تلجأ العديد من العائلات الجزائرية إلى الإستدانة او ما يعرف ب الكريدي لتغطية نفقات ما تبقى من الشهر الفضيل، الذي تتضاعف فيه تكاليف الأكل والشرب ويزداد حجم استهلاك المواد الغذائية. كما يتجاوز مستوى الإنفاق لدى العائلات الغنية ال5000 دينار يوميا لتوفير وجبات دسمة وغنية، عكس ما يعيشه أصحاب الدخل المحدود ما يجعلهم يضطرون للاستدانة لتغطية مصاريف آخر الأيام الرمضانية، وفي خضم هذا الواقع، تقربت السياسي من بعض المواطنين لمعرفة رأيهم في هذه الظاهرة التي باتت تتكرر في كل مرة مع اقتراب نهاية شهر رمضان الفضيل. اللهفة والتبذير يضعان العائلات في مأزق تعمد الكثير من الأسر الجزائرية خلال شهر رمضان إلى اقتناء العديد من المستلزمات الخاصة برمضان، إلا ان الغريب في الامر انها تقوم بذلك بلهفة ما يجعلها تقف موقفا آخر مع حلول نصف شهر رمضان، حيث تجد اغلب العائلات نفسها تستدين لإتمام الشهر وهو ما عبّر عنه العديد من المواطنين ممن التقت بهم السياسي خلال جولتها الاستطلاعية في شوارع العاصمة، ليقول في هذا الصدد مراد هناك العديد من العائلات لا تعرف كيف تصرف، فيقومون بشراء مختلف المستلزمات بلهفة، فيكون مآلها المزابل، ليجدوا أنفسهم في آخر المطاف يستدينون لتغطية مصاريف ما تبقى من هذا الشهر ، ومن جهة أخرى، كشف العديد من المواطنين ان الدخل المحدود لبعض العائلات فرض عليهم الاستدانة وهو الامر ذاته الذي أعرب عنه عمي جمال الذي أكد ان الدخل المحدود الذي لا يكفيه لإعالة عائلته يفرض عليه الاستدانة لإتمام ما تبقى من هذا الشهر واقتناء المستلزمات الضرورية. وغير بعيد من هنا، التقينا بجميلة بأحد أسواق العاصمة لتقول في هذا الصدد كل سنة، ومع بداية شهر رمضان، نلاحظ ظاهرة غريبة تتمثل في التوافد الكبير على شراء المواد الغذائية والزحام غير العادي على الأسواق ومحلات الأطعمة وغيرها، مما يؤدي الى أزمة لا تتناسب مع مغزى الصوم وتوحي بان هذا الشهر هو أكثر شهور السنة استهلاكا للطعام والشراب، حيث يقوم الكثيرون بشراء كل ما لذ وطاب من المأكولات وكل ما تقع عليها أعينهم، دون الاكتراث للميزانية التي يتم إسرافها خلال هذا الشهر، حيث يصرفون أضعاف مداخليهم ما يتسبّب لهم في طلب الدين كي يستطيعوا تغطية مصاريف ما تبقى من الشهر . وقد ارجع البعض الآخر انه من اسباب تعرضهم لهذه الظاهرة هو تحايل بعض التجار الذين عمدوا على إبقاء أسعار المواد الاستهلاكية للربح على حساب جيب المواطن البسيط، ليقول في هذا الصدد طارق إن تحايل بعض التجار وبيع الخضر والفواكه بأسعار باهضة رغم انخفاضها في أسواق الجملة أنهكنا ما جعلنا نقع في قبضة الدين . الكريدي حل لتغطية مصاريف آخر الأيام الرمضانية فحالة اللهفة التي تصيب الكثيرين والتبذير وشراء كل ما يباع في الأسواق حتى دون الحاجة إليها دون التفكير في النتائج على ميزانية الأسرة، تجعل الكثير من العائلات تضطر الى اللجوء الى الاستدانة لشرا لوازم وحاجيات رمضان التي لا تنتهي إلا بانتهاء هذا الشهر، فلا يجد رب العائلة من سبيل لتغطية هذه المصاريف سوى الاستدانة من المقربين، في حين تلجأ بعض ربات ممن ضاقت بهم كل السبل الى التخلي عن مجوهراتهن وبيعها لتفادي الدين الذي يجعل شهر رمضان يثقل كاهل الأسر ويكلفها نفقات كثيرة، وهو حال بلقاسم، موظف بسيط وهو رب أسرة تتكون من خمسة أفراد، حيث يقول انه لجأ للاستدانة كحل وحيد كي يستطيع إكمال ما تبقى من أيام هذا الشهر الفضيل، ليضيف انه صرف أغلبية راتبه في الأسبوع الأول من رمضان بشراء اللحوم والخضر والفواكه، ليرجع السبب وراء ذلك إلى الارتفاع الجنوني الذي شهدته أسعار معظم المواد الاستهلاكية بمختلف الأسواق الجوارية، اما عمي رابح الذي يتقاضى راتبا شهريا قدره لا يتعدى ال18 الف دج والذي لا يكفيه في الأشهر العادية، فكيف هو الحال بالنسبة لرمضان، حيث عقب على موضوع الاستدانة في رمضان بأنه في أغلبية شهور السنة لا يكفيه راتبه الى نهاية الشهر، فبالنسبة له ظاهرة الاستدانة أصبحت شيئا روتينيا يفعله كل شهر، ليضيف ان الفرق بين رمضان وبقية اشهر السنة هو انه في الأيام العادية يستدين مع نهاية الشهر، اما في رمضان، فإنه يستدين بعد مرور الأسبوع الأول منه. وان كان كل من بلقاسم وعمي رابح قد وجدا من يدينهما، فإن أسرة مراد العاطل عن العمل منذ أزيد من شهرين وبعد ان صرف ما كان مدخره من مال لم يجد وزوجته من خيار إلا بيع بعض من مجوهرات زوجته لأنه لا يمكن طلب الدين دون وجود مصدر لرده، حسبه، ما جعل الزوجة تفضّل التضحية ببيع البعض من مجوهراتها لمساعدة زوجها في مصارف رمضان ولشراء ملابس العيد لأطفالها خاصة مع انه لم يبق الكثير على حلول عيد الفطر المبارك. إمام: يجب تجنّب كل مظاهر الإسراف.. لتجنّب الوقوع في قبضة الدين وفي خضم هذا الواقع الذي خيم على العديد من الأسر الجزائرية بسبب اللهفة والتبذير الذي حاط بهم في الأيام الأولى من شهر رمضان، يقول الإمام يوسف بن حليمة ان شهر رمضان هو شهر الصوم كما قال الله، تعالى، في كتابه العزيز يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على اللذين من قبلكم لعلكم تتقون ، فنحن نصوم لكي نتقرب الى الله ولكي يتعود المسلم على فطرة الصبر لان الصوم مرادف للصبر وفي الحديث النبوي إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب ، وقوله تعالى كل عمل بني آدم له إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به ، فالصوم يعادل الصبر وللصوم اجر كبير بغير حساب عند الله، عزّوجل، فليس الصوم في الإسراف في الأكل والتبذير وشراء ما لا يحتاجه الإنسان، فقد أصبحنا نلاحظ الكم الهائل من المأكولات كالخبز والحلويات بالقمامات، هذه التصرفات التي يحظرها الشرع ويحرمها يجب الحد منها لكسب رضا الله ولا تبذر تبذيرا ان المبذرين كانوا أخوان الشياطين ، لذا يجب تفادي الإسراف والتبذير لتجنّب الوقوع في قبضة الدين وغلبته