرة لتصل إلى الأول الذي سددها بطرف قدمه في المرمى المشرّع (72).