كاد الحلم البرازيلي في لقب سادس بكأس العالم لكرة القدم أن يتبدد على يد لاعبي تشيلي الذين لم يتوقفوا عن الضغط أو الركض طيلة مباراة عصيبة بدور الستة عشر. ورغم انتصار البرازيل 3-2 بركلات الترجيح بعد التعادل 1-1 في الوقتين الأصلي والإضافي فإن تشيلي التي تفوقت على اسبانيا حاملة اللقب في الدور الأول كانت أفضل من البلد المضيف لفترات طويلة من المباراة رغم ضآلة ما لديها من قدرات. ومرة أخرى طبقت تشيلي طريقة لعبها المبنية على حصار المنافس بطول الملعب والتي استخدمتها للمرة الأولى مع المدرب الأرجنتيني مارسيلو بيلسا وواصلها مواطنه خورخي سامباولي، المدرب الحالي، طيلة البطولة وسبب مشاكل للبرازيليين. وفي كل مرة وجد لاعبو البرازيل أنفسهم محاصرين باثنين أو ثلاثة من تشيلي مع وجود الكرة في منتصف ملعبهم وأجبروا على التخلص سريعا من الكرة. وحفلت المباراة بالكثير من اللحظات التي فقد فيها لاعبو البرازيل الكرة في مناطق مؤثرة من الملعب في ظل معاناتهم للتأقلم مع هذه الطريقة التي بدت غير مألوفة بالنسبة لهم. وقال والتر كاساغراندي مهاجم البرازيل السابق وهو يعلق لمحطة غلوبو التلفزيونية تشيلي تقوم بما قامت به البرازيل في كأس القارات ولا تقوم به الآن، وهو رقابة المنافس في نصف ملعبه وجعل مهمته صعبة في اللعب. والخطأ الوحيد في طريقة تشيلي هو فشلها في الاستحواذ على الكرة أكثر حين تستخلصها والاكتفاء بصنع فرص قليلة، رغم أنها كادت تخطف الفوز بتسديدة صاروخية من ماوريسيو بينيا ردتها العارضة قبل ثوان من نهاية الشوط الثاني. كما واجهت تشيلي خطرا دائما من نيمار وهالك الثنائي البرازيلي المؤثر، إذ سببا مشاكل لدفاع تشيلي الذي سمح أكثر من مرة باختراقه قبل أن تتقدم البرازيل عن طريق ديفيد لويز في الدقيقة 18. وبدأت معاناة البرازيل فور تعادل تشيلي في الدقيقة 32 ولم تتوقف إلى أن أهدر مدافع تشيلي غونزالو خارا ركلة الترجيح الأخيرة لبلاده. ودلل الفريقان على سر تفوق كرة أمريكا اللاتينية في كأس العالم بعدما قدما مزيجا من الإثارة والمهارة والالتزام والحزن والدموع والخطط الرائعة والروح الرياضية. ولم يكن أي من الفريقين يستحق الخروج بعد 120 دقيقة من التوتر في يوم حار باستاد مينيراو، فخرج البرازيليون غير مصدقين نجاحهم في تحقيق الفوز. ومن الصعب التخيل أن أيا من الفرق الأوروبية التي ودعت البطولة كان بوسعه تقديم أداء كذلك العرض الراقي في أجواء حارة . انجاز تاريخي لكولومبيا في المباراة الثانية التي أقيمت يوم السبت (28 حزيران / يونيو) في الدور الثاني للمونديال، استضاف استاد ماراكانا بمدينة ريو دي جانيرو فريقين آخرين من أمريكا اللاتينية وهما منتخبا كولومبيا وأوروغواي. هذه المباراة لم تكن بمستوى المباراة السابقة (البرازيل- تشيلي) ولكنها كانت مباراة نجم كولومبيا الشاب خاميس رودريغيز (23 عاما) صاحب الوجه الطفولي، الذي سجل هدفا رائعا في الدقيقة 28 قد ينافس به على لقب الأفضل في البطولة. وأضاف هدفا آخر بعد مرور 5 دقائق فقط من الشوط الثاني للمباراة، ليقود كولومبيا للتأهل إلى دور ربع النهائي في كأس العالم لكرة القدم للمرة الأولى في تاريخها بالفوز على اوروغواي 2-0. وجاء الهدف الأول لرودريغيز إثر مهاردة فردية فيما جاء الثاني بعد عمل جماعي من الفريق. وبهدفه الثاني رفع رصيده إلى 5 أهداف وتصدر به قائمة هدافي المونديال حتى الآن. ومع غياب سواريز الذي أوقفه الاتحاد الدولي (الفيفا) بسبب عض كتف الايطالي جورجيو كيليني، لم تتمكن اوروغواي من العودة الى أجواء اللقاء. وقال دييغو غودين قائد اوروغواي من الواضح أن سواريز هو اللاعب المهم. اللاعب الأساسي الذي لدينا واتضح ذلك. لكن هذا ليس سبب الهزيمة. وبدوره قال خوسيه بيكرمان مدرب كولومبيا مثينا على فريق أوروغواي بعد انتهاء المباراة وتأهل فريقه للربع النهائي منتخب أوروغواي فريق صعب للغاية، ويملك مدربا رائعا. كنا نعلم أنها ستكون مباراة صعبة لكن حصدنا ثمار عملنا . نيمار في مواجهة رودريغيز في المرحلة التالية من المونديال ستكون مهمة كولومبيا صعبة إن لم تكن مستحيلة، إذ أنها ستلتقي البرازيل المستضيفة للعرس الكروي العالمي. وقد اعترف مهاجم كولومبيا ونجمها المتألق في البطولة، خاميس رودريغيز بقوة المنتخب البرازيلي المنافس المقبل في الربع النهائي بقوله البرازيل منتخب قوي، لديه لاعبين رائعين، وتاريخا في كأس العالم وأضاف متمنيا تحقيق حلم يكاد يكون مستحيلا: لكن يتعين علينا النزول إلى الملعب من أجل تحقيق الفوز مثلما اعتدنا على القيام به حتى الآن . وحققت كولومبيا 4 انتصارات متتالية حتى الآن في البطولة على اليابان وساحل العاج واليونان وأوروغواي، فيما حققت البرازيل فوزين فقط على كرواتيا والكاميرون وتعادلت مرتين أمام المكسيك في الدور الأول وتشيلي في ثمن النهائي قبل أن تحجز بطاقتها بركلات الترجيح. وتظل البرازيل رغم كل مشاكلها، بالغة الخطورة خاصة مع الدعم الجماهيري اللا محدود. ورغم أنها أظهرت ضعفا منذ انطلاق كأس العالم فإن أحدا لم يبد قادرا على الفوز عليها. وستكفي لحظة إبداع واحدة من نيمار للقضاء على أي منافس، ومن غير المرجح أن يواجه نفس المعاناة التي واجهها مع تشيلي، في المباراة القادمة مع كولومبيا.