عائلات تعاني بسبب جشع التجار هل رمضان علينا والجزائريون يعيشون فرحة النصر في المونديال، ولكن وككل سنة تعيش العائلة الجزائرية حالة من رعب بسبب الأسعار المرتفعة التي تصاب بجنون غير معقول، التفاصيل في هذا الاستطلاع الذي قامت به "الشعب" لذلك تفكر الكثير من الأسر في الحل الأنسب الذي يجعلها تؤمن مستلزمات الشهر الفضيل، ولعل الاستدانة هي الحل الأمثل للكثير منها، إضافة إلى رهن الذهب في البنوك من أجل حفظ ماء الوجه أمام الجيران والأقارب. لم تجد عائلات عديدة بولاية البليدة إلا الاستدانة كحل أخير لتغطية المصاريف الكثيرة التي اجتمعت فيها العطلة ورمضان على المواطن الذي حار في الطريقة الأمثل للانفاق فيهما، ولم يكن سهلا على عائلة " جمال " موظف يتقاضى راتبا يقارب ال 40 ألف دينار جزائري، أن تؤمن بعض الأغراض لشهر الرحمة والغفران فقد أخذ "جمال" سلفة 50 ألف دينار لشراء مختلف المواد التي عرفت ارتفاعا محسوسا زاد من تأزم الوضع. ولم يجد "جمال" حلا لخروجه من مأزق تقديم هدية لقريبين تزوجا قبل أيام من رمضان سوى بيع جهاز كمبيوتر قديم وآلة تصوير بسعر زهيد، وقد حز في نفسه كثيرا أي يلجأ إلى هذه الطريقة لسد نفقاته. تدخر سرا لمساعدة زوجها في المصاريف أما عائلة " حسين " وزوجته " عالية "، فكانت مؤثرة وشاعرية إلى درجة أظهرت الزوجة وفاء أبكى ومس مشاعر الزوج بل أنها كانت أشبه بقصص الكتب التي نقرأها بين الفينة والأخرى. تقول "عالية" ل "الشعب" في كل شهر يعطيني زوجي مصروف البيت الذي أقوم بتقسيمه على حاجيات المنزل ولكن في كل مرة أدخر القليل من المال من أجل الحاجة، فقد تعودت على رؤية والدتي تفعل ذلك منذ صغري" . وتضيف قائلة:" وبالفعل مع مرور الوقت شعرت أن المبلغ في ارتفاع مستمر ما شجعني على الادخار أكثر، واليوم أحضرت كل المبلغ كي أسد به نفقات مستلزمات الشهر الفضيل فقد وصل إلى 60 ألف دج...، سعد زوجي كثيرا عندما أخبرته بالحقيقة لأنه كمعظم الجزائريين يجد نفسه حائرا كل السنة بحلول شهر الصيام خاصة وأنه يعرف في الأسبوع الأول ارتفاعا محسوسا في أسعار المواد الغذائية ". عائلة عمري التي اضطرت إلى رهن مجوهرات الزوجة في البنك لتوفير ميزانية رمضان تقول خالتي "دوجة":" في كل سنة أقوم برهن مجوهراتي في بنك من أجل توفير مصروف رمضان لأن مستلزمات الشهر الفضيل غالية جدا، ولا أريد أن أستدين من الأقارب أو الجيران لأنهم سيعايرونني بها وزوجي ذات يوم، لذلك أحفظ ماء وجهي برهن ذهبي في البنك دون أن يعلم أحد بذلك." وتضيف قائلة:" أنا وكثير من المواطنين أصبح رمضان بالنسبة لنا الكابوس الذي نخافه بسبب جشع التجار واحتكارهم للأسعار في السوق، لذلك تجد الواحد منا يفكر في أنجع الطرق لتوفير الميزانية الكافية له، ولكن في المقابل هناك من المواطنين من لا يستطيع الاستدانة ولا يملك المجوهرات لرهنها في البنك، فالله وحده العالم بحالهم". في الأخير كانت هذه بعض العينات التي اقتربت منها "الشعب" من أجل التعرف على أحوالهم في بداية شهر الصيام الذي جعله الله تعالى لعباده رحمة، وميزه ببركة فلو علمها الأغنياء لما كان هناك فقير يستجدي عطف الناس ليفطر.